تعتبر العقدة الأذينية البطينية جزءًا أساسيًا من الجهاز الكهربائي القلبي، فهي تسيطر على انتقال النبضات الكهربائية للقلب من الأذينين إلى البطينين. توجد هذه البنية الصغيرة قرب مركز القلب في الموضع الذي تكون فيه الأذينان والبطينان قريبة جدًا من بعضها.

قد تسبب الاضطرابات التي تحدث في العقدة الأذينية البطينية اضطرابات نظم قلبي، وهذا يعني إما بطء النظم القلبي أو تسرعه، وقد تسبب كلا الحالتين أعراضًا مهمة وملحوظة.

يشير رقم 2 إلى العقدة البطينية الأذينية

يشير رقم 2 إلى العقدة البطينية الأذينية

ما العقدة الأذينية البطينية؟

العقدة الأذينية البطينية هي زر صغير مكون من خلايا متخصصة (قطرها نحو 3-5 ميكروميتر)، موضعها قرب مركز القلب، في الجانب الأيمن من الحاجز بين الأذينين عند الوصلة بين الأذينين والبطينين.

ووظيفتها تنسيق انقباض الأذينين والبطينين استجابة للإشارة الكهربائية القلبية.

ما عمل العقدة الأذينية البطينية؟

تسيطر العقدة الأذينية البطينية على انتقال الإشارة الكهربائية من الأذينين إلى البطينين، فعندما تولد العقدة الجيبية (تتوضع في أعلى الأذينة اليمنى) نبضة كهربائية، تنتشر هذه النبضة عبر الأذينين مسببةً نبض هذه الحجرات، ثم تجمع العقدة الأذينية البطينيّة النبضة الكهربائية، وبعد تأخير وجيز تسمح بعبورها إلى البطينين.

وهذا التأخير الوجيز الذي يحدث في أثناء نقل الإشارة الكهربائية من خلال العقدة الأذينية البطينيّة مهم كي ينبض القلب بشكل طبيعي ومن أجل الفعالية الوظيفية للقلب.

دون هذا التأخير الذي يحدث في الإشارة الكهربائية لن يكون الأذينان قادرين على إنهاء الانقباض (ليسمحا للبطينين بالامتلاء بشكل كامل بالدم) قبل أن يبدأ البطينان بالانقباض.

على عكس بقية أجزاء الجهاز القلبي الكهربائي الأخرى، كلما حُفزت العقدة الأذينية البطينية بشكل متكرر؛ ولّدت الإشارات الكهربائية ببطء أكبر.

وتصبح الميزة التي تسمى التوصيل التناقصي مهمة جدًا في الرجفان الأذيني على سبيل المثال، إذ تعصف بالعقدة الأذينية البطينية الآلاف من الإشارات الكهربائية بالدقيقة الواحدة، والتوصيل التناقصي يمنع معظم هذه النبضات من الوصول إلى البطينين ويحمي معدل نبضان القلب من الارتفاع بشكل خطير.

قد يولد بعض الأشخاص ولديهم طريقان للإشارات الكهربائية من خلال العقدة الأذينية البطينيّة الذي يجعلهم عرضة للإصابة بأحد أمراض اللانظمية القلبية الذي يدعى تسرع القلب.

الاضطرابات التي قد تحدث في العقدة الأذينية البطينيّة قد تسبب تأخيرًا أو حصارًا جزئيًا أو كليًا في انتقال النبضات الكهربائية من الأذينين إلى البطينين وتسمى هذه الحالة بالحصار القلبي.

ويُشاهد التأخير الذي يحدث خلال نقل الإشارة في العقدة الأذينية البطينية على ورقة تخطيط القلب الكهربائي على شكل تطاول بالقطعة PR، إذ تمثل PR الوقت الفاصل بين انقباض الأذين وانقباض البطين.

والتطاول في القطعة PR الذي يسببه التأخير الذي يحدث في أثناء نقل الإشارة في العقدة الأذينية البطينيّة يسمى حصارًا في العقدة الأذينية البطينيّة من الدرجة الأولى، وهذه الحالة لا تسبب عادةً أعراضًا مهمة أو تتطلب علاجًا خاصًا.

في حصار العقدة الأذينية البطينية من الدرجة الثانية تُمنع بعض النبضات القادمة من الأذينين من الوصول إلى البطينين، في الدرجة الثالثة يتم حصار كامل النبضات القادمة من الأذينين.

الحصار القلبي المرافق لمشكلات في العقدة الأذينية البطينيّة يتعلق عادة بتناول بعض الأدوية مثل حاصرات بيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم أو بسبب بعض المشكلات الطبية التي تسبب زيادة في فعالية العصب المبهم مثل انقطاع النفس في أثناء النوم، وعندما تعالج هذه الحالات قد يختفي حصار العقدة الأذينية البطينيّة دون علاج ودون استخدام ناظم نبض بشكل مستمر.

في بعض الأحيان قد يسبب حصار العقدة الأذينية البطينية بطء نظم القلب أو الحاجة لاستخدام ناظم نبض قلبي بشكل مستمر.

هناك سبب شائع من أسباب حصار العقدة الأذينية البطينيّة الذي من الممكن أن يتطلب علاجه استخدام ناظم خطا وهو احتشاء العضلة القلبية.

تتلقى العقدة الأذينية البطينيّة تغذيتها الدموية من شريان العقدة الأذينية البطينيّة وفي 90% من الحالات يتفرع هذا الشريان من الشريان الإكليلي الأيمن لذلك فحصار العقدة الأذينية البطينة الذي يسببه احتشاء العضلة القلبية يُشاهد بشكل شائع في احتشاءات العضلة القلبية المرتبطة بالشريان الإكليلي الأيمن.

الخلاصة

العقدة الأذينية البطينية جزء مهم جدًا من الجهاز القلبي الكهربائي، وتنقل الإشارة الكهربائية من الأذينين إلى البطينين، وتحسن من تناسق كل نبضة. وإذا حدث الرجفان الأذيني فإنها تحمي البطينين من أن يعصف بهما عدد خطير وكبير من الإشارات الكهربائية، واضطرابات العقدة الأذينية البطينية قد تسبب إما بطء النظم القلبي أو تسارعه.

اقرأ أيضًا:

كيف يعمل القلب؟

‎تناول القهوة بانتظام يقي من قصور القلب

ترجمة: هديل بلدية

تدقيق: نايا بطاح

المصدر