يقترح الفيزيائيون طرقًا جديدةً لنهاية الكون؛ فهناك التمزق العظيم (تمزق الزمكان)، الموت الحراري (توسع الكون حتى يصبح باردًا و فارغًا)، والانكماش الكبير (عكس التوسع الكوني/الانفجار العظيم).

ولكن الطريقة المفضلة لدي كانت دائمًا انهيار (تحلل) الفراغ.

إنها طريقة سريعة ونظيفة وفعالة للقضاء على الكون.

لفهم انهيار الفراغ، نحتاج إلى ملاحظة حقل هيجز الذي ينتشر في عالمنا مثل حقل كهربائي. تختلف قوة حقل هيجز بناء على كُمُونه (مقدار الطاقة الكامنة في 1 كولوم من شحنته).

يمكنك تخيل الكُمُون كمسار تتدحرج عليه الكرة، كلما كان أعلى، زادت طاقة الكرة.

يحدد كُمُون هيجز إذا كان الكون في إحدى الحالتين: فراغ حقيقي، أو فراغ كاذب (زائف). الفراغ الحقيقي هو الحالة المستقرة، الأقل طاقة، مثل الجلوس على أرض الوادي.

بينما يشبه الفراغ الكاذب التواجد في طرف أحد الأودية حيث يمكن أن لدفعة صغيرة أن تُسقطك بسهولة. يُطلق على الكون في حالة الفراغ الكاذب اسم “متبدل الاستقرار”؛ لأنه لا ينهار عمليًا، ولكنه ليس مستقرًا تمامًا.

هناك مشكلتان في العيش في عالمٍ متبدل الاستقرار.

الأولى، أنه إذا قمت بتوليد طاقة عالية بما يكفي يمكنك –نظريًا- دفع منطقة صغيرة من الكون من الفراغ الكاذب إلى الفراغ الحقيقي، ما يخلق فقاعة من الفراغ الحقيقي التي ستتوسع في كل الاتجاهات بسرعة الضوء، وهذه الفقاعة ستكون قاتلة.

والمشكلة الثانية هي أن ميكانيكا الكم تقول إن الجُسيم يمكنه حفر نفق عبر حاجز بين منطقة وأخرى، وهذا ينطبق أيضًا على حالة الفراغ.

لذا فإن الكون المتواجد في حالة الفراغ الكاذب يمكن أن يجد فجأة جزءًا منه في الفراغ الحقيقي مسببًا كارثة.

ازدادت احتمالية حدوث انهيار الفراغ مؤخرًا لأن قياسات كتلة بوزون هيجز تشير إلى أن الفراغ شبه مستقر. ولكنّ هناك أسبابًا وجيهة للتفكير في أن الفيزياء الجديدة ستتدخل وتنقذنا.

أحد الأسباب هو أن حقبة التضخم المفترضة في بدايات الكون، عندما توسع الكون بسرعة في أول جزء صغير من الثانية، أنتجت على الأرجح طاقات عالية بما يكفي لدفع الفراغ إلى الفراغ الحقيقي.

حقيقةُ أننا ما زلنا متواجدين تشير إلى واحد من ثلاثة أشياء، أنَّ التضخم قد حدث عند مستويات طاقات منخفضة للغاية بحيث لا تصل إلى الحافة، أو أن التضخم لم يحدث على الإطلاق، أو أن الكون كان أكثر استقرارًا مما تشير إليه الحسابات.

إذا كان الكون شبه مستقرٍ بالفعل فمن الناحية الفنيّة يمكن أن يحدث الانتقال من خلال العمليات الكميّة في أيِّ وقت.

ولكن من المحتمل ألّا يكون ذلك صحيحًا؛ فمن المتوقع أن يكون عمر الكون القابل للاستقرار أطول بكثير من عمر الكون الحالي؛ لذلك لا داعي للقلق.

لكن ماذا سيحدث لو انهار الفراغ؟

سوف تتوسع جدران فقاعة الفراغ الحقيقي في جميع الاتجاهات بسرعة الضوء. لن ترى ذلك قادمًا.

يمكن أن تحتوي الجدران على كمية هائلة من الطاقة، لذلك قد يتم ترميدك عند تحريك الجدار من خلالك.

للحالات الفراغية المختلفة ثوابت مختلفة من الطبيعة، لذلك يمكن أيضًا تغيير البنية الأساسية للمادة بشكل كارثي.

لكن الأمر قد يكون أسوأ ففي عام 1980 قام الفيزيائيان النظريان سيدني كولمان وفرانك دي لوتشيا -وللمرة الأولى- بحساب أن أي فقاعة من الفراغ الحقيقي ستعاني على الفور من انهيار الجاذبية الكلي.

يقولون «أن هذا محبط؛ إن احتمالية أننا نعيش في فراغ زائف لم تكن أبدًا فكرة مبهجة.

انهيار الفراغ هو الكارثة البيئية النهائية. في فراغ جديد هناك ثوابت جديدة من الطبيعة، بعد انهيار الفراغ ليس فقط الحياة كما نعرفها مستحيلة، وكذلك الكيمياء».

«ومع ذلك يمكن للمرء دائمًا أن ينعم بالراحة مع احتمالية أنَّ الفراغ الجديد قد يدوم مع الوقت -إن لم تكن الحياة كما نعرفها- على الأقل بعض المخلوقات قادرة على معرفة الفرح.

لقد تم القضاء على هذا الاحتمال الآن».

لكي نعرف على وجه اليقين ما الذي سيحدث داخل فقاعة من الفراغ الحقيقي، سنحتاج إلى نظرية تصف أكوانًا متعددة أكبر، ولا نحن نملكها حتى الآن.

لكن يكفي أن نقول، أن هذه الظاهرة لن تكون جيدة. و لحسن الحظ ربما نكون آمنين بشكل نسبي حتى الآن.


  • ترجمة: أحمد طريف المدرس
  • تدقيق: براءة ذويب
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر