تقترح دراسة هي الأولى من نوعها لـ 1813 سيدة مسنة أن التسارع في التعمير البيولوجي للجسد -تحديدًا التعمير فوق الجيني- مرتبط باحتمالية أقل للعيش لعمر 90 سنة وللقدرة على الحركة فيزيائيًا وامتلاك وظيفة عقلية سليمة.

في النسخة الشبكية لمجلة JAMA Network Open الصادرة في 27 يوليو 2022 أبلغ فريق من الباحثين التابعين لعدة مؤسسات بقيادة مدرسة هيربرت ويرثايم للصحة العامة وعلوم تعمير البشر في جامعة كاليفورنيا سان دييغو بأن تسارع العمر ما فوق الجيني يمكن أن يستخدم واسمًا بيولوجيًا لطول العمر الصحي السليم وكذلك لتقدير التعمير الوظيفي والإدركي.

تقول الباحثة الرئيسة الدكتورة أندريا لاكروا، الحاصلة على دكتوراه وماجستير صحة عامة، وهي بروفيسورة مميزة في مدرسة هيربرت ويرثايم للصحة العامة وعلم التعمير البشري: «يدرك المسنون جيدًا أن العمر مجرد رقم قد لا يدل على حالتهم الصحية. ماذا لو كانت لدينا طريقة لقياس السرعة التي نعمر بها والتي تستطيع أن تتوقع احتمالية عيش حياة طويلة وصحية؟ في الأبحاث حول التعمير، نسمي ذلك مدى صحة الفرد».

العمر الزمني مبني على تاريخ ميلاد الشخص، والعمر فوق الجيني يشير إلى العمر البيولوجي لخلايا الشخص، أنسجته وأجهزته العضوية.

إذا كان العمر فوق الجيني للشخص أكبر من عمره الزمني، فإن الشخص يخضع لتسارع في التعمير فوق الجيني، الذي يرتبط بخطورة أكبر للإصابة بالسرطان، والداء القلبي الوعائي، وداء باركنسون وغيرها من الأمراض.

بناءً على 4 ساعات فوق جينية مختلفة تقيس العمر البيولوجي، فإن كل 5 إلى 8 سنوات من التسارع في العمر فوق الجيني كانت مرتبطةً باحتمالية أقل بـ 20 إلى 32% للعيش إلى عمر 90 سنة مع الحفاظ على الحركية والوظيفة الإدراكية.

تقول لاكروا: «مدى الصحة مهم لأن عدد الأفراد الذين سيعيشون لعمر 90 سنة وما فوق سيتضاعف بمقدار 4 أضعاف من 1.9 مليون في عام 2016 إلى 7.6 مليون عام 2050 في الولايات المتحدة لوحدها».

حلل الفريق بيانات حول الحالة الفيزيائية والإدراكية لـ 1813 امرأة شاركن في مبادرة صحة النساء، جزءًا من الدراسة الاستهلالية لدراسة وطنية على المدى الطويل ممولة من قبل المؤسسة الوطنية للقلب والرئة والدم التي بدأت عام 1993. العمر الوسطي للوفيات ضمن المشاركات في مبادرة صحة النساء كان 90 عامًا.

ضمن هذا الحشد، نجت 464 امرأة حتى عمر 90 مع وظيفة إدراكية وحركية سليمة، وعاشت 420 لعمر 90 دون وظيفة إدراكية وحركية جيدة، وتوفيت 929 امرأة قبل بلوغ عمر 90.

كانت المشاركات بعمر 70 إلى 72 عند البداية وتمت متابعتهن حتى عمر 90 على الأقل أو حتى موعد وفاتهن.

وُجد أن ارتباطات ساعات تسارع العمر فوق الجيني مع التعمير الصحي كانت مستقلة عن خصائص أخرى أشيع لدى النساء المعمرات مع ذاكرة وحركية سليمة مقارنة مع اللواتي لم ينجين حتى عمر 90 عامًا، بما في ذلك كونهن ذوات بشرة بيضاء، وعدم إصابتهن بأمراض مزمنة أو إصابتهن بعدد قليل منها عند بداية الدراسة، وامتلاكهن مستوىً تعليمي أعلى، وعدم التدخين والمشي عدة مرات في الأسبوع.

حسب المؤلفة الأولى الدكتورة بورفا جين، والتي أكملت هذا العمل كجزء من أطروحتها للدكتوراه في جامعة كاليفورنيا سان دييغو: «أظهرت دراسات سابقة أن تسارع العمر فوق الجيني مرتبط بعرضة أعلى للوفاة، وعدد قليل من الدراسات وجدت أن التعمير الأبطأ يحدث لدى المعمرين. ولكن هذه الدراسة الاستهلالية هي الأولى التي تفحص العلاقة بين التسارع الأبطأ للتعمير والعيش لعمر 90 مع ذاكرة وحركية سليمة».

وأضافت: «إضافة إلى ذلك، تقترح دراستنا أننا نستطيع أن نستخدم تسارع العمر فوق الجيني لتقدير خطر عدم امتلاك الفرد لتعمير صحي، الذي قد يقود لتداخلات مستقبلية في الصحة العامة لمجابهة العواقب الصحية السيئة ضمن المجتمعات الأكبر سنًا».

اقرأ أيضًا:

وجد العلماء الدليل الأول على إمكانية عكس العمر البيولوجي!

دراسة أولية تقول: يمكن عكس العمر البيولوجي

ترجمة: مضر اليوسف

تدقيق: أميمة الغراري

المصدر