فصل الصيف من الفصول الجميلة حيث نقضي وقت من المرح، ونستمتع بأشعة الشمس ونتسكع مع الأصدقاء والعائلة، لكن قد يكون الصيف أيضًا سببًا لزيادة أعراض القلق، ما قد يعيق استمتاعنا بالصيف.

تُرى هل شعرت ببعض القلق في فصل الصيف، حتى أن القلق الذي صاحبك كان أسوأ مما في الشتاء؟ لا تقلق فأنت لست وحدك، إذ تصيب هذه الأعراض الكثيرين.

توصل استطلاع أُجري عبر الإنترنت إلى أن 73% من المشاركين يشعرون بمزيد من أعراض القلق خلال الصيف، يؤكد الباحثون وجود علاقة وثيقة بين القلق والحرارة، ولهذا القلق عدة أسباب سلوكية وبيولوجية.

ما يلي عشرة أسباب تجعلك تشعر بمزيد من القلق صيفًا:

1-قد تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تفاقم القلق

السبب أن الجسم يحافظ على درجة حرارته ضمن نطاق ضيق، بين 36.1 و 37.2 درجة سيليزية. ترتفع درجة حرارة الجسم عندما ترتفع درجة الحرارة خارجه، ما يسبب أعراضًا. إذا تعرض جسم الإنسان إلى درجة حرارة عالية مدة 30 دقيقة أو أكثر، قد يسبب ذلك الكثير من التغيرات الفسيولوجية، ومنها:

  • تنشيط «محور تحت المهاد / الغدة النخامية / الغدة الكظرية» الذي يستجيب للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة كما يلي:
  • زيادة التمثيل الغذائي.
  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • زيادة معدل التنفس.
  • زيادة التعرق في محاولة لتبريد الجسم.
  • قد يؤدي التعرق المفرط إلى نقص سوائل الجسم ومن ثم التجفاف، ما يؤدي أيضا إلى انخفاض ضغط الدم ومن ثم انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، ما قد يسبب الإغماء.
  • زيادة مستوى السكر في الدم، وزيادة إفراز الإنسولين.

قد يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى العديد من أعراض القلق، ومنها تحفيز الجهاز العصبي والغثيان والإعياء والصداع والتوتر وتشنج العضلات والارتباك والضعف والرجفة وزيادة دقات القلب وزيادة التنفس.

2- ترتفع هرمونات التوتر مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف

إضافةً إلى التغيرات التي قد تسببها درجات الحرارة المرتفعة، وُجد أيضًا أنها تسبب زيادة هرمون التوتر. إذ وجد باحثون من جامعة بوزنان للعلوم الطبية في بولندا أن مستويات الكورتيزول تزداد خلال أشهر الصيف مقارنةً بالشتاء، ما يتناقض مع نتائج أبحاث سابقة. تؤدي زيادة هرمونات التوتر إلى زيادة التفكير والقلق والأعراض المتعلقة بتأثير هرمونات التوتر في مراكز الخوف في الدماغ. أيضًا قد تؤدي زيادة هرمونات التوتر إلى تحفيز الجهاز العصبي، ما يسبب أعراضًا شبيهة بالقلق، ويؤدي إلى تفاقم أعراض القلق الموجودة بالفعل.

3- الخوف من الفقد

الخوف من الفقد هو الخوف من أن تفوت تجربة مهمة يمر بها الآخرون. انتشر هذا النوع من الخوف مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي. إذ أصبح مُتاحًا أن ترى ما يفعله الآخرون ومقارنته بأنشطتك. يزداد هذا الخوف خلال أشهر الصيف، لأن الناس لديهم المزيد من الفرص للمرح وممارسة الأنشطة الصيفية. إذا كنت تشعر بالخوف من الفقد، فإنه قد يتفاقم في فصل الصيف، وتزداد معه أعراض القلق.

4- الحرمان من النوم

قد تسبب قلة النوم زيادة أعراض القلق. مع قصر الوقت المُتاح للنوم، تزداد مستويات الكورتيزول إذ يحاول الجسم تعويض قلة النوم. غالبًا ما ينتج الحرمان من النوم في الصيف نتيجة تأخر وقت النوم بسبب قضاء الوقت في الحفلات، والتعرض الطويل لأشعة الشمس ما يؤثر سلبًا في قدرة الجسم على النوم.

5-زيادة استخدام المواد الترويحية

غالبًا ما يصاحب فصل الصيف والطقس الحار زيادة الحفلات، ويصحب ذلك زيادة استخدام العقاقير الترويحية والمشروبات الكحولية، ما يحفز الجهاز العصبي ويؤثر في القدرة على النوم.

6- قلق الإجازة

يزداد قلق بعض الناس بشأن التخطيط للإجازة. ترتبط الإجازات غالبًا بموسم الصيف بسبب الطقس الحار والعطلة الصيفية من المدرسة. إذا كنت قلقًا بشأن التخطيط لقضاء إجازة مثالية، أو قلقًا بشأن الذهاب في إجازة من الأساس، فقد يتسبب ذلك في زيادة القلق وأعراضه.

7- العلاقة بين القلق وحالة الطقس

يرتبط فصل الصيف أو الطقس الحار في بعض المناطق بحدوث العواصف أو تقلبات الطقس. إذا كنت قلقًا بهذا الشأن فقد تتفاقم أعراض القلق لديك صيفًا. غالبًا يُشار إلى القلق بشأن أحداث الطقس باسم اضطراب القلق من الطقس.

8- قلق المدرسة الصيفية

بالنسبة إلى بعض الناس، يعني الصيف المدرسة الصيفية. إذا كنت قلقًا بشأن المدرسة أو المعلمين، فقد تسبب المدرسة الصيفية زيادة أعراض القلق لديك.

9- قلق التخييم

الصيف وقت رائع للذهاب إلى التخييم. لكن قد يرتبط التخييم بالقلق، إذ تقلق بشأن التخطيط للسفر أو كيفية سير الأمور في المخيم أو في الرحلة. قد يكون التخطيط والتجهيز للسفر ممتعًا، لكنه يجهد الجسم. ما يفاقم أعراض القلق. أيضًا قد يزداد التوتر نتيجة الوجود قرب الحشرات والعناكب، إذ يزداد قلق بعض الأشخاص من الرحلات الخلوية لهذا السبب.

10- الخوف من الحيوانات البرية

إن قضاء الوقت في الطبيعة قد يقلل التوتر والقلق، لكن قد يزداد قلقك إذا كنت تخشى مواجهة الحيوانات البرية، مثل الدببة أو الحيوانات المفترسة الأخرى.

عوامل الخطر

تزيد بعض العوامل فرص الإصابة بأعراض القلق خلال فصل الصيف، ومنها:

  •  إذا كنت شخصًا قلقًا بالأساس ، أو لديك مشكلة متعلقة بالقلق لم تُعالج.
  •  قد تؤدي حرارة الصيف والأنشطة في الحر إلى تفاقم قلقك.
  •  إذا كنت تعاني ضغوطًا شديدة، قد يسبب التوتر زيادة القلق وأعراضه.
  •  إذا كان جسمك بالفعل مفرط التحفيز، ما يُسمى الإجهاد المزمن. قد تؤدي حرارة الصيف والأنشطة في الطقس الحار إلى زيادة التحفيز.
  •  عدم وجود وسيلة لتجنب درجات الحرارة المرتفعة.
  •  إذا كان عمرك 65 سنة أو أكثر، فإن جسمك يكون أقل تحملًا للإجهاد، متضمنًا الإجهاد المرتبط بالحرارة.
  •  القيام بمجهود في الطقس الحار.
  •  التمارين أو النشاط البدني الشاق.
  •  تقلل بعض الأدوية قدرة الجسم على التحكم في الحرارة، مثل مضيق الأوعية وأدوية ضغط الدم المرتفع ومدرات البول ومضادات الاكتئاب ومضادات الذهان. قد تزيد المنشطات أيضًا من التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة.
  •  قد تجعلك بعض الحالات الطبية أكثر حساسية للتعرض للحرارة.

الوقاية

إذا كنت معرضًا للإصابة بقلق الصيف، توجد بعض الطرق التي تساعد على تجنب الإصابة بأعراض قلق الصيف، مثل:

  •  ارتد ملابس مناسبة للحرارة، فضفاضة وذات ألوان فاتحة.
  • قلل من وقت تعرضك للشمس.
  • اشرب الكثير من السوائل وإن كنت لا تشعر بالعطش.
  •  تجنب الكافيين والكحول لأنها تسبب الجفاف.
  •  اتخذ احتياطات إضافية، مثل قضاء وقت أقل في الخارج في الأيام الحارة، وقضاء وقت أقل في حرارة الشمس، وإمكانية الوصول إلى مكان بارد عند الحاجة.
  •  خطط لقضاء أوقات منتظمة في أماكن معتدلة الحرارة.
  •  تجنب الأماكن الحارة وتحقق من إمكانية الوصول إلى مكان مكيف الهواء عند الحاجة.
  •  قلل من نشاطك البدني في الأوقات الأشد الحرارة.
  •  احرص على الحصول على نوم كاف في أوقات منتظمة.
  •  مارس طرق الاسترخاء العميق يوميًا للتحكم في التوتر.
  •  كن واقعيًا بشأن الأنشطة التي تشارك فيها خلال الأوقات الأشد حرارة.
  •  تجنب الخروج في الطقس الحار.
  •  حاول السيطرة على قلقك.
  •  تجنب تعاطي المخدرات الترويحية.
  •  استشر متخصصًا للسيطرة على قلقك، متضمنًا الخوف من أسباب مثل الحيوانات والحشرات وحالة الطقس.
  •  كن واقعيًا بشأن توقعاتك حول العطلة والصيف والرحلات.
  •  قلل مجهودك ليبقى ضمن مستوى صحي.

الأسئلة الشائعة:

هل تسبب الحرارة القلق؟

نعم. وجدت الأبحاث صلة بين القلق ودرجات الحرارة المرتفعة، إذ وُجد أن الحرارة تسبب زيادة هرمونات التوتر، ما يؤدي إلى زيادة القلق وأعراضه.

هل يمكن الحرارة أن تفاقم القلق؟

نعم، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة هرمونات التوتر، ما قد يؤدي إلى زيادة مشاعر القلق وأعراضه. إذا كنت قلقًا بشأن مشاعر القلق وأعراضه، فقد تتفاقم المشكلة.

هل يؤثر الطقس في القلق؟

نعم، بالنسبة إلى بعض الناس، خاصةً من يعانون بالفعل القلق المفرط. ولذلك سببان رئيسيان:

▪︎ ارتفاع درجات الحرارة إذ يزيد هرمونات التوتر، ومن ثم يزيد مشاعر القلق وأعراضه.

▪︎ الطقس السيئ، مثل العواصف والرياح الشديدة، قد تسبب زيادة القلق لدى من يعانون التوتر بسبب الأحداث الجوية السيئة.

هل تسبب الرطوبة زيادة القلق؟

نعم، قد يسبب كل من الحرارة والرطوبة زيادة القلق. تمنع الرطوبة العالية الجسم من التبريد بواسطة التعرق. مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، نشعر بالمزيد من القلق بسبب ارتفاع الحرارة خارج الجسم.

ما العلاقة بين القلق وحساسية الحرارة؟

توجد علاقة ذات شقين بين القلق وحساسية الحرارة. أولًا، قد تزيد الحرارة مشاعر القلق وأعراضه. ثانيًا، قد يكون الشخص القلق أكثر حساسية للحرارة.

إذن، هل يوجد ما يُسمى قلق الصيف؟

نعم، يوجد ما يُسمى قلق الصيف. وهو ما تؤكده الأبحاث، إذ يجد العديد من الأشخاص أن أعراض القلق تزداد لديهم خلال أشهر الصيف.

الصيف وقت رائع للاستمتاع بما تقدمه الحياة من مُتع، نتمنى أن تستمتع بذلك دون معاناة القلق أو أعراضه.

اقرأ أيضًا:

ما هي «أيام الكلب» الصيفية؟

الاضطراب العاطفي الموسمي في فصل الصيف: الأسباب والعلاج

ترجمة: عباس محمد

تدقيق: أمنية يسري محمد

المصدر