المسبار الفضائي الهندي الجوال يكتشف أول عناصر القطب الجنوبي للقمر.

لم يمر وقت طويل على هبوط الهند، إلا أن مهمتها تشاندرايان-3 قد أظهرت للتو تحقيقاتها العلمية الناتجة عن دراساتها لقطب القمر الجنوبي.

وقد أعلنت وكالة البحث الفضائية الهندية ISRO أن جهاز التحليل المثبت على متن المسبار، أجرى أول قياسات علمية مباشرة لتركيب العناصر الموجودة على سطح القمر في القطب الجنوبي، وذلك بوساطة الليزر (LIBS).

تؤكّد هذه القياسات والدراسات المُجراة وجود عنصر الكبريت (S) في المنطقة يقينًا، وهذا الأمر الذي لم تتمكن الأقمار الصناعية بمعداتها من اكتشافه. وتشير التحليلات إلى وجود الألمنيوم والحديد والكالسيوم والمنغنيز والكروم والتيتانيوم. وتُجرى حاليًا تحقيقاتٍ حول إمكانية وجود الهيدروجين.

مع أنّ الصين وروسيا والولايات المتحدة أيضًا قد هبطوا على سطح القمر، فإن محاولات الصين والهند السابقة لبلوغ القطب الجنوبي قد باءت كلها بالفشل.

اعتُقِد القطب الجنوبي سابقًا أنه المنطقة الأغنى بالمياه على سطح القمر، وستقضي المركبة الأسبوعين المقبلين باحثةً عن علامات مياهٍ متجمدة باستخدام أدواتها الليزرية، إضافةً إلى دراسة الغلاف الجوي، وتحديد تراكيب القطب الجنوبي.

قد يكون الماء المتجمد ذا قيمة هائلة إذا عُثر عليه، إذ يمكن استخدامه لإنتاج الأكسجين الضروري للتنفس، من أجل خدمة القواعد القمرية المستقبلية، ويمكن أن يوفر بعض المكوّنات اللازمة لوقود الصواريخ في مهام السفر إلى المريخ.

إن الاسم (براجيان-pragyan) جاء من الكلمة الهندوسية (pragya)، التي تعني أعلى وأنقى أشكال الحكمة والعبقرية والفهم.

يزن ذلك المسبار الفضائي الصغير نحو 25 كيلوغرامًا فقط، ما يعادل وزن كلب صغير. وقد جُهز بالمعدات اللازمة مثل الليزر الطيفي المعتمد على الطاقة الحرارية الذرية LIBS، وشعاع ذرات ألفا.

تستطيع تقنية LIBS اكتشاف العناصر بواسطة إطلاق أشعة ليزرية مكثفة في المنطقة المدروسة على سطح القمر، وإنتاج بلازما ذات حرارة عالية، وبدراسة الضوء المنبعث من البلازما، يتمكن الباحثون من تحديد طول موجات الجسيمات المختلفة في تلك المساحة المدروسة.

لا يسعنا الانتظار لرؤية ما سيُكتشف خلال الأسابيع القادمة.

اقرأ أيضًا:

في مهمة فضائية غير مسبوقة: الهند أول دولة تهبط في القطب الجنوبي للقمر

الهند تصبح رابع دولة تهبط على سطح القمر

ترجمة: زين العابدين بدور

تدقيق: نور حمود

المصدر