«الوشوم الطبية» للمساعدة في إخفاء الندوب الجراحية


أظهر تقرير باحثين هولنديين أنه يمكن للمرضى الذين يعانون من ندوب قبيحة (غير مرضية للمريض)، كتلك التي تخلفها جراحات السرطان، أن يستفيدوا من “الوشوم الطبية” التي يمكن أن تساعد في استعادة جزء من مظهر الجلد الطبيعي.

وأجرى الباحثون دراستهم على 56 مريضا ممن حصلوا على وشوم طبية في الرأس والعنق، وتبين أنهم كانوا راضين عن النتائج.

“يكمن الغموض حتى الآن في مدى تقدير المرضى لهذه التقنية”، يقول الباحث المشارك في الدراسة الدكتور ريك فان دي لانغنبرغ، جراح الأنف والأذن والحنجرة في جامعة ماستريخت في هولندا.

بالإضافة الى قوله بأن الندوب بدت على نحو أفضل، فقد كان المرضى أقل توترا حول مظهر الندبة ولم يعودوا يفكرون بها كثيرا.

وأشار خبراء من الولايات المتحدة أن هذا الإجراء شائع في بلدهم.

” فعمليات الوشوم الطبية تجري في الولايات المتحدة منذ عقود”، يقول الدكتور فريد فيدوك، الرئيس المنتخب للأكاديمية الأمريكية لتجميل وجراحة الوجه.

“يمكن استخدام التقنيّة على أي جزء من الجسم، حيث أن استعمال الحبر يساعد على إظهار المنطقة.

فعندما تكون المنطقة أو البنية خفيفة جدا، يمكن جعله أكثر غمقا، والعكس أيضا، وفي كثير من الأحيان، يمكن للحبر الطبيعي أن يقلد الجلد بحسب قول فيدوك.

تقول الدكتورة جيسي تشيونغ، وهي طبيبة أمراض جلدية في ويلوبروك، إلينوي، أنّ الوشوم الطبية تستخدم غالبا على المرضى بعد جراحة سرطان الثدي.

حيث يمكن للوشم أن يحسّن المظهر عندما يوجد عدم تطابق في لون البشرة حول الهالة التي تتركها الجراحة.

وسلطت الدراسة الجديدة الضوء بوجه التحديد على الوشوم التي كانت تستخدم لجعل البشرة تبدو طبيعية أكثر، خاصة بعد الإجراءات المتعلقة بأورام الرأس والعنق.

وركز الباحثون على نتائج استبيانات 56 مريضا خضعوا لإجراءات الوشوم الطبية في مستشفى أمستردام بين عامي 2007 و2015، وكان متوسط أعمارهم 57 عاما، وكانت 75 في المئة منهم من النساء.

في إحدى الحالات، استعادت تقنيات الوشوم الطبية اللون الأحمر على الشفة السفلى لإحدى النساء بعد أن خضعت لعملية تسببت في إزالة لون الشفة.
وفي حالة أخرى، ساعدت الوشوم على إزالة الكثير من الاحمرار من ندبة طويلة أسفل رقبة إحدى النساء وفقا للتقرير.

على مقياس من 0 إلى 10، بحيث تكون الدرجة 0 هي الأسوأ، تحسن المقياس المتوسط لمظهر المرضى الذين شملتهم الدراسة من 3.8 قبل إجراء الوشم إلى 7.8 بعد إجراء التقنية.

“بالإضافة إلى تحسن معيشة المريض بشكل ملحوظ بعد العلاج”، ويضيف فان دي لانغنبرغ قائلا: “هذه نتائج جيدة حقا.”
وأشادت تشيونغ بالبحث، مضيفة “أنها دراسة بسيطة مصممة بأناقة”.

من الذي يجب أن يحصل على الوشوم الطبية؟

“طالما لا توجد التهابات جلدية نشطة، فإن أي نوع من تغير اللون سيكون مرشحا للوشوم الطبية”، وتقول تشونغ: “يمكن للندبة أن تخفف قبل إجراء الوشم، لمساعدة الجلد على امتصاص الحبر”.

أما بالنسبة للتكلفة والآثار الجانبية تقول تشيونغ “الوشوم الطبية يمكن تغطية تكاليفها عن طريق التأمين، إذا تم اعتبارها كجزء من جراحة ترميمية، أما الآثار الجانبية المتوقعة من الوشم فهي احمرار مؤقت، ألم شبيه بألم جرح وتقشر، إلا أن الوشوم يمكن أن تُصاب بالعدوى، ولكن يتم إعلام المرضى بتعليمات لرعاية الجرح وتجنب هذه المضاعفات.”

وقال فيدوك أن معظم المرضى لا يعرفون أن الوشم الطبي متاح.

كما يقول إن معظم اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية والجراحين ليس لديهم المعرفة لإجراء الوشم، فالقيام بهذا الأمر بشكل فعال، يحتاج للتدريب الاختصاصي والخبرة.

ولكن الأطباء قد يكونون قادرين على تقديم هذه المساعدة.

وأضاف فيدوك: “أثناء مسيرتي، تعاملت مع طبيب وشوم طبية ماهر قادر على القيام بعمل مدهش مع الندب وإعادة تصنيع الحلمة”.

اتفق الدكتور تيري كرونين، وهو طبيب أمراض جلدية في ملبورن، فلوريدا، على أن العديد من اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية وجراحي التجميل يجب أن يوظفوا أو أن يكون لهم علاقة عمل مع فناني وشوم التجميل من أجل إجراء ماكياجات دائمة ووشوم طبية”.

ونشرت الدراسة عبر الإنترنت في 22 سبتمبر في مجلة JAMA لجراحة وتجميل الوجه.


ترجمة: علي عبدالله
تدقيق: بدر الفراك

المراجع
SOURCES: Rick van de Langenberg, M.D., Ph.D., ear nose and throat surgeon, Maastricht University, the Netherlands; Fred Fedok, M.D., FACS, plastic surgeon, Foley, Ala., and president-elect, American Academy of Facial Plastic and Reconstructive Surgery; Jessie Cheung, M.D., dermatologist, Willowbrook, Ill.; Terry Cronin, M.D., dermatologist, Melbourne, Fla.; Sept. 22, 2016, JAMA Facial Plastic Surgery, online

المصدر