كثيرًا ما يشعر الأشخاص بوخزة مفاجئة في جانب البطن في أثناء ممارسة التمارين الرياضية. تُعرف هذه الحالة طبيًا باسم “الألم البطني العابر المرتبط بالتمرين”، وهي آلام حادة أو خفيفة تُصيب الجزء السفلي من الصدر أو أعلى البطن في أثناء النشاط البدني، ثم تختفي بعد التوقف.
ومع شيوع هذه الظاهرة، فإن أسبابها الدقيقة ما زالت غير مفهومة بالكامل، لكن العلماء طرحوا عدة تفسيرات محتملة.
ما الذي يسبب هذه الوخزة؟
تشير إحدى الفرضيات إلى أن هذه الآلام تنجم عن انخفاض تدفّق الدم إلى الحجاب الحاجز أو تشنجه، ما يؤدي إلى الشعور بالألم. وتشير فرضيات أخرى إلى الضغط الميكانيكي على الأربطة البطنية أو نقص الأكسجين في العضلات، خاصة عند ممارسة التمارين الشاقة أو بعد تناول وجبة دسمة.
لكن النظرية الأرجح حاليًا، وفقًا لأحدث الأبحاث، تعزو سبب الوخزة الجانبية إلى تهيّج البريتون الجداري، وهو الغشاء الذي يبطن تجويف البطن من الداخل ويغلف الأعضاء، ويتكوّن من وريقتين:
- وريقة حشوية تلتف حول الأعضاء.
- ووريقة جدارية تلتصق بجدار البطن والحوض.
يرجّح بعض العلماء أن الحركة في أثناء التمرين تُسبب احتكاكًا متزايدًا بين الوريقتين، ما يؤدي إلى الشعور بهذه الوخزة المزعجة. وتستند هذه الفرضية إلى ملاحظات سابقة أظهرت أن الألم الناتج عن تهيّج البريتون الجدارِي يزداد مع الحركة ويزول عند التوقف، تمامًا كما هو الحال مع هذه الوخزات.
هل يمكن الوقاية من هذه الحالة؟
نظرًا لعدم تحديد سبب قاطع للوخزة الجانبية، فإن التوصيات للوقاية منها تظل قائمة على الملاحظات الشخصية والتجربة، لا الأدلة العلمية القطعية. مع ذلك، إليك بعض النصائح التي قد تساعد:
الاحماء الجيّد:
البدء تدريجياً في التمرين بعد أداء تمارين الإحماء لتهيئة الجسم والمعدة.
تجنّب التمارين بعد الأكل مباشرة،
يفضل الانتظار ساعتين على الأقل بعد تناول وجبة ثقيلة.
التنفّس بعمق وبانتظام
يساعد التنفس الصحيح على تجنب نقص الأكسجين الذي قد يسبب تشنج العضلات.
تجنّب الإفراط في المجهود
الرفع من حدة التمارين تدريجيًا وعدم الاندفاع مباشرة نحو الأداء العالي.
الإصغاء للجسد
يجب التخفيف من حدة التمرين عند الشعور بالوخزة، أو التوقف تماما حتى يزول الألم.
تدليك موضع الألم برفق
يساعد التدليك الخفيف للمنطقة المصابة أحيانًا في تخفيف الوخز.
خلاصة:
تعد الوخزة الجانبية ظاهرة شائعة ومزعجة، لكنها غالبًا غير خطيرة. وما زالت الأبحاث جارية لفهم آليات حدوثها بدقة، غير أن الالتزام ببعض العادات البسيطة قد يقلل من احتمال ظهورها، أو على الأقل يُخفف من شدّتها.
اقرأ أيضًا:
دراسة تتوصل إلى الجانب السلبي المحتمل لممارسة التمارين الرياضية القوية!
التمارين الرياضية تبطئ الإحساس الوقت
ترجمة: تيماء القلعاني
تدقيق: مؤمن محمد حلمي
مراجعة: باسل حميدي