يقول الباحثون إن دراسة جديدة تشير إلى أن تناول الفيتامينات المتعددة يوميًا قد تبطئ من التدهور المعرفي لدى كبار السن.

أفادت الدراسة أن مكملات الكاكاو لا تبدو أنها تحسن الوظائف الإدراكية.

يقول الخبراء: «يوجد شيء من الصحة في النظرية التي تقول إن الفيتامينات قد تساعد في الوظائف الإدراكية، ويجب استخدام علاجات إضافية مع المكملات».

شملت الدراسة أكثر من 2200 شخصًا تزيد أعمارهم على 65 عامًا، سليمين من أمراض الشيخوخة مثل مرض ألزهايمر.

قُسّم المتطوعون إلى عدة مجموعة صغيرة لتأخذ كل مجموعة نوعًا معينًا من الأدوية الآتية:

  •  الفيتامينات المتعددة.
  •  مكملات مستخلص الكاكاو.
  •  الفيتامينات المتعددة ومكملات مستخلص الكاكاو.
  •  علاج وهمي.

وافق المشاركون على تناول المكمل يوميًا لمدة ثلاث سنوات.

قُيّموا سنويًا من أجل الوظائف الإدراكية والذاكرة والوظائف العامة.

بعد عامين، أظهر أولئك الذين تناولوا الفيتامينات المتعددة تحسنًا في الذاكرة والوظيفة التنفيذية مقارنة مع المجموعات الأخرى. وأدت الفيتامينات المتعددة أيضًا إلى تأخير التدهور المعرفي بنحو 60% أو 1,8 سنة.

صرّح الدكتور كليفورد سيجيل، طبيب الأعصاب في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي في كاليفورنيا، لموقع Healthline: «إن استخدام الفيتامينات المتعددة للمرضى الذين يعانون فقدان الذاكرة هو شيء أفعله باستمرار في ممارستي لطب الأعصاب».

وأضاف: «هذه الدراسة منعشة للقراءة لأنها تحاول تحديد الفوائد المحتملة للفيتامينات المتعددة في المرضى الذين يعانون فقدان الذاكرة».

قال الباحثون إنهم لم يلاحظوا أي تأثير كبير على الإدراك من مكملات الكاكاو.

العلاقة بين الفيتامينات وصحة الدماغ

يرتبط نقص فيتامين بي12 بالتدهور المعرفي، وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة.

تقول لورا بيكر، باحثة وأستاذة في طب الشيخوخة في جامعة ويك فورست للطب في كارولينا الشمالية، إن مسألة فيتامين بي12 لا تزال مشكلة لم تُحل.
تقول بيكر: «ما زلنا بحاجة إلى النظر بعمق في هذه المسألة لفهم ما إذا كانت هناك إمكانية للحل». وأضافت: «أظن أن النتائج ما زالت غير واضحة».

تقول الطبيبة إيفيت إيه ماكفارلين مختصة في الطب الباطني في ويست بالم بيتش في فلوريدا: «عادة ما أكون حذرة في تقديم التوصيات بشأن استخدام الفيتامينات المتعددة، وبدلاً من ذلك، ركزت على الفيتامينات القابلة للقياس، مثل فيتامين د و بي12 كما أوصت Healthline».

شُخّص نحو 10% من المشاركين في الدراسة بأمراض القلب والأوعية الدموية في بداية الدراسة. إذ ذكر الباحثون أن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية قد تؤدي إلى زيادة خطر التدهور المعرفي.

في الأساس، سجل هؤلاء المشاركون أقل من المتوسط. إذ تحسّن أولئك الذين تلقوا فيتامينات متعددة تحسّنًا ملحوظًا خلال الدراسة، مع درجات تعادل أولئك الذين لا يعانون أمراض القلب والأوعية الدموية في بداية الدراسة.

أشار الباحثون إلى أن المشاركين المصابين بالأمراض القلبية والأوعية الدموية الذين تلقوا الدواء الوهمي استمرت صحتهم بالتراجع طوال الدراسة.

بعض التحذيرات

مع أن الباحثين ذكروا تحسنًا في الوظيفة التنفيذية، فإن الطبيب سيجيل يحث على توخي الحذر.

قال سيجيل: «بصفتي طبيب أعصاب، فإن الأمر يقلقني أن هناك ادعاءً بأن الفيتامينات المتعددة يمكنها تحسين الوظيفة التنفيذية، لأن هذا الادعاء لا تبرره البيانات التي راجعتها من أجل الدراسة».

لاحظ الباحثون في الدراسة أن الفيتامينات المتعددة لا ينبغي أن تكون علاجًا بمفردها، وهو الموقف الذي يدعمه الطبيب سيجل.

وأضاف: «في رأيي، يجب استخدام الفيتامينات جنبًا إلى جنب مع الأدوية التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء مثل أريسبت أو ميمانتين».

تعتقد ماكفارلين أن علاج التدهور المعرفي يتخذ نهجًا متعدد الوسائط.

قالت ماكفارلين: «تؤكد هذه الدراسة العديد من المدارس الفكرية فيما يتعلق باستخدام الفيتامينات المتعددة، ليس للحفاظ على الإدراك فقط بل لتحسين المزاج والطاقة والحيوية أيضًا». وأضافت: «من دون تردد، أؤيد نهجًا أكثر شمولية يتضمن نظامًا غذائيًا متوازنًا، ونشاطًا بدنيًا، ونومًا جيدًا، وتفاعلًا اجتماعيًا».

اقرأ أيضًا:

هل تحسن الفيتامينات المتعددة صحتك بالضرورة؟

ما أفضل وقت لتناول الفيتامينات؟

ترجمة: عباس محمد غياض

تدقيق: أمنيه يسري محمد

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر