يعاني معظم الناس مشكلة انتفاخ البطن في فترة من حياتهم. قد تساعد التمارين الرياضية والمتممات الغذائية وجلسات التدليك على تخفيف انتفاخ البطن بسرعة، وقد تقي بعض التعديلات البسيطة على نمط الحياة من تكرار حدوثه.

يحدث انتفاخ البطن عادة نتيجة تراكم الغازات في منطقة من السبيل المعدي المعوي، وقد ينتج عن احتباس السوائل في الجسم.

يشعر المصاب أن بطنه ممتلئ ومشدود، وقد يبدو البطن المنتفخ أكبر من المعتاد وقد يترافق بمضض وألم.

نورد في هذا المقال تقنيات تساعد على التخلص بسرعة من انتفاخ البطن، والحد من حدوثه على المدى الطويل.

نصائح للتخلص بسرعة من انتفاخ البطن:

يحدث انتفاخ البطن عادةً بعد تراكم فائض من الغازات في المعدة أو الأمعاء. عادةً يختفي انتفاخ البطن بمفرده مباشرة بعد تناول الوجبات، لكن يمكن تسريع هذه العملية.

الطريقة المثلى للحد من انتفاخ البطن تحديد السبب، وتتضمن المسببات الشائعة ما يأتي:

  •  المشكلات الهضمية: مثل الإمساك وأمراض عدم تحمل الطعام والتحسس اتجاهها، وقد ينتج انتفاخ البطن عن تراكم الغائط في الأمعاء الغليظة مسببًا الشعور بعدم الراحة، الذي قد يزداد سوءًا إذا تراكمت الغازات خلفه.
  •  الحمية الغذائية: قد تؤدي المشروبات الغازية والحمية الغنية بالسكر والملح والفقيرة بالألياف إلى انتفاخ البطن.
  •  التغيرات الهرمونية: يصيب انتفاخ البطن معظم النساء قبل الدورة الشهرية أو في أثنائها نتيجة التغيرات الهرمونية واحتباس السوائل.

قد تساعد بعض التدابير المنزلية على التخلص من الألم وعدم الراحة الناجمين عن انتفاخ البطن، نورد بعضًا منها فيما يأتي:

1. المشي:

يساعد المشي على تنظيم حركة الأمعاء، ما يساعد بدوره على تحرير فائض الغائط والغازات المتراكمة، خاصةً لدى المصابين بالإمساك.

2. بعض وضعيات اليوغا:

تؤدي إلى تحريك عضلات البطن بطريقة تزيد حركة الغازات في السبيل المعدي المعوي؛ ما يساعد على تخفيف انتفاخ البطن.

3. حبوب النعناع الحار:

يروج المصنعون عادةً لحبوب زيت النعناع الحار أو الفلفل على أنها علاج لأعراض متلازمة القولون المتهيج، لكنها قد تساعد في حالات عسر الهضم وتراكم الغازات المرتبطة به، ويمكن استخدامها لعلاج انتفاخ البطن.

تعمل عبر إرخاء عضلات الأمعاء سامحةً لمحتويات الأمعاء بالتحرك بفعالية. تتوفر الحبوب للبيع دون وصفة طبية، لكن يجب اتباع التعليمات المرفقة مع العبوة، وتجنب تناول مرضى حرقة المعدة لها.

4. الأدوية المحررة للغازات:

يساعد دواء السيميثيكون المتوفر على شكل شراب أو حبوب على تحريك الغازات إلى خارج السبيل الهضمي؛ أي يعمل كمضاد انتفاخ البطن. يجب اتباع التعليمات المرفقة بالعبوة دائمًا.

5. تدليك البطن:

قد يساعد التدليك الذي يتبع اتجاه حركة الأمعاء الغليظة على تحريكها، باتباع الخطوات الآتية:

  •  وضع اليدين فوق الورك الأيمن مباشرةً.
  •  تفرك المنطقة بحركة دائرية مع تطبيق ضغط خفيف باتجاه الجزء الأيمن من القفص الصدري.
  •  التوجه بعدها إلى أيسر القفص الصدري مباشرةً.
  •  التحرك ببطء نحو الأسفل باتجاه الورك الأيسر.
  •  تكرار الخطوات عند الضرورة، ويُفضَل التوقف إذا تسبب التدليك بألم.

6. الزيوت العطرية:

اختبرت دراسة في عام 2016 فعالية المكملات التي تحتوي على مزيج من زيوت الكركم والشمرة العطرية، تضمنت الدراسة 116 شخصًا مصابًا بمتلازمة القولون المتهيج تتراوح شدتها بين الخفيفة والمعتدلة.

ورد في تقارير المشتركين بعد 30 يومًا أن أعراضهم تحسنت، بما فيها انتفاخ البطن والألم البطني.

يجب عدم استخدام الزيوت العطرية دون استشارة الطبيب لأن بعض التركيبات قد تكون سامةً أو تتداخل مع الأدوية، ولا يوجد أي تنظيم للجرعات.

7. الاسترخاء بحمام ساخن:

قد تساعد حرارة الحمام على تلطيف ألم البطن، وقد يخفف الاسترخاء من شدة التوتر ما قد يزيد من فعالية أداء وظيفة السبيل الهضمي، ويساهم في تخفيف انتفاخ البطن.

الحلول طويلة الأمد

لا تنفع الحلول السريعة دومًا لبعض أنواع انتفاخ البطن، ولكن قد تساعد بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة لمرضى انتفاخ البطن المتكرر على الحد منه وعلاج أسبابه.

يمكن اتباع هذه الخطوات البسيطة للوقاية من انتفاخ البطن على المدى الطويل:

8. زيادة الألياف تدريجيًا:

يساعد تناول مزيد من الألياف على منع حدوث الإمساك وانتفاخ البطن.

لا يحصل معظم الأمريكيين على ما يكفي من الألياف، ويتناول 5% منهم فقط كمية الألياف الموصى بها يوميًا، وتقدّر بنحو 25 غرامًا للإناث و38 غرامًا للذكور.

قد يزيد تناول كثير من الألياف سرعة تشكّل الغازات وانتفاخ البطن. تظهر الآثار الضارة لدى بعض الأشخاص بعد تناول 70 غرامًا من الألياف يوميًا، لذا يُفضّل أن تكون زيادة تناول الألياف بطيئة على مدى عدة أسابيع؛ للسماح للجسم بالتكيف مع النظام الغذائي الجديد.

9. شرب الماء عوضًا عن المياه الغازية:

تحتوي المياه الغازية والمكربنة على غاز ثنائي أكسيد الكربون، الذي يتراكم في المعدة، وقد يسبب تشكل فقاعات فيها وانتفاخها.

تسبب السكريات والمحليات الاصطناعية أيضًا تراكم الغازات وانتفاخ البطن. يقضي شرب الماء على هذه المشكلات، ويساعد أيضًا في معالجة الإمساك.

10. تجنب مضغ العلكة:

قد تسبب الكحول السكرية الموجودة في العلكة انتفاخ البطن عند بعض الأشخاص، وقد يسبب ابتلاع الهواء في أثناء مضغها انتفاخ البطن.

يمكن الاستعاضة عن العلكة بحبوب النعناع الحار أو النعناع بالزنجبيل لإنعاش رائحة الفم.

11. زيادة النشاط اليومي:

تزيد التمارين الرياضية انتظام حركة الأمعاء، وتساعدها على تحريك محتوياتها إلى خارج القولون. تزيد التمارين الرياضية طرح الصوديوم من الجسم عبر التعرق، ما يساعد على تخفيف احتباس السوائل.

12. تناول الطعام بفترات منتظمة:

يعاني كثير من الناس انتفاخ البطن مباشرةً بعد تناول وجبة كبيرة. يمكن تجنب ذلك بتناول عدة وجبات أصغر، ما يساعد على استمرار حركة الجهاز الهضمي.

يُوصى أيضًا بتجنب ابتلاع الطعام بسرعة وشرب السوائل باستخدام القشة؛ لدورهما بزيادة دخول الهواء إلى السبيل الهضمي.

13. مكملات البروبيوتيك:

البروبيوتيك: جراثيم مفيدة تعيش في الأمعاء، يساعد تناولها على تنظيم الفلورا المعوية التي قد تنتج الغازات مسببةً انتفاخ البطن.

14. الحد من تناول الملح:

يسبب تناول الملح احتباس السوائل في الجسم، وقد يؤدي ذلك إلى تعزيز الشعور بالامتلاء في البطن والتورم في أماكن أخرى من الجسم، مثل الأطراف العلوية والسفلية.

15. الحالات المرضية:

ينتج انتفاخ البطن في بعض الحالات عن مشكلات صحية تتطلب استشارة الطبيب لتشخيص الحالة وإدارتها منها أمراض الأمعاء الالتهابية وداء كرون والتهاب القولون التقرحي ومتلازمة القولون المتهيج.

قد تسبب الحالات النسائية مثل الانتباذ البطاني الرحمي وكيسات المبيض أعراضًا مثل الألم والتورم وانتفاخ في البطن.

يجب استشارة الطبيب عند ظهور هذه الأعراض لتشخيص الحالة المرضية، وقد يطلب إجراء استقصاءات تشخيصية، مثل: التصوير بالأشعة السينية والأمواج فوق الصوتية وتنظير القولونات.

16. حمية الفودماب:

يُعد مصطلح فودماب نوعًا من الكربوهيدرات يتوفر في عديد من الأطعمة. أظهر مقال راجع عدة دراسات صدر عام 2012 أن الحمية عن الفودماب حسّنت أعراض متلازمة القولون المتهيج لدى 74% من المرضى على الأقل. تتضمن الأعراض انتفاخ البطن والألم البطني.

17. استخدام مفكّرة طعام:

تُعد أمراض عدم تحمل الطعام مسؤولة عن عديد من حالات انتفاخ البطن، ومنها عدم تحمل سكر اللاكتوز الموجود في منتجات الألبان، وعدم تحمل الغلوتين المناعي الذاتي المعروف باسم الداء الزلاقي.

تساعد مراقبة الأغذية والمشروبات المتناولة لعدة أسابيع المرضى الذين يعانون انتفاخ البطن بعد تناول الوجبات على تحديد الأطعمة المسببة للانتفاخ.

18. بعض الأدوية والمكملات:

قد تسبب بعض المكملات مثل الحديد، الإمساك وأعراض عسر الهضم الأخرى التي قد تزيد انتفاخ البطن. قد يقلل البوتاسيوم انتفاخ البطن بمساعدة الجسم على الحفاظ على توازن الصوديوم.

قد تسبب الأدوية أعراضًا جانبية تؤثر في وظيفة الجهاز الهضمي وتسبب عسر الهضم، وقد يصف الطبيب أو الصيدلاني في هذه الحالة بدائل أخف شدةً على الجهاز الهضمي.

متى نلجأ إلى الطبيب؟

قد يشير انتفاخ البطن وتورمه أحيانًا إلى الإصابة بأمراض خطيرة، مثل: أمراض الكبد وأمراض الأمعاء الالتهابية وأمراض الكلى وفشل القلب وبعض أنواع السرطانات.

قد يوحي انتفاخ البطن المستمر لأيام وأسابيع بوجود مشكلة صحية تستوجب الرعاية الصحية، فيوصى حينها بالتوجه إلى الطبيب، خاصة عندما يترافق انتفاخ البطن مع هذه الأعراض:

  •  تغيرات في الشهية.
  •  الإسهال.
  •  الإقياء.
  •  خسارة الوزن.
  •  حمى.
  •  ألم بطني شديد.
  •  براز مدمى بلون أحمر أو أسود.

نهايةً، يعتمد انتفاخ البطن على السبب الكامن خلفه، إذ تسبب المشكلات البسيطة غالبًا انتفاج البطن، ويمكن حلها بالتغيير في نمط الحياة أو الأدوية المتاحة من دون وصفة طبية.

يُوصى بالتوجه إلى الطبيب إذا ترافق انتفاخ البطن مع أعراض أخرى، حينها يكون تحديد السبب الكامن الخطوة الأولى للعلاج.

اقرأ أيضًا:

غازات البطن.. الأسباب والعلاج

ما هي أسباب ألم البطن؟ وما علاجه؟

ترجمة: رضوان مرعي

تدقيق: ميرفت الضاهر

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر