تصيب القرحة الوريدية أسفل الساقين، وعادةً ما تكون بين الركبة والكاحل. وقد تسبب الألم والتورم والحكة، وتتطلب علاجًا من طبيب اختصاصي. وتمثل %80 من القرحات في الجزء السفلي من الجسم.

تحدث هذه القرحات نتيجة مشكلات في تدفق الدم في أوردة الساق. وتُسمى أيضا بقرحة الركود الوريدي.

سنتحدث في هذه المقالة عن القرحة الوريدية، وأعراضها، وأسبابها، وخيارات العلاج، وسبل الوقاية منها، والتوقعات.

ما قرحة الركود الوريدي؟

يُعرّف المعهد الوطني للسرطان القرحة بأنها جرح في الجلد أو في بطانة أحد الأعضاء أو على سطح أحد الأنسجة. وتحدث عندما يكون هناك التهاب أو نزيف في النسيج أو وجود نسيج ميت.

إن القرحة الوريدية مشكلة شائعة في الولايات المتحدة إذ تصيب نحو %1 من السكان. وتشير الأبحاث إلى أن نسبة الإصابة قد تزيد إلى %3 لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.

من الأشخاص الذين يصابون بها؟

تشير الأبحاث من عام 2017 إلى أن القرحة الوريدية تصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، إضافةً إلى الأفراد الذين:

  •  لديهم تاريخ مرضي لوذمة في الساقين.
  •  يعانون الدوالي.
  •  يعانون جلطات دموية في أوردة الساق.

تحتاج القرحة الوريدية مثل القرحات الأخرى إلى علاج لتُشفى جيدًا.

الأعراض:

يتعرض الشخص المصاب بقرحة وريدية لحدوث قرحة مفتوحة ومؤلمة في الساق. ويستغرق هذا أكثر من أسبوعين للشفاء. وتشمل الأعراض الأخرى وفقًا للخدمة الصحة الوطنية (NHS) في المملكة المتحدة ما يلي:

  •  تورم في الكاحلين والساقين.
  •  تغير لون الجلد المحيط بالقرحة وتصلبه.
  • شعور ثقيل أو مؤلم في الساقين.
  •  حكة وتقشر في الجلد.
  •  تورم أوردة الساق.

قد يستغرق شفاء القرحة الوريدية شهورًا أو أعوامًا، وقد ينتكس المريض.

قد يعاني الشخص ما يلي نتيجة إصابته بالقرحة ما يلي:

  •  ألم.
  •  الانعزال الاجتماعي.
  •  اضطرابات النوم.
  •  اكتئاب.
  •  تغيب عن العمل.
  •  صعوبات مالية.

الأسباب:

يسبب تلف الصمامات في أوردة الساق قرحة وريدية؛ لأنها تتحكم في عودة الدم من الساقين إلى القلب وكذلك ضغط الدم في أوردة الساقين.

قد يسبب الضغط المرتفع تلف الأوعية الدموية في الساقين؛ ما يؤدي إلى حدوث مشكلات في الدورة الدموية وجعل البشرة حساسة. وهذا يعرض الجلد للإصابة أكثر بالقرحات.

تشمل عوامل الخطر الأخرى للإصابة بالقرحة الوريدية ما يلي:

  • الدوالي: تتضخم أوردة الساق؛ ما يسبب تراكم الدم الذي قد يؤدي إلى تطور القرحة.

القصور الوريدي المزمن: هو حالة تؤدي إلى تجمع الدم في أسفل الساقين، ما يؤدي إلى تورم الساقين. ويؤدي الضغط على الجلد إلى حدوث القرحة.

  • السمنة: قد يؤدي الوزن الزائد إلى الضغط على أسفل الساقين.

صعوبات المشي: عندما لا يستطيع الشخص المشي جيدًا، تضعف العضلات فيؤدي ذلك إلى مشكلات في الدورة الدموية. لذا يزداد خطر إصابة الشخص بالقرحة الوريدية مع التقدم بالعمر لأن التنقل يصعب عليه أكثر.

تجلط الأوردة العميقة: قد يسبب تلف الصمامات في الأوردة جلطات دموية في الساقين وظهور تقرحات.

إصابة سابقة في الساق: قد يصاب الشخص المعرض لكسر أو إصابة في الساق بتجلط الأوردة العميقة أو صعوبة في التحرك، ما يعرضه لخطر الإصابة بالقرحة. إضافة إلى ذلك، قد يتعرض الأشخاص الذين خضعوا مؤخرًا لعملية جراحية وتوقفوا بسببها عن الحركة لخطر الإصابة بالقرحة الوريدية.

العلاج:

أهداف علاج قرحات الركود الوريدي هي تخفيف التورم وتحفيز التئام الجروح ومحاولة منع انتكاس المريض.

تضميد الجرح:

أولاً، ينظف الجرح ويضمد، وسيوضح الطبيب للمريض كيفية تغيير هذه الضمادات بنفسه، وقد يحتاج إلى تغييرها 1-3 مرات في الأسبوع.

 العلاج بالضغط:

هو العلاج القياسي للقرحة الوريدية، وغالبًا ما يكون لدى المريض ضمادة ضغط أو جورب يوضع على القرحة ويضغط على الساق، فيحفز تدفق الدم من الساقين والعودة إلى القلب.

قد يساعد ذلك على تخفيف التورم والألم والتئام الجروح على الرغم من أن العلاج بالضغط قد يكون مؤلمًا في البداية .

توصي الأبحاث بخضوع الشخص المصاب بقرحة في الساق للعلاج بالضغط مدة ساعة واحدة على الأقل يوميًا لستة أيام في الأسبوع. وقد يساعد هذا أيضًا على منع انتكاس المريض.

 ممارسة الرياضة:

قد تساعد ممارسة الرياضة على الشفاء، وقد يتلقى المريض أيضًا علاجًا فيزيائيًا. ويوصي المعالج الفيزيائي ببعض التمارين للمساعدة على التعافي في هذه الجلسات، وتشمل تمارين الكاحل والمشي الخفيف.

 الأدوية:

قد يتلقى المريض أيضًا الأدوية إلى جانب العلاجات الأخرى لتخفيف الألم والالتهاب. وقد تتضمن الأدوية ما يلي:

  •  أسبرين.
  •  الستاتينات.
  •  مضادات حيوية.

 الجراحة:

في الحالات الشديدة، قد يحتاج المريض إلى ترقيع الجلد أو أشكال أخرى من الجراحة لعلاج قرحات الجلد.

غالبا نلجأ إلى الجراحة في حال انتكاس المريض أو فشل العلاجات الأخرى في شفاء المريض.

 التدبير:

يجب على المريض أيضًا التأكد من معالجة الجروح بنفسه عن طريق:

  • تغيير الضمادة وتنظيف الجرح عند الضرورة.
  •  تجنب المنتجات الحساسة للبشرة.
  •  ارتداء الجوارب الضاغطة.
  •  استخدام العلاجات الموضعية على النحو الموصى به من الطبيب.
  •  تناول الأدوية.

الوقاية:

تتضمن بعض الطرق التي يمكن من خلالها تجنب هذه المشكلات ما يلي:

  •  الحفاظ على وزن صحي.
  •  الإقلاع عن التدخين.
  •  رفع الساقين كلما أمكن.

إذا كان المريض معرضًا لخطر الإصابة بقرحة وريدية، فإن ارتداء الجوارب الضاغطة يساعد على تحسين تدفق الدم وتخفيف التورم وتقليل خطر الإصابة بقرحة الساق.

التوقعات:

قد تختفي القرحة مع العلاج المناسب، ولكن لن تختفي من تلقاء نفسها وقد ينتكس المريض.

قد يؤثر الألم الناجم عن القرحة الوريدية في حياة المريض وأنشطته اليومية، لذا من المهم أن استشارة الطبيب فور ملاحظة ظهور قرحة في الساق.

ملخص:

تحدث قرحات الركود الوريدية في النصف السفلي من الساقين، وعادةً ما تكون بين الركبة والكاحل. وقد تحدث بسبب تلف الصمامات في أوردة الساق.

تسبب هذه القرحات الألم والتورم، ولن تزول من تلقاء نفسها وتتطلب تدخل الطبيب.

تشمل خيارات العلاج ضمادات الجروح والعلاج بالضغط والتمارين والأدوية والعلاج الذاتي. أما في الحالات الشديدة، فقد تكون الجراحة أو ترقيع الجلد ضروري.

اقرأ أيضًا:

القرحات الشريانية والقرحات الوريدية: أسبابها وعلاجها

متلازمة ما بعد التجلط أو الخثار: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: سوزان عبود

تدقيق: لين الشيخ عبيد

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر