تشير الوذمة المخاطية إلى شكل حاد من قصور الغدة الدرقية عندما تُترك الحالة دون علاج كافٍ، وينطبق المصطلح أيضًا على التأثيرات التي قد يحدثها قصور الغدة الدرقية في الجلد ما يجعله يبدو متورمًا ومنتفخًا.

عندما تصبح مستويات هرمون الغدة الدرقية منخفضة جدًا، قد يعاني الشخص من أعراض مثل النعاس والارتباك وانخفاض درجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى تغيرات في الجلد.

أحد المضاعفات التي تهدد الحياة لقصور الغدة الدرقية هو غيبوبة الوذمة المخاطية، وتعرف هذه المضاعفات أيضًا بمصطلح أكثر دقة وهو نوبة الوذمة المخاطية، فقد لا يدخل الشخص الذي يعاني من نوبة الوذمة المخاطية في حالة غيبوبة.

الأسباب:

تحدث الوذمة المخاطية بسبب قصور الغدة الدرقية الحاد عند عدم النجاح بإدارته وعلاجه، وقد يتسبب الشخص الذي يتوقف عن تناول أدويته في حدوث هذه المضاعفات.

يتطور قصور الغدة الدرقية لأن الغدة الدرقية تتوقف عن عملها كما ينبغي، وتشمل أسباب قصور الغدة الدرقية ما يلي:

  •  الاستئصال الجراحي للغدة الدرقية.
  •  الأدوية التي تؤثر في الجهاز الهرموني، مثل بعض أدوية علاج السرطان.
  •  العلاج الإشعاعي للسرطان.
  •  أدوية أخرى، مثل الليثيوم وحاصرات بيتا والتخدير.
  •  أمراض المناعة الذاتية، مثل داء هاشيموتو.
  •  عوز اليود أو زيادة اليود.
  •  الحمل.
  •  مرض مفاجئ أو عدوى.

الأعراض:

تُعد نوبة الوذمة المخاطية حالة خطيرة، ويجب أن يتلقى أي شخص تظهر عليه أعراض الوذمة المخاطية أو قصور الغدة الدرقية الحاد عناية طبية عاجلة.

قد يلاحظ الشخص المصاب بالوذمة المخاطية تورمًا في وجهه أو ساقيه أو لسانه، أو بشرة جافة وشاحبة، وعندها لا يظهر عرض أو اثنين فقط، بل يزداد الوضع سوءًا، وتشمل الأعراض:

  •  تباطؤ معدل ضربات القلب أو عدم انتظامه.
  • انخفاض ضغط الدم.
  •  انخفاض مستوى السكر في الدم ما يُشعر المريض بالجوع والضعف.
  •  انخفاض أكسجة الدم التي قد تسبب الارتباك.
  •  تغيرات في الوعي والاتجاه نحو الغيبوبة.
  •  الغثيان والإقياء وألم المعدة.
  •  تباطؤ التنفس.
  •  صعوبة التبول.
  •  نوبات صرع.

قد تشمل الأعراض الأخرى لقصور الغدة الدرقية الحاد ما يلي:

  •  عدم تحمل البرد.
  •  التعب.
  •  زيادة الوزن.
  •  جحوظ العينين.
  •  صدمة.
  •  نقص معدل التنفس.
  •  الارتباك.
  •  اللامبالاة أو الاكتئاب.
  •  الذهان.
  •  الإمساك.
  •  شعر خشن.
  •  تضخم الغدة الدرقية.
  •  طاقة منخفضة.
  •  قلة الحركة.
  •  انخفاض درجة حرارة الجسم.

وقد تؤدي الوذمة المخاطية أيضًا إلى انخفاض الأكسجين وارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الدم.

العلاجات:

يُعالج قصور الغدة الدرقية بمركب صنعي من هرمون T4 ثيروكسين يسمى ليفوثيروكسين، فيعيد مستويات هرمون T4 وقد يساعد على تخفيف الأعراض المصاحبة.

من المرجح أن يبقى الشخص المصاب بالوذمة المخاطية في وحدة العناية المركزة مع المراقبة والعلاج المستمر، وقد يستغرق التعافي عدة أسابيع.

تتطلب غيبوبة الوذمة المخاطية الدخول الفوري إلى المستشفى، يشمل العلاج إعطاء دواء بديل لهرمون الغدة الدرقية في الوريد، وقد تكون المضادات الحيوية والعلاج بالستيرويد ودعم التنفس إجراءات ضرورية أيضًا.

قد يحتاج الشخص إلى مساعدة في التنفس، مثل ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر إذا كانت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الدم مرتفعة جدًا، يراقب الأطباء أيضًا إيقاعات القلب وضغط الدم بعناية.

سيحتاج الشخص الذي يتعافى من الوذمة المخاطية إلى الاستمرار في تناول الأدوية، ربما لبقية حياته.

التشخيص:

يتأكد الطبيب من توافق أعراض الشخص مع قصور الغدة الدرقية الحاد قبل التشخيص، وقد يجري فحص دم للتأكد أيضًا. فوجود مستوى عالٍ من الهرمون المحرض للغدة الدرقية TSH قد يشير إلى قصور الغدة الدرقية، فقد ينتج الجسم TSH إضافية لتعويض الغدة الدرقية الخاملة، ولذلك قد يقيس الطبيب مقدار الهرمون المحرض للدرق التي تنتجها الغدة النخامية.

قد يُجرى اختبار هرمون الغدة الدرقية أو اختبار T4 لقياس مستوى T4، فانخفاض المستويات مؤشر جيد على قصور الغدة الدرقية، وخاصة إذا ترافق مع مستويات عالية من TSH.

إذا اعتقد الطبيب أن الشخص مصاب بقصور الغدة الدرقية، فسيجري المزيد من الاختبارات لقياس وظيفة الغدة الدرقية والعثور على سبب أساسي. وإذا اشتبه الطبيب في غيبوبة الوذمة المخاطية، فسيوصي ببدء العلاج على الفور، وكلما أسرع الشخص في العلاج، زادت احتمالية تعافيه.

المضاعفات:

تشمل مضاعفات الوذمة المخاطية ما يلي:

  •  الاكتئاب.
  •  نوبة قلبية.
  •  قصور القلب.
  •  مشكلات الكلى.
  •  عدم انتظام ضربات القلب.
  •  انخفاض حرارة الجسم.
  •  انخفاض استقلاب الدواء، ما يؤدي إلى تراكم جرعة زائدة من الأدوية.
  •  مضاعفات الحمل، مثل تسمم الحمل والإجهاض والإملاص.
  •  غيبوبة.
  •  الموت.

غيبوبة الوذمة المخاطية هي مضاعفات نادرة ولكنها شديدة، وهي من المضاعفات التي تهدد الحياة مع معدل وفيات تتراوح بين 25% إلى 60%.

التوقعات:

كلما أسرع الشخص المصاب بقصور الغدة الدرقية المتقدم في تلقي العلاج، قل احتمال إصابته بمضاعفات خطيرة، وحتى مع العلاج يعد معدل وفيات الشخص المصاب بغيبوبة الوذمة المخاطية مرتفعًا نسبيًا.

يكون لدى الشخص فرصة أكبر للشفاء لدى تشخيص الوذمة المخاطية وعلاجها مبكرًا ببدائل الغدة الدرقية والرعاية الداعمة.

يعد العلاج مدى الحياة لإدارة قصور الغدة الدرقية ضروريًا، ولكن مع التحكم في الحالة جيدًا، لن يؤثر ذلك على متوسط العمر المتوقع للشخص.

اقرأ أيضًا:

الوذمة الوعائية العصبية Angioedema

الوذمة اللمفاوية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: زينب منذر رزوق

تدقيق: محمد حسان عجك

المصدر