تتنوع أشكال المجرات وأحجامها؛ فبعضها له أذرع حلزونية برتقالية اللون، وبعضها الآخر له شكل عقد أو مستطيل. تدور هذه المجرات في بداية تكوينها دورانًا منتظمًا، لكن حركة النجوم تصبح أكثر عشوائية وأقل تنظيمًا بمرور الوقت.

لم يتمكن علماء الفلك من تحديد الأسباب الكامنة وراء هذه التغيرات، لكن بحثًا حديثًا يطرح تفسيرًا بسيطًا نوعًا ما وهو الشيخوخة. مع تقدم المجرات في العمر، فإنها تميل لأن تكون أكثر فوضوية وفق ما جاء في نتائج دراسة نُشرت في 3 أبريل في الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية.

قال سكوت كروم؛ المؤلف المشارك في الدراسة وعالم الفيزياء الفلكية الرصدية بجامعة سيدني في بيان: «عندما أجرينا هذه البحوث وجدنا أن عمر المجرة دائمًا هو المتغير الأكثر أهمية»، وتابع قائلًا: «إذا أخذنا العمر بعين الاعتبار، فإن المجرة ببساطة لا تتبع نمطًا بيئيًا محددًا، والأمر مشابه في الكتلة. تدور المجرة الشابة بانتظام مهما كانت البيئة التي توجد فيها، أما المجرة الأكبر في العمر، فنجد أن مداراتها أكثر عشوائية سواء كانت في بيئة كثيفة أو تدور في الفراغ».

تكون المجرات في صغرها آلات لتكوين النجوم، وبتقدمها في العمر، عادةً ما تتوقف عن تكوين نجوم جديدة. اقترحت دراسات سابقة أن بيئة المجرة أو كتلتها هي العوامل الأكثر أهمية التي تؤثر في كيفية تصرف المجرات وحركتها، لكن وفقًا لفريق البحث، فإن هذه المعتقدات ليست بالضرورة غير صحيحة.

قال جيسي فان دي ساندي؛ المؤلف المشارك في الدراسة وعالم الفلك بجامعة سيدني في بيان: «نعلم بالفعل أن العمر يتأثر بالبيئة المحيطة. إذا كانت المجرة في بيئة كثيفة بالطاقة، فإنها تميل إلى إيقاف تكوين النجوم، لذا توجد المجرات الأقدم عادةً في بيئات أكثر كثافة»، وتابع قائلًا: «المغزى من بحوثنا هو أن وجود المجرات في بيئات كثيفة ليس هو ما يقلل من دورانها، بل حقيقة تقدمها في العمر».

تُعد مجرتنا درب التبانة مثلًا التي يبلغ عمرها 13.6 مليار سنة مجرة ذات دوران عالٍ، وما زالت تحتوي على سحب غازية تقوم بتكوين النجوم، إضافةً إلى أن المجرات الأقدم تتحرك عشوائيًا أكثر من المجرات الأصغر عمرًا بغض النظر عن مدى اكتظاظ بيئتها بالطاقة.

استخدم فريق دولي من العلماء في الدراسة الجديدة بيانات عمليات الرصد من مسح SAMI للمجرات الذي قام بمسح 3000 مجرة على نطاق واسع من البيئات الكونية، ما ساعد الفريق على المقارنة والتباين بين أنواع مختلفة من المجرات. ساعد الحصول على ملاحظات أكثر دقة لسلوك المجرات العلماء على ضبط نماذجهم لكيفية تطور الكون.

يأمل الفريق أن يتمكنوا من صنع محاكاة مفصلة أكثر عن نشأة المجرات وتطورها بالاستعانة بمسح هيكتور الخاص بجامعة سيدني في الدراسات المستقبلية.

قالت جوليا براينت؛ المؤلفة المشاركة في الدراسة وقائدة فريق مسح هيكتور للمجرات في بيان لها: «يرصد هيكتور 15 ألف مجرة ولكن بدقة طيفية أعلى، ما يسمح بقياس عمر المجرات ودورانها بمعلومات بيئية مفصلة أكثر حتى في المجرات الأقل كتلة».

في النهاية، تهدف هذه الجهود على نحو أساسي إلى تحسين فهم العلماء لتطور الكون عبر مليارات السنين وكيفية نشأة مجموعتنا الشمسية.

اقرأ أيضًا:

تلسكوب جيمس ويب الفضائي يكتشف أقدم مجرة ميتة في الكون

دراسة جديدة تكشف سر النجوم الرحالة غير المرتبطة جاذبيًا بأية مجرة في الفضاء

ترجمة: إسراء أسعد

تدقيق: ريم الجردي

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر