الحوافّ المتعرجة الموجودة على أطراف أصابعنا هي لغزٌ تطوريّ.

علّل العلماء لوقتٍ طويلٍ سبب وجود البصمات بمساعدتها البشر على الإمساك بالأشياء بإنشاء احتكاك، وذلك بالنظر إلى أنّ بعض الرئيسيات (القردة) وحيوان الكوالا مُتسلّقة الأشجار أيضًا لديها بصمات أصابع.

لكن، وجدت دراسة جديدة أنّه إذا كانت بصمات الأصابع تُساعد الناس على الإمساك بالأشياء، فلا يعود السبب إلى أنّها تُنشئُ احتكاكًا أكبر.

ربط العالم (بيتر وارمان – Peter Warman) من جامعة مانشستر في إنكلترا، أصابعه بآلة تقوم بقياس الاحتكاك، بينما قام مستشاره (رولاند إينوس – Roland Ennos) بزلق قطعة من زجاج الإكريليك، تُدعى البلاستيك الشفاف، على امتداد الإصبع.

وبدهشة، اكتشفوا أنهم مهما قاموا بسحب الزجاج بقوة، فإن الاحتكاك بالكاد قد ازداد.

في تجارب كهذه، يجب أن يكون الاحتكاك بين جسمين صلبين متناسبًا مع قوة الزجاج المؤثرة على الإصبع، بناءً على ذلك، كلما سُحب الزجاج بقوة أكبر، وجب أن يكون الاحتكاك أكبر.

لكنَّ الإصبع لم يسلك سلوك جسمٍ صلبٍ طبيعيّ، كان يسلك سلوكًا مطاطيًا.

في المطاط، يكون الاحتكاك متناسبًا مع منطقة التماس بين السطحين، وليس متناسبًا مع مدى الضغط المطبق بينهما.

عندما استخدم الباحثون شرائح الزجاج بعرضٍ مختلفٍ في اختبارهم، وجدوا أنّ الشرائح ذات العرض الأكبر أعطت احتكاكًا أكبر.

ولأن أطراف أصابعنا ذات حواف، وليست مسطحة، عندما نمسك غرضًا ما فنحن فعليًا على تماسٍ مع جلدٍ أقل عمّا سيكون عليه الأمر لو لم يكن لدينا بصمات أصابع، ولخلق قبضةٍ قوية، فعلى أصابعنا أن تلمس أكبر قدر ممكن من الجسم.

تُظهر الاكتشافات فقط أنّ بصمات الأصابع لا تُحكم قبضتنا على الأسطح الملساء، يعتقد الباحثون في هذا البحث أنّ التعرّجات الموجودة في أطراف أصابعنا قد ساعدت أسلافنا البدائيين على الإمساك بالأسطح الخشنة، كما هو الحال عند تسلق الشجرة.

يمكن لبصمات الأصابع أيضًا أن تسيل الماء من على أصابعنا، وتساعد على إبقاء قبضتنا جافة أثناء المطر.


  • ترجمة: رؤى بركات.
  • تدقيق: تسنيم المنجّد.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر