تبين في بحث جديد أن صغر السن لا يمنح الشخص مناعةً ضد أمراض القلب، وأن هناك زيادة ملفتة في عدد حالات النوبات القلبية التي تصيب الأعمار تحت سن الأربعين في الولايات المتحدة الأمريكية.

يوضح لنا الطبيب لوك لافين المتخصص في الوقاية من أمراض القلب السبب الكامن وراء هذه الزيادة.

العلاقة بين نمط الحياة وخطر الإصابة بأمراض القلب:

هل يمكن أن يصاب شخص عشريني بنوبة قلبية؟

طبعًا.

لكن لم تكن هذه الحالة شائعةً كما اليوم، إذ كانت مصادفة شخص يعاني ألمًا صدريًا ضاغطًا جراء نوبة قلبية أمرًا غير عادي، «وحالة تندر مناقشتها أو رؤيتها في الأدب الطبي»، على حد قول الطبيب لافين.

إذن ما الذي تغير؟

تغير تحديدًا نمط حياتنا.

قد يرجع سبب الارتفاع في معدل النوبات القلبية في الأعمار الصغيرة إلى التغيرات في نمط الحياة، مثل:

  •  قضاء وقت أطول أمام شاشة الحاسوب.
  •  زيادة الكمية المتناولة من الأطعمة فائقة المعالجة والأطعمة السريعة.
  •  انخفاض النشاط البدني والفيزيائي (القلبي خصوصًا).

يعلق لافين: «تبدأ هذه العادات السيئة في أيامنا هذه منذ الطفولة المبكرة، ما يستدعي الحاجة إلى إيلاء الانتباه إلى مدى أهمية الوقاية والتعديل».

أسباب النوبات القلبية المبكرة:

تفرض عوامل خطر الإصابة بالنوبة القلبية نفسها على صحة المريض بصرف النظر عن عمره، أي أن القلق إزاء التعرض لنوبة قلبية ليس حكرًا على العجائز.

يضيف لافين: «من المهم إضفاء صبغة موضوعية وفردية عند الحديث عن إصابة الشبان والشابات بالنوبة القلبية، إذ إن صغر عمر الشخص لا يمنحه عذرًا لاستبعاده من هذا النقاش».

نورد تباعًا بعض أسباب ازدياد خطر الإصابة بالنوبات القلبية في عمر مبكر:

1- النمط الثاني من مرض السكري:

ليست غريبةً مصادفة النمط الثاني من مرض السكري في هذه القائمة، «فهو أحد أهم عوامل خطر الإصابة بالأمراض القلبية» على حد قول لافين.

يتضاعف خطر حدوث أمراض القلب لدى مرضى داء السكري، إذ يحرض هذا الداء حدوث اضطرابات تبدأ بعمر مبكر وفقًا لمراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها.

يعزى السبب إلى ارتفاع تركيز سكر الدم الناجم عن داء السكري، ما يؤدي إلى أذية الأوعية الدموية والأعصاب المغذية للقلب. ما قد يسبب تطور أمراض القلب الإكليلية التي تعيق تدفق الدم إلى القلب.

يضاف إلى ذلك ازدياد قابلية مرضى داء السكري للإصابة باضطرابات أخرى تزيد بدورها خطر الإصابة بالنوبات القلبية، مثل البدانة وارتفاع ضغط الدم.

2- استهلاك التبغ:

يضم دخان السجائر مزيجًا من أكثر من 7000 مادة كيميائية، تعيث عند استنشاقها فسادًا وأذى في مختلف أنحاء الجسم بما فيها القلب.

يغير التدخين تركيب الدم الكيميائي، ما قد يؤدي إلى تراكم لويحات شمعية داخل الشرايين تعيق تدفق الدم في الأوعية الدموية، وتزيد خطر حدوث الانسداد المسؤول عن النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

على أي حال، تُعزى واحدة من كل خمس وفيات ناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية إلى تدخين السجائر.

3- تعاطي المخدرات:

وجد الباحثون زيادةً ملحوظة في ورود قصة تعاطي المخدرات لدى المصابين بالنوبات القلبية الأصغر سنًا، متضمنةً تعاطي الماريجوانا والكوكايين. في حين يتساوى وقوع عوامل الخطر الأخرى بين الأعمار الكبيرة والصغيرة.

4- التاريخ العائلي:

تؤدي الوراثة دورًا مهمًا في قابلية الشخص للإصابة بنوبة قلبية في عمر مبكر. يعرف خطر العوامل الوراثية في حالتنا هذه بامتلاك الفرد قريبًا من الدرجة الأولى من الذكور (كالأب والأخ والابن) أُصيب بنوبة قلبية أو سكتة دماغية قبل سن الخامسة والخمسين، أو من الإناث (كالأم والأخت والابنة) قبل سن الخامسة والستين.

نصائح للوقاية من النوبات القلبية:

تتلخص الطريقة المثلى للوقاية من النوبة القلبية بالحد من تطور عوامل الخطر قبل أن تتحول إلى مشكلة مقلقة. وكلما كانت الاستجابة مبكرة تحسنت النتائج.

يتمثل ذلك بمجموعة من التغييرات في النشاطات الاجتماعية والبيئية التي تؤثر في صحة القلب. نذكر منها:

  •  زيادة التمارين الرياضية: تكفي 150 دقيقةً من التمارين متوسطة الشدة أسبوعيًا لخفض خطر الإصابة بأمراض القلب وفقًا لجمعية أمراض القلب الأمريكية.
  •  الحفاظ على وزن صحي: ستحدث خسارة خمسة أرطال من الوزن (تعادل 2.3 كيلو غرامًا) فرقًا ملحوظًا في ضغط الدم وتركيز كوليسترول الدم. الهدف الأبرز هو الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم بين 20 إلى 25.
  •  تناول أطعمة مغذية: إن اتباع نظام غذائي صحي للقلب سيفيد الجسم بطرق عدة، ويسهل تطبيق الحمية لتضمنها خيارات لذيذة عديدة.
  •  ضبط الشدة النفسية وضغط الدم: سيعود تعلم كيفية التأقلم مع الشدة النفسية بالنفع على صحة القلب.
  •  الإقلاع عن التدخين.
  •  معرفة تاريخ العائلة مع أمراض القلب: لا يمكن تغيير العوامل الوراثية، لكن معرفتها هي الخطوة الأولى لاتخاذ التدابير الضرورية للحد من انعكاساتها السلبية المحتملة على صحة القلب.

ختامًا، من المهم فهم عوامل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والعمل على تصحيحها، كارتفاع ضغط الدم، ومحيط الخصر، ومؤشر كتلة الجسم غير الصحي.

يحذر لافين: «ما زال عدد كبير من الشبان لا يأخذون عوامل الخطر على محمل الجد. لكننا يجب أن نكون جادين وعدائيين تجاه تعديل عوامل الخطر، وإلا سيستمر معدل الإصابة بالنوبات القلبية لدى الأعمار الصغيرة بالارتفاع».

اقرأ أيضًا:

جراحة السمنة تقلل عدد النوبات القلبية والسكتات الدماغية

اكتشاف جديد قد يُغيِّر طريقة علاج النوبات القلبية

ترجمة: رضوان مرعي

تدقيق: جعفر الجزيري

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر