يتشكل عظم العجز، الذي يسمى أيضًا الشوك العجزي، من التحام الفقرات العجزية الخمسة مع بعضها. العجز هو بنية عظمية ذات شكل يشبه الدرع، يتصل بقاعدة الفقرات القطنية (وهي الفقرات الأسطوانية الخمسة التي تحيط بالنخاع الشوكي أسفل الظهر) ويتصل أيضًا بالحوض.

تمثل الفقرات العجزية بالقطع من S1 حتى S5، وتوجد بين الفقرات القطنية والعصعص، وهو الجزء الأخير من القناة الفقرية.

التشريح:

تتطور الفقرات العجزية في الشهرين الأول والثاني من الحياة الجنينية، وتكون الفقرات العجزية الخمسة منفصلة في البداية، لكنها تبدأ بالالتحام خلال المراهقة وبداية البلوغ، لتكتمل عملية الالتحام وتشكل عظمًا وحيدًا في عمر 30.

تشكل الفقرات الثلاث الأولى من عظم العجز جناحين جانبيين عريضين، يسمى كل منهما جناح العجز، الذي يتصل بدوره مع عظم الحرقفة (وهو أحد عظام الحوض).

يشكل العجز أيضًا الجدار الخلفي للحوض، ويتمفصل مع عظام الورك في الجهتين بواسطة المفاصل الحرقفية العجزية.

توجد سلسلة مكونة من أربعة ثقوب متتالية على جانبي عظم العجز، تمر منها الأعصاب العجزية والأوعية الدموية، وتقع القناة العجزية في مركز عظم العجز وتمثل نهاية القناة الفقرية.

تصل الاتصالات العصبية للفقرات العجزية إلى القسم السفلي من الجسم، ويشار إلى المستويات العددية غالبًا في دراسات تخيلية للنخاع الشوكي، فمثلًا S1 يشير إلى الفقرة العجزية الأولى، و S2 يشير إلى الفقرة العجزية الثانية، وهكذا.

وبناءً على ذلك يكون S1 أعلى هذه الفقرات وS5 أدناها، ويتقابل كل رقم منها مع زوج من الأعصاب في هذا الجزء من النخاع الشوكي.

تتصل أعصاب S1 بالورك والفخذ.

تتصل أعصاب S2 بالجزء الخلفي من الفخذين.

تتصل أعصاب S3 بالمنطقة المتوسطة من الأرداف.

تتصل أعصاب S4 وS5 بالمنطقة العجانية.

العجان هو المنطقة التي تقع بين الساقين، لها شكل معين، وتشمل فتحة الشرج والمهبل لدى النساء.

الوظيفة:

تتمثل وظيفة الفقرات العجزية بحماية منطقة الحوض، وهو البنية العظمية التي تصل الجذع بالساقين، وتدعم الجذع وتؤمن توازنه، وتشمل الأمعاء والمثانة والأعضاء الجنسية الداخلية.

قد تؤدي إصابات هذه المنطقة إلى اضطراب التحكم في وظائف الأمعاء، والمثانة، والوظيفة الجنسية أيضًا خاصة لدى الرجال، وتعتبر إصابات الفقرات العجزية إصابات معقدة، فقد تشخص تشخيصًا خاطئًا غالبًا، ولا تعالج دائمًا على النحو الصحيح.

تتضمن الحالات الشائعة من إصابات الفقرات العجزية حوادث السير، وإصابات الرياضيين، وحوادث السقوط، والرضوض، إضافةً إلى العيوب الخلقية، وهشاشة العظام، وتنكس المفاصل.

قد يستطيع الشخص المصاب بأذيات إحدى الفقرات الخمس تأدية وظائفه، ولكن تؤثر هذه الإصابات في المقام الأول في وظائف الأمعاء والمثانة، ويميل معظم المصابين بإصابات الفقرات العجزية إلى عيش حياة طبيعية، وقد يحتاجون إلى بعض المساعدة، ولكنهم يبقون قادرين على خدمة أنفسهم جيدًا.

حالات ذات صلة:

يكون الشخص المصاب بفقراته العجزية سليمًا عامةً، ونادرًا ما يتعرض للكسور، ما عدا حالات الإصابة الخطرة كالرضوض على تلك المنطقة، بما في ذلك حوادث السقوط والتعرض لرض قوي.

كسور الإجهاد:

إن المصابين بهشاشة العظام أو التهاب المفاصل الروماتويدي RA معرضون للإصابة بكسور الإجهاد في عظم العجز أكثر من غيرهم، وقد تسمى هذه الكسور أيضًا الكسور الشعرية، التي قد تبدو شروخًا أو تشظيًا في العظم.

غالبًا ما تؤثر هذه الكسور في الوزن الذي قد تحمله المفاصل، وهي أقل شيوعًا في عظم الفخذ والحوض والعجز، ولكنها شائعة لدى المصابين بهشاشة العظام، والتهاب المفاصل الروماتويدي RA، وغيرها من الأمراض الروماتيزمية بسبب العملية الالتهابية ونقص قوة العظام لديهم.

عرق النسا أو التهاب العصب الوركي:

هو حالة تسبب ألمًا في الظهر والساق، وقد تنشأ عن إصابة منطقة الفقرات القطنية (أي أسفل الظهر، حيث تتجه الأقواس الشوكية إلى الداخل نحو البطن) واتصاله بالفقرات العجزية، وهذا يحدث بسبب تعرض هذه المنطقة من النخاع لكمية هائلة من الضغط والانحناء في أثناء النشاط اليومي، كالجلوس لفترة طويلة أو لعب رياضة.

إصابات الأعصاب العجزية:

ينتهي النخاع الشوكي في مستوى أعلى من الفقرات العجزية، ومن ثمّ لا يوجد ضمن هذه الفقرات، لذلك تنشأ الأعصاب العجزية من النخاع القطني. وإن أية إصابة في جذور هذه الأعصاب قد تسبب أعراضًا مشابهةً لإصابات النخاع الشوكي.

يصاب المرضى الذين تأذت أعصابهم العجزية بأعراض في إحدى جهتي الجسم أو في الجهتين معًا، فقد تؤدي إصابات الفقرات العجزية إلى خسارة وظيفة الورك أو الساقين أو كليهما، الأمر الذي يؤثر في أنشطة الإنسان اليومية، بما فيها المشي والقيادة.

قد تسبب إصابات الفقرات العجزية أيضًا خللًا في التحكم في وظائف المثانة والأمعاء.

على كل حال، فإن إصابات الفقرات العجزية ليست مؤثرة إلى الدرجة التي تعيق الحياة اليومية للمريض وخدمته لنفسه.

من أعراض إصابة جذور الأعصاب العجزية ما يلي:

  •  عجز في وظائف الأمعاء أو المثانة.
  •  ألم أسفل الظهر.
  •  ألم الساق، الذي يمتد إلى الجزء الخلفي للساقين.
  •  اضطرابات الحس في الفخذ والأرداف.

متلازمة ذيل الفرس:

ذيل الفرس هو حزمة في نهاية القناة الفقرية تضم أعصابًا شوكية وجذورها (وتحديدًا الزوج العجزي الخامس)، وجذور أعصاب شوكية أخرى (وتحديدًا الزوج القطني الخامس)، إضافةً إلى العصب العصعصي.

هذه المتلازمة هي اضطراب نادر، تحدث بسبب انضغاط جذور الأعصاب الشوكية، وغالبًا ما تتأثر المستويات الفقرية من L5 حتى S5، ويعد هذا الاضطراب حالة جراحية عاجلة، وقد يصاب المريض بأذية دائمة تقود بدورها إلى السلس البولي (وهو فقدان القدرة على التحكم في المثانة) وشلل دائم في الساقين في حال عدم تقديم علاج سريع للمريض.

تتضمن أعراض متلازمة ذيل الفرس ما يلي:

  •  ألمًا شديد أسفل الظهر.
  •  ألمًا وخدرًا وضعفًا في إحدى الساقين أو كلتيهما، ما يسبب اضطرابات التوازن وصعوبة النهوض عن الكرسي.
  •  الخدر السرجي، وهو فقدان الحس أو تبدله في الساقين، والردفين، والجزء الداخلي للفخذ، والجزء الخلفي للساق أو الأقدام، ويزداد سوءًا مع مرور الوقت.
  •  اضطرابات التبول والتبرز أو ما يسمى السلس.
  •  العجز الجنسي الذي قد يظهر فجأة.

إن ظهور أعراض متلازمة ذيل الفرس يتطلب انتباهًا طبيًا سريعًا، ويجب على المريض أن يبحث عن مساعدة طبية طارئة إذا كان يعاني عرضًا أو أكثر مما سبق ذكره.

يحتاج المريض المصاب بمتلازمة ذيل الفرس إلى عملية جراحية هدفها تحرير الأعصاب وتخفيف الضغط عنها، ونحصل على أفضل نتيجة عند إجراء الجراحة خلال 48 ساعة من بدء الأعراض.

العلاج:

يوجد علاج لإصابات الأعصاب العجزية تتضمن:

الأدوية: قد تساعد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAID في علاج إصابات جذور الأعصاب وتقليل الألم والالتهاب، وكلما استخدمت هذه الأدوية أسرع، كانت النتيجة أفضل للمريض. وتأتي أهمية هذا الأمر خاصةً في حالة الالتهاب المؤثر في الجزء السفلي من النخاع الشوكي.

المعالجة الفيزيائية: قد تساعد القوة المطبقة بالعلاج الفيزيائي في التأثير في منطقة الفقرات العجزية، وقد يساعد هذا النوع من العلاج على استعادة الوظيفة التي خسرها المريض بسبب إصابة الفقرات العجزية أيضًا.

الجراحة: قد تقلل الجراحة التي تهدف إلى تحرير الأعصاب أو دمج الفقرات من الضغط المطبق على الأعصاب الشوكية، وتصلح أي عظام مكسورة أو متأذية.

قد تؤثر إصابات العجز أيضًا في نهاية القناة الفقرية أو العصعص. وهذا النوع من الإصابات يسمى ألم العصعص، وتسبب هذه الحالة كدمات، أو تغيرات اللون، أو كسورًا في العصعص.

ربما يكون العلاج المنزلي لإصابات العجز والعصعص هو كل ما يحتاجه المريض.

على كل حال، قد تكون الجراحة ضرورية إذا كانت هذه الكسور شديدة أو أثرت في الأعصاب، ومن المهم معرفة أن شفاء العظام يصبح أفضل عندما يعتني المريض بنفسه باتباع عدة طرق مفيدة، تتضمن الأكل الصحي وعدم التدخين.

اقرأ أيضًا:

الجنف: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

تعرفوا معنا على عظام الإنسان

ترجمة: حلا بلال

تدقيق: هادية أحمد زكي

المصدر