انعدام الأظفار هو الغياب الجزئي أو الكامل لأظفار اليد أو القدم، وهو شذوذ خلقي أو مكتسب نادر جدًا، وقد يكون ناتجًا عن خلل التنسج الخلقي للأديم الظاهر، أو تشوهًا خلقيًا مرتبطًا بتشوهات أخرى في سياق وراثة جسدية سائدة أو متنحية (متلازمة كوفين-سيريس، أو خلل تنسج الأديم الظاهر، أو متلازمة الظفر والرضفة)، أو في سياق أمراض جلدية متنوعة.

لمحة جنينية:

يبدأ تشكل الأظفار بعمر 8-10 أسابيع من عمر الحمل المتوقع ويكتمل بحلول الشهر الخامس من عمر الحمل المتوقع.

يُحدد السطح المستطيل المسطح لسرير الظفر المستقبلي على رؤوس الأصابع الظهرية بواسطة طيات مرئية في الأسبوع 8-10 من عمر الحمل المتوقع.

تُنتج صفيحة الظفر من مطرق الظفر وتنمو باستمرار بدءً من الأسبوع 15 من الحياة الجنينية حتى الموت.

أسباب انعدام الأظفار:

يترافق انعدام الأظفار الخلقي مع مجموعة واسعة من التشوهات الخلقية الأخرى مثل: متلازمة الظفر والرضفة، ومتلازمة DOOR (صمم، وحثل الأظفار، وحثل عظمي، وتخلف عقلي)، ومتلازمة AEC (عيوب في الجلد، والتصاق الأجفان، وشق شفة أو حنك)، ومتلازمة EEC (خلل تنسج الأديم الظاهر، وانعدام الأصابع، وشق شفة أو حنك)، ومتلازمة TOOD، وخلل تنسج الأديم الظاهر ناقص التعرق المترافق مع العديد من الشذوذات، ومتلازمات التشوهات القحفية الوجهية المختلفة.

ولأن وجود بنية عظمية داعمة شرط أساسي لتطور الظفر الطبيعي فوقها، فقد يحدث انعدام الأظفار أو نقص تصنعها عندما تكون السلامية الأخيرة ناقصة التنسج أو غائبة تمامًا.

يُعد انعدام الأظفار الخلقي البسيط الذي يعني الغياب الخلقي للأظفار دون وجود أي شذوذات خلقية كبيرة أخرى نوعًا نادرًا للغاية، وغالبًا ما يكون سببه وراثة جسدية متنحية.

في حين يُعد انعدام الأظفار المعزول دون أي اضطرابات مصاحبة في التنميط الجيني من أندر حالات اضطرابات الأظفار الخلقية التي قد تصيب بعض أو كل أصابع اليدين أو القدمين. وقد يصادف أيضًا انعدام الأظفار في سياق الاضطرابات الجلدية المختلفة مثل:

  •  الفقاع.
  •  الحزاز المسطح.
  •  السماك.
  •  الإنتان الشديد.
  •  التهاب الجلد التماسي التحسسي الشديد.
  •  الرضوض ذاتية المنشأ.
  •  ظاهرة رينود.
  •  أمراض التقشر الشديدة.
  •  انحلال البشرة الفقاعي.
  •  كتبعة لمتلازمة ستيفنز جونسون.
  • متلازمة كوفين-سيريس Coffin-Siris:

هي متلازمة ناتجة عن طفرة في جين ARID1B، وتتسم بتشوهات متعددة منها انعدام الأظفار.

تتميز بالتخلف العقلي، وملامح الوجه الخشنة، وفرط الشعر، وأشعار فروة الرأس المتناثرة، ونقص التنسج أو الغياب التام لأظفار أصابع اليد أو القدم. وتشمل المتغايرات الأخرى وهي ضعف النمو العام، والتشوهات القحفية الوجهية، والتشوهات الشوكية، وعيوب القلب الخلقية.

انعدام الأظفار الخلقي:

يسمى أيضًا الغياب الخلقي للأظفار أو اضطراب الأظفار الخلقي المتنحي، وهو حالة وراثية نادرة جدًا معدل انتشارها غير معروف تمامًا تؤثر في أظفار اليدين والقدمين.

أسبابه:

تسبب الطفرة في جين RSPO4 الموجود على الكروموسوم 20p13 حدوث انعدام الأظفار الخلقي. ويُصدر الجين RSPO4 تعليمات لصنع بروتين يسمى R-spondin-4. ويؤدي R-spondin-4 دورًا في مسار إشارات Wnt، وهي سلسلة من الخطوات التي تؤثر في طريقة تطور الخلايا والأنسجة. وتعد إشارات Wnt مهمة لانقسام الخلايا، وربط الخلايا بعضها ببعض (الالتصاق)، وحركة الخلية (الهجرة)، والعديد من الأنشطة الخلوية الأخرى، وتؤدي دورًا مهمًا في نمو الأظافر وتطورها في أثناء التطور الجنيني الباكر.

بالإضافة إلى دوره في مسار إشارات Wnt، ينشط R-spondin-4 في الهيكل العظمي ويسهم في تكوين الأطراف، خاصة عند رؤوس أصابع اليدين والقدمين حيث يحدث نمو الأظفار. وتؤدي الطفرة الجينية في جين RSPO4 إلى نقص إنتاجه أو انعدام وظيفته، ومن ثم اضطراب تطور الأظفار أو عدم تطورها على الإطلاق.

قد يكون انعدام الأظفار الخلقي أيضًا جزءًا من متلازمات تؤثر في أجزاء متعددة من الجسم، بما في ذلك متلازمة كوفين-سيريس ومتلازمة الظفر والرضفة. فعندما يكون انعدام الأظفار الخلقي جزءًا من متلازمة، يحدث بسبب طفرة في الجين المرتبط بتلك المتلازمة.

تؤثر الأدوية في تطور الأظفار أيضًا، خاصة التي تُعطى للأم خلال الثلث الأول والثاني من الحمل.

أُبلغ عن عيوب في الأظفار عند استخدام الكحول (انعدام الأظفار)، والكاربامازيبين، والفينيتوين والوارفارين (نقص تنسج الأظفار)، والمورفين، والتريميثاديون.

نمط الوراثة فيه:

تندر رؤية الأمراض الوراثية المتنحية لأن تظاهرها يعني التزاوج من شخص حامل لنفس الصفة المتنحية. وحتى لو حدث هذا، فيكون احتمال أن ينقل كلاهما نسخة الجين الطافرة إلى الطفل هو فقط 25%. وتبقى هذه النسبة ثابتة مع كل حمل، بغض النظر عن وجود أو عدم وجود أطفال مصابين.

يُورث انعدام الأظفار الخلقي الناتج عن طفرة الجين RSPO4 بوراثة جسدية متنحية، أي يجب أن تكون نسختا الجين طافرتين لكي يحدث التظاهر السريري.

إذا كان الوالدان سليمين ظاهريًا، سيكون كل منهما حاملًا لنسخة واحدة من الجين الطافر لكي يحصل مرض سريري عند الأطفال. وقد ينقل الوالدان إما النسخة الطبيعية من الجين أو النسخة الطافرة إلى الطفل. ويحدث هذا بعشوائية. ونتيجة ذلك هي وجود احتمال 25% أن يولد طفل حاملًا كلا النسختين الطافرتين (مصاب) واحتمال 75٪ لولادة طفل سليم ظاهريًا: 50% حاملون للمرض كوالديهم، و25٪ سليمون ظاهريًا ووراثيًا.

تبقى هذه النسب ثابتة في كل حمل، وهي نفسها للأولاد والبنات.

يجدر بالذكر أن انعدام الأظفار الخلقي الذي ينتقل بصفة جسدية سائدة يؤثر في الإبهام فقط. وينتقل حثل الأظفار أيضًا بصفة سائدة، وهو أحد الشذوذات الظفرية الشائعة المشاهدة في سياق المرض.

أعراضه:

تصيب الحالة أظفار اليدين والقدمين.

يفقد الأفراد المصابون بانعدام الأظفار الخلقي عادة جميع أظفارهم. ويكون الغياب ملحوظًا منذ الولادة (خلقي) في بعض الحالات. وفي حالات أخرى، يكون جزء فقط من الظفر مفقودًا (نقص تصنع) أو لا تكون كل أصابع اليدين والقدمين متأثرة. وجميع الأنسجة الأخرى الموجودة على رءوس أصابع اليدين والقدمين، بما في ذلك الهياكل التي تدعم الظفر ونموه (مثل: سرير الظفر) طبيعية. ولا يعاني الأفراد المصابون أي مشكلات صحية أخرى متعلقة بهذه الحالة.

تشخيصه:

يعتمد التشخيص على التاريخ الطبي والعائلي والفحص الدقيق. ويكون التصوير بالأشعة السينية للأطراف طبيعيًا. ولم يُعثر على تشوهات إضافية لا لبنية الأديم الظاهر ولا للأعضاء الحسية. وقد يتطلب التشخيص إجراء اختبار جيني جزيئي لجين RSPO4.

علاجه:

تكفي طمأنة المريض، وقد تستعمل الأظفار الصنعية لأسباب جمالية.

اقرأ أيضًا:

سعفة الأظفار

الظفر المعلق (السأف): الأسباب والعلاج

ترجمة: هيا منصور

تدقيق: هادية أحمد زكي

المصدر