استقبال صورٍ فاضحة لأعضاء خاصة لغرباء هو أمر قبيح وغير مقبول لكثير من مستخدمي شبكة الانترنت، إلا أنها للبعض مجال عمل.

باحثة في ولاية ميسوري في الولايات المتحدة الأمريكية تدعو آلاف الرجال لإرسال هذه الصور العارية -والتي ترسل طوعًا في العادة- لتجمع بيانات لدراسة حول حجم القضيب الذكري.

لكن دعوة عالمة الاجتماع آليشيا ووكر (Alicia Walker) من جامعة ميسوري ليست لأغراض تحليل السمات البيولوجية بشكل بحتوجدولتها بحسب الطول، والسُمْك، وصفاتها الفيزيائية الأخرى.

بل تجمع الصور لتبحث أيضًا كيف تنعكس هذه القياسات على حياة الرجال ومشاعرهم، وأثرها على أشياء أخرى مثل تقديرهم للذات، وقدرتهم الجنسية، وهمهم إزاء أدائهم الجنسي.

فِي تصريح لصحفية «سبرينغفيلد نيوز ليدر» تقول ووكر: «هذه ليست صور إباحية/جنسية. إنها صور طبية… كثيرٌ من الرجال يخفون قلقًا حيال حجم قضيبهم».

وحتى الآن تقول ووكر أنها استقبلت بضع مئات الصور لأعضاء ذكرية منذ أن بدأت مشروعها في بداية شهر يونيو/حزيران الماضي، ولكنها تطمح أن يشارك ما لا يقل عن 3600 رجل في الدراسة فيعطيها ذلك شريحة واسعة لأخذ البيانات منها.

أضف إلى إرسال الصور، يتطلب من المشاركين إتمام مقابلة و/أو استبيان، وقياس طول وسماكة عضوهم التناسلي بحالاته (الارتخاء والانتصاب) مستخدمين إجراءات مُعلّمَة.

تقول ووكر عبر صحيفة (The College Fix): «الغرض من هذا البحث هو معرفة كيف يشعر الرجال حيال أجسامهم في بيئة ثقافية تركز على الحجم، وحجم القضيب من ضمنها، والنظر في كيفية تأثير هذا في توجههم نحو جنس آمن، وعلاقاتهم العاطفية وأكثر».

وللمشاركة في البحث، يتطلب من الذكر أن يبلغ ٢٢ سنة فما فوق، ويعيش خارج منطقة الأوزاركس the Ozarks region حيث ستحلل البيانات.

وعلاوة على ذلك، لا حدود مع توق الباحثين للحصول على أكبر قدر ممكن من العينات من أشخاص لا يعرفونهم ليزودوا بها طبيعة موضوع بحثهم الحساس وغير العادي.

وتقول ووكر عبر صحيفة «سبرينج نيوز ليدر»: «لا نجمع عينات محلية، فلا نريد أن نتسبب بنوع من الإشكال أو الإحراج».

وإذا سارت الأمور بيسر، وآتت الدعاية غير المباشرة للدراسة أكلها على الإنترنت -وقد تفعل على الأرجح- سينتهي المطاف بالفريق وقد جمع كنزًا هائلًا من الصور لتحليلها.

وسيكون هذا عَمَلًا رائعًا بحق؛ إذ لربما قد يبدو مضحكًا لوهلة أن يسعى شخص ما للحصول على صور لأعضاء ذكرية، بينما قد لا يبدو الأمر كذلك إذا استرعينا شعور بعض الرجال بالنّقص والانعزال والحزن حيال حجم عضوهم الذكري.

وتقول ووكر لصحيفة (New York Post): «نحتاج لنتحدث أكثر عن فوبيا التشوه الجسمي للرجال (men’s body dysmorphia)، وعن الطريقة التي يبجل فيها المجتمع الحجم، وطريقة تأثيرها على الرجال؛ فهي فعلًا مدمرة.

إذ لا يستطيعون الاعتراف بشعورهم هذا حتى. تخيل أن تحْمِل كل هذا الهمّ حيال جسدك ولا تستطيع حتى البوح بذلك الى أصدقائك».

تحديث (3 يوليو 2018): لأسباب غير واضحة تمامًا، لكن فيما يبدو أنها مقدار جذب الانتباه على دراستهم في الإعلام، قرر الباحثون للأسف سحب مشروعهم، منوهين على «ردة الفعل الجماعية» على الاستبيان.

توضح ووكر في تصريح: «اتخذت هذا القرار عن رغبة»، «لا أزال مؤمنة بوجود علاقة بين حجم العضو الذكري وبين تقدير الذات وهو موضوع مهم ويجب أن يخضع للبحثالعلمي، لكن ردة الفعل من الناس على المشروع تهدد مصداقية الاستجابة للاستبيان. إذ أن مصداقية الدارسة ككل في خطر».

يوضح الباحثون أن الاستبيان قد أغلق الآن، وكل الإجابات المستلمة قد دمرت.


ترجمة المقال: لُبيد الأغبري
تدقيق: دانه أبو فرحة
تحرير: كنان مرعي
المصدر