استطاع المقراب الطيفي النووي التابع لوكالة ناسا والمدعو بتلسكوب نوستار؛ أن سيجّل أفضل مشاهدة لمقطع من مجرة المرأة المتسلسلة أندروميدا، الجارة الأقرب لمجرّة درب التبانة على مسافة مليوني سنة ضوئية، من خلال طاقة الأشعة السينية، ولاحظ الفريق القائم على هذه المهمة أربعين ثنائي أشعة إكس، وهي عبارة عن نجوم قرينة تشكّل مصادر كثيفة للأشعة السينية، عند سقوط مادة نجم عادي على ثقب أسود أو نجم نيوتروني قرين.andromedagal

 

ومن المتوقّع أن تساعد هذه النتائج في تكوين فهم أفضل لدور ثنائيات أشعة إكس في تطوّر الكون، فوفقًا لعلماء الفلك، ربما تكون هذه الكُتل ذات النشاط الإشعاعي قد لعبت دورًا هامًا جدًا في تسخين حوض الغاز الذي تشكّلت فيه المجرّات الأولى.

المرأة المسلسلة هي المجرة اللولبية الوحيدة التي يمكن أن نرصد منها ثنائيات أشعة إكس منفردة وندرسها بدقة، يشير دانييل ويك من وكالة ناسا، مضيفًا أنّ بإمكاننا استخدام هذه المعلومات لاستنتاج ما الذي يحدث في المجرات البعيدة التي يصعب رؤيتها.

يمكن وصف مجرة المرأة المتسلسلة والتي يشار إليها برمز م31 بأنها الشقيقة الكبرى لمجرة درب التبانة، فكلتا المجرتين تنتشران في الفضاء على شكل حلزوني، إلّا أنّ حجم المرأة المتسلسلة يفوق حجم مجرتنا قليلًا، ولو نظرنا من زاوية فلكية؛ فبإمكاننا أن نعتبر مسافة المليونيّ سنة ضوئية التي تفصل ما بين المجرتين قربًا نسبيًا كافيًا يمكننا من مشاهدة المرأة المتسلسلة بالعين المجردة إذا ما راقبناها في سماء معتمة وصافية.

استخدمت الفرق الفضائية الأخرى كفريق مرصد شاندرا، أشعة سينية ذات طاقة أقلّ من تلك التي استخدمها العلماء في مرقاب نوستار من أجل رصد مجرة المرأة المتسلسلة، وحصلوا على صور أقلّ وضوحًا.

في ثنائيات أشعة أكس، هناك دومًا طرف يتكون من نجم ميت أو من بقايا نجمية تكوّنت بفعل انفجار نجم كان فيما مضى ذا كتلة أكبر من كتلة الشمس، ويمكن للنجم أن يُنتج عند انفجاره ثقبًا أسود أو نجمًا نيوترونيًا، وذلك يعتمد على كتلته وخصائصه الأخرى، وعند توفّر الظروف الملائمة، تتمدّد الأطراف الأكثر بعدًا للنجم القرين فتصطادها جاذبية الثقب الأسود أو النجم النيوتروني، وأثناء سقوط هذه المادة أو انجذابها تسخن بفعل درجات الحرارة المرتفعة مطلقةً كميات هائلة من الأشعة السينية.

ويعمل ويك وزملائه وبالاستعانة بالمشهد الجديد الذي استطاع مرقاب نوستار أن يوفّره؛ على تحديد نسبة ثنائيات أشعة إكس التي تحتوي ثقوبًا سوداء مقابل تلك التي تحوي نجومًا نيوترونية، وسيساعد هذا البحث على فهم مأهولية المجرة بمجملها، مما سيتيح التعرّف على مقدار الطاقة التي تبعثها هذه الأنظمة.

بالإضافة إلى ما سبق، كشف هذا البحث الأخير عن الاختلافات المحتملة ما بين مجرة درب التبانة ومجرّة المرأة المتسلسلة، فدراسة الكثافة النجمية الشديدة في مجرّة المرأة المتسلسلة ينبئ أن تاريخ تشكّل نجوم هذه المجرّة ربما يكون مختلفًا عن مجرّتنا، تقول الباحثة الرئيسة في بعثة نوستار فيونا هاريسون.


 

المصدر