ينتج الجسم إل-كارنتين L-carnitine طبيعيًا من الحمضين الأمينيين اللايسين والميثيونين، ويؤخذ أيضًا في كثير من الأحيان مكملًا غذائيًا لفقدان الوزن وقد يكون ذا تأثير على وظائف الدماغ. رغم ذلك، لا تتوافق الادعاءات دائمًا مع العلم. يوضح هذا المقال منافع مكملات إل-كارنتين ومخاطرها المحتملة ويشرح لك وظيفة ذلك العنصر داخل جسمك.

ما هو إل-كارنتين؟

هو عنصر غذائي ومكمل، دوره هام جدًا في إنتاج الطاقة. قد يساعد على تحفيز وظيفة الميتوكندريا التي تؤدي دورًا رئيسيًا في الشيخوخة بنقل الأحماض الدهنية عبر جدران الميتوكندريا لتأكسدها وتستخلص منها طاقة يمكن أن يستعملها الجسم.

أنواع مكملات الكارنتين

يُعد إل-كارنتين النوع القياسي النشط بيولوجيًا من الكارنتين، وتوجد منه أنواع أخرى. منها دي-كارنتين D-carnitine؛ قد يسبب هذا النوع غير النشط نقص الكارنتين في جسمك بتثبيط امتصاص أنواع أخرى أكثر نفعًا.

أحد الأنواع الأخرى هو الأسيتل-إل-كارنيتين Acetyl-L-carnitine أو (ALCAR)، وينشأ من طريق الإضافة الإنزيمية لمجموعة أسيتيل إلى الكارنتين. يمكن أن تحوّل الإنزيمات الكارنتين إلى أسيتيل الكارنتين ومرة أخرى إلى الكارنتين تبعًا لاحتياج التمثيل الغذائي في الخلية؛ ومن ثم فإن الكارنتين وأسيتيل الكارنتين قابلان للتبادل.

يُمتص الأسيتيل-إل-كارنتين بسهولة في القناة الهضمية ويعبر الحاجز الدموي الدماغي أسرع؛ لذلك يُعد النوع الأكثر تأثيرًا في الدماغ، وذلك ما يميزه عن إل-كارنتين.

يُعد النوع التالي ملائمًا إلى حد كبير للأشخاص المصابين بمشكلات في الدورة الدموية، مثل أمراض الأوعية الدموية الطرفية وارتفاع ضغط الدم، ويعرف باسم بروبيونيل-إل-كارنتين Propionyl-L-carnitine؛ إذ يحسن تدفق الدم بزيادة إنتاج أكسيد النيتريك، ويشيع استخدامه في أوروبا إلى جانب أسيتيل-إل-كارنتين للمساعدة على علاج متلازمة الإجهاد المزمن.

يتميز النوع التالي بسرعة امتصاص الجسم له؛ لذلك يضاف إلى المكملات الغذائية الرياضية؛ إذ يساعد على تسريع عملية الاستشفاء العضلي، وهو إل- كارنتين إل- تارتارين L-carnitine L-tartrate.

من بين تلك الأنواع يوجد نوعان أكثر فاعليةً من غيرهم للاستخدام العام، وهما أسيتيل إل-كارنتين وإل-كارنتين. رغم ذلك، يجب دائمًا اختيار النوع الأكثر ملاءمةً لأهدافك واحتياجاتك الشخصية.

الكارنتين: ما هي أنواعه؟ وما فوائده؟ وهل له أضرار على صحة القلب أو مرضى السكري؟ - هل تساعد مكملات الكارنتين حقًا على إنقاص الوزن؟

هل يساعد حقًا على إنقاص الوزن؟

نظرًا إلى أن إل-كارنتين ينقل الأحماض الدهنية إلى الخلايا لحرقها ومن ثم الحصول على طاقة؛ فقد تعتقد أن ذلك منطقي. ولكن هناك خلط بين نتائج الدراسات البشرية والحيوانية، فالجسم البشري في الحقيقة أكثر تعقيدًا.

أُجريت دراسة استمرت 8 أسابيع على 38 امرأةً مارسن التمارين الرياضية 4 أيام في الأسبوع، أخذ بعضهم مكمل إل-كارنتين والبعض الآخر لم يأخذ. لم يكن هناك فرق في معدل فقدان الوزن بين المجموعتين، علاوةً على ذلك عانت خمس مشاركات غثيانًا وإسهالًا.

راقبت دراسة بشرية أخرى استمرت مدة 4 أسابيع مع أخذ مكمل إل-كارنتين، إذ أن تأثيره في حرق الدهون مع ممارسة تمارين الدراجة الثابتة مدة 90 دقيقةً؛ لم يرتفع معدل الحرق.

أُجري أيضًا تحليل لتسع دراسات خضع لمعظمها إما أفراد يعانون السمنة المفرطة أو كانوا كبار السن، ووُجد أنهم فقدوا في المتوسط 1.3 كيلوغرام من وزنهم.

نحتاج المزيد من الدراسات على أفراد أصغر سنًا وأكثر نشاطًا لتأكيد فوائد إل-كارنتين.

تأثيره في وظائف الدماغ

قد يعزز كفاءة عمل الدماغ؛ أشارت بعض الدراسات الحيوانية إلى أن الأسيتيل في النوع أسيتيل-إل-كارنتين قد يساعد على الوقاية من الخرف (التدهور العقلي) المرتبط بالتقدم في العمر، وتحسين الوظائف الإدراكية في المرحلة المبكرة من ألزهايمر.

ليس من الواضح إذا كان الأسيتيل يحسن الوظائف الإدراكية بسبب تحفيز نشاط الميتوكندريا، أم لأنه يجعل المزيد من مجموعات الأسيتيل متوفرةً لتستخدم في تركيب الناقل العصبي أسيتيل كولين في الدماغ؛ الذي تستهدف معظم أدوية علاج ألزهايمر الحفاظ عليه من تحلله الذاتي بواسطة الإنزيمات.

وأشارت الدراسات البشرية إلى أن أخذ أسيتيل-إل–كارنتين يوميًا يساعد على عكس التراجع التدريجي في وظائف الدماغ المرتبط بألزهايمر وأمراض الدماغ الأخرى، وأظهر أيضًا فوائد مماثلة لصحة الدماغ عمومًا لدى كبار السن الأصحاء.

يمكن أن يحمي أسيتيل-إل-كارنتين من حدوث تلف الخلايا الدماغية في بعض الحالات، إضافةً إلى ذلك أثبتت مجموعة من الدراسات أنه يساعد على علاج الاكتئاب.

أظهرت نتائج دراسة أخرى استمرت مدة 90 يومًا تحسنًا كبيرًا في جميع وظائف الدماغ لأشخاص أدمنوا الكحول أخذوا 2 جرام من أسيتيل-إل-كارنتين يوميًا.

تأثيره على صحة القلب

تشير بعض الدراسات إلى أن إل-كارنتين يخفض ضغط الدم ويقلل من الالتهاب المرتبط بأمراض القلب. في إحدى الدراسات أدى تناول 2 غرام من أسيتيل-إل-كارنتين إلى انخفاض ضغط الدم الانقباضي (الرقم العلوي) بنحو 10 نقاط، وهو مؤشر هام على صحة القلب، وقياس خطر الإصابة بالأمراض.

يرتبط إل-كارنتين بتحسنٍ في حالات المرضى المصابين باضطرابات حادة في القلب، مثل مرض القلب التاجي وقصور القلب المزمن. لاحظت دراسة استمرت مدة عام انخفاضًا في معدل الوفيات وقصور القلب بين الأفراد الذين تناولوا مكملات إل-كارنتين.

أشارت نتائج دراسة أُجريت على مجموعة بالغة من الفئران إلى انخفاض نسب الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم نتيجة إعطائهم أسيتيل-إل-كارنتين، لكن لم تجرَ دراسة مشابهة على الأشخاص البالغين الأصحاء.

لكن جدير بالذكر أن إعطاء 1 غرام يوميًا من إل-كارنتين للأشخاص الذين يخضعون لغسيل الكلى قلل مستويات الدهون الثلاثية وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، مع زيادة كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة، ما يشير إلى أن عدم انضباط المستويات قبل أخذه قد تكون بسبب نقصه بالجسم من الأساس؛ ذلك لأن غسيل الكلى يستنفذ الكارنتين.

تأثيره على الأداء الرياضي

عندما يأتي الأمر إلى ذلك؛ فتختلط الأدلة. تشير بعض الدراسات إلى وجود منافع طفيفة نتيجة جرعات عالية ومدة زمنية أطول؛ إذ تستغرق أسابيع أو شهورًا لتبدأ في الظهور.

ومن تلك المنافع أنه يزيد من سرعة الاستشفاء العضلي ومن ضخ الأكسجين إلى الجسم والعضلات بزيادة خلايا الدم الحمراء، وزيادة القدرة على التحمل العضلي بزيادة تدفق الدم وإنتاج أكسيد النيتريك؛ ما يساعد على تأخير التعب والشعور بعدم الراحة، ويقلل أيضًا من الألم العضلي الناتج عن ممارسة التمارين الرياضية.

تأثيره على مرضى السكري من النوع الثاني

يستطيع التقليل من أعراض داء السكري من النوع الثاني وعوامل الخطر المصاحبة.

أشارت إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعة من مرضى السكري من النوع الثاني خلال تناولهم أدوية خافضة للسكر، إلى أن مكملات الكارنتين قللت من مستويات السكر بالدم إلى حد كبير مقارنةً بالعلاج الوهمي (بلاسيبو).

قد يساعد أيضًا على مكافحة داء السكري بزيادة إفراز إنزيم رئيسي يسمى بروتين كيناز النشط (AMPK)، والذي يحسن قدرة الجسم على استخدام الكربوهيدرات.

ولأن عملية استقلاب الدهون داخل الخلية تؤثر في استقلاب المغذيات الكبيرة الأخرى macronutrients (الكربوهيدرات والدهون والبروتين)؛ رُبط إل-كارنتين بكل من عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز والإنسولين ومتلازمة التمثيل الغذائي؛ حسنت الحقنة الوريدية التي تحتويه من مستويات الجلوكوز وكيفية استفادة الجسم منه لدى مرضى السكري من النوع الثاني.

اكتُشف كذلك أن أسيتيل-إل-كارنتين قد يخفف من الألم وحدوث الوظائف غير الطبيعية لدى مرضى الاعتلال العصبي السكري.

واكتُشف مؤخرًا أنه يحمي بعض الشيء من الضرر التأكسدي المسؤول عن تلف الأعصاب في داء السكري، وقد تمتد تلك الحماية حتى الدماغ، إذ إن الضرر التأكسدي أيضًا مسؤول عن تطور داء ألزهايمر.

الآثار الجانبية المحتملة

يعد تناول 2 جرام يوميًا أو أقل من إل-كارنتين -تبعًا لمراجعة طبية- آمنًا لمعظم الأفراد ويخلو من أي آثار جانبية خطيرة، لكن قد تحدث بعض الأعراض الجانبية الطفيفة مثل الغثيان واضطراب المعدة. ولكن توجد دراسة تناول فيها الأفراد 3 غرامًا يوميًا مدة 21 يومًا ولم يعانوا كذلك أعراضًا جانبية خطيرة.

رغم ذلك قد ترفع مكملات إل-كارنتين مستويات ثلاثي ميثيل أمين N-أكسيد (TMAO) بمرور الوقت، ما يزيد خطر الإصابة بتصلب الشرايين.

كيف يمكن الحصول عليه من مصادر غذائية؟

إلى جانب إنتاجه طبيعيًا؛ الذي يتطلب الكثير من فيتامين C لإنتاج كمية كافية منه، يمكن الحصول على كميات ضئيلة من تناول المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والأسماك.

يحتوي 85 غرامًا من اللحم البقري على 81 ميليغرام من إل-كارنتين، بينما تحتوي نفس الكمية من لحم الخنزير على 24 ميليغرامًا، وكل من السمك والدجاج 5 ميليغرام و3 ميليغرام، و227 ميليلتر من الحليب به 8 ميليغرام من الكارنتين.

من المثير للدهشة أنه يُمتص من المصادر الغذائية بمعدل أسرع من المكملات الغذائية. فتبعًا لإحدى الدراسات يمتص الجسم فقط ما يقرب من 14-18% من مكملات الكارنتين، بينما 57-84% من المصادر الغذائية.

يُعد مكمل الكارنتين ضروريًا في حالات خاصة مثل فترات علاج الأمراض وذلك لأنه كما سبق الذكر يُفرز طبيعيًا عندما يقل مخزون الجسم منه. يتركز 98% من مخزون الكارنتين بالجسم داخل العضلات، والباقي في الكبد والدم.

هل يجب عليك تناول مكملات الكارنتين؟

قد يعاني المصابون بتليف الكبد وأمراض الكلى نقصًا في هذا العنصر، وكذلك النباتيون والمصابون باضطرابات وراثية معينة؛ ما يجعل تناول المكمل الغذائي أمرًا مشروطًا.

يمكن أيضًا أن يستفيد كبار السن من مكملات الكارنتين؛ إذ تشير الدراسات إلى انخفاض نسبه في الجسم مع التقدم في العمر.
ينبغي أن تتحدث مع طبيبك قبل البدء في أخذ مكمل إل-كارنتين.

الجرعة القياسية ل إل-كارنتين 500-2000 ميليغرام في اليوم الواحد، وتُعد النسبة العظمى الأكثر أمانًا وفاعلية للاستعمال على المدى الطويل. إلا أنها قد تختلف من نوع إلى أخر؛ وجرعة أسيتيل-إل-كارنتين 600- 2500 ميليغرام، وإل- كارنتين إل- تارتارين 1000-4000 ميليغرام، وبروبيونيل-إل-كارنتين 400-1000 ميليغرام.

اقرأ أيضًا:

قد يكون نقص هذا الجزيء أحد أسباب الاكتئاب لدى الملايين من البشر

مشروبات الطاقة هل هي مفيدة أم مضرة؟

ترجمة: سامية الشرقاوي

تدقيق: لبنى حمزة

المصدر: 1 2