اكتُشفت كتلةٌ كبيرةٌ من صخر الغرانيت -الذي يطلق الحرارة ببطء- تحت حفرة على القمر، قد يبدو هذا خيالًا علميًا، ولكن كان ذلك متوقعًا لأن القمر كان يحتوي في الماضي على حقول وثورات حممٕ بركانية، وأن هذا الاكتشاف ليس سوى نشاطٕ بركاني قديم.

لطالما بحث العلماء عن براكين شبيهة لبراكين الأرض، لكن في الواقع لم يجد العلماء ذلك على سطح القمر، حتى بحثوا تحت فوهات كومبتون وبيلكوفيتش على الجانب البعيد من القمر.

يعد الغرانيت من الصخور المتوفرة بكثرة على كوكب الأرض، ولكن ليس من الشائع جدًا العثور عليه خارج هذا الكوكب، لذلك يعد العثور عليه على سطح القمر أمرًا مثيرًا للغاية.

يتشكل الغرانيت في أعماق القشرة الأرضية، وعادةً ما يتوفر بغزارة تحت البراكين، حيث يمكن للحمم المنصهرة أن تبرد وتتبلور، ومن الأمور التي تساعد الغرانيت على التشكل توفر الماء والصفائح التكتونية.

استخدم الفريق الباحث مجموعة من البيانات من المدارات الصينية والأمريكية لاكتشاف كتلة الغرانيت التي تنبعث منها الحرارة تحت سطح القمر وأيضًا لدراسة هذه العملية البركانية التي لم يسبق لها مثيل على سطح القمر.

استخدم الفريق الباحث الأطوال الموجية للموجات الدقيقة المرسلة إلى القمر على كلّ من المدارين الصينين تشانغ أي 1 و 2، تمكن الفريق من تحديد درجات الحرارة تحت السطح، وقد وجدوا أن أحد هذه البراكين المشتبه فيها، المعروفة باسم كومبتون- بلكوفيتش، كان يتوهج تمامًا في الأطوال الموجية للموجات الدقيقة.

ليس بالضرورة أن تكون البراكين على السطح، فمن المحتمل أن تكون في أعماق القشرة السطحية، فالحرارة العالية التي رُصدت في القشرة القمرية لن تأتي من فراغ، بل هذا دليل على شيء ما يوجد داخل القشرة القمرية العميقة، لذلك يعتقد العلماء أن كومبتون-بلكوفيتش بركان يُخفي حرارة عالية تحته.

تظهر البيانات وجود 20 كيلومترًا من السطح الواسع الغني بالسيلكون، إذ يعتقد العلماء أن هذا السطح الواسع هو عبارة عن الحفرة الناجمة عن هذا البركان القديم.

تبلغ درجة الحرارة هناك حوالي 10 درجات مئوية، أي أنها أدفأ من محيطها، ولكن مصدر هذه الحرارة ليست الحمم المنصهرة الناجمة عن الانفجار الأخير للبركان منذ 3.5 مليار سنة، بل يعود مصدر هذه الحرارة للعناصر المشعة التي كانت عالقة في الصخور.

قال الدكتور سيغلر: «نحن نفسر هذا التدفق الحراري على أنه ناتج عن صخر الغرانيت الغني بالمواد المشعة تحت حفرة البركان. في الحقيقة، لقد كنا في حيرةٕ من أمرنا عندما اكتشفنا ذلك، ولحسن الحظ، فإن زوجتي الدكتورة ريتا إيكونوميوس عالمة جيولوجيا، ومعًا تمكنا من تحديد السبب الجيولوجي المحتمل لهذه الحرارة».

أوضحت الدكتورة إيكونوميس أن هذا الاكتشاف عبارة عن حوض باثوليث بعرض 50 كيلومترًا، ويعد الباثوليث نوعًا من أنواع الصخور البركانية التي تتكون عندما ترتفع الحمم البركانية إلى قشرة الأرض ولكنها لا تثور على السطح.

إن وجود مثل هذا الترسيب للغرانيت على القمر، يشير إلى أنه يمكن أن نعثر على الغرانيت في مناطق أخرى من القمر، وربما في مكانٕ آخر في النظام الشمسي.

اقرأ أيضًا:

اكتشاف طبقات صخرية تحت سطح القمر تحكي قصصًا عن ماضيه

هل توجد حياة على سطح القمر؟ رحلة ناسا القادمة ستكشف لنا ذلك

ترجمة: يزن دريوس

تدقيق: ألاء ديب

المصدر