تدفق طاقة شديد ناجم عن تصادم نجمين يتحرك بسرعة سبع مرات أسرع من الضوء، لكن علماء الفلك يضعون هذا التفسير على عاتق الوهم الكوني المعروف باسم الحركة الفائقة.

اكتشف علماء الفلك انفجارًا ضخمًا يبعث تدفق طاقة في الفضاء، ويفعل هذا الانفجار ما لم يكن في الحسبان، إذ ينتقل عبر الفضاء بسرعة تساوي سبع مرات أسرع من سرعة الضوء.

بالطبع يُعد هذا خداعًا وهميًا. وتُعد هذه الظاهرة الاستثنائية محيرةً للعقل وتسمى الحركة الفائقة.

تحدث عندما تتحرك الجسميات بسرعات قريبة جدًا من سرعة الضوء، وقد اكتشف العلماء في هذه الحالة تدفق طاقة ينبعث من موقع تصادم نجمي بسرعة عالية جدًا 99.97% من سرعة الضوء، ما يقارب 1.07 مليار كم / ساعة، وفقًا لدراسة نشرت في الثاني عشر من أكتوبر من مجلة نيتشر.

تدفق الطاقة المعني هو نتيجة كارثة كونية أحدثت بلبلة في المجتمع العلمي عام 2017. في ذلك العام اكتشف العلماء تصادمًا عنيفًا بين نجمين نيوترونيين -نوات نجمية منهارة كثافتها شديدة تتكتل بكتلة شبيهه بكتله الشمس، في كرة لا يزيد حجمها عن مدينة- على بعد 140 مليون سنة ضوئية من الأرض.
التصادم بين هذه النجمين كان قويًا لدرجة أنه أحدث تموجات في نسيج الزمكان، وتسمى هذه الاضطرابات بالموجات الجاذبية.

تنبأ آينشتاين بوجود مثل هذه التموجات عام 1916 واستغرق إثبات الأمر 100 عام حتى عثر العلماء على الأدلة بعد اصطدام بين ثقبين أسودين تم الكشف عنه سنة 2016.

إن موجات الجاذبية هذه التي أطلقت من اصطدام النجوم النيوترونية عام 2017 -إشارة مسماة GW17081 – كانت أول إشارة كُشف عنها من مصدر غير الثقوب السوداء، ما يعني أنه من المحتمل أن تُخلق هذه الظاهرة من أكثر من مصدر للكوارث الكونية.

يمكن الكشف عن موجات الجاذبية غير المرئية بالعين المجردة باستخدام بعض المعدات، مثل مرصد موجات الجاذبية الكبير ليغو LIGO في باسادينا كاليفورنيا.

لذلك بعد أن اكتشف مرصد LIGO في عام 2017 أول انفجار للموجات من النجوم المتصادمة ، قام علماء الفلك عبر العالم بتعديل التلسكوبات عبر تقنية الاندماج لمعرفة كل ما بوسعهم بشأنه. بعد فترة قصيرة، اكتشف علماء الفلك دليلًا مرئيًا على تدفق طاقة عالي السرعة من الجسيمات، ينبثق من موقع الاصطدام ويضيء المادة التي طردتها النجوم.

في بحثهم الجديد، حلل علماء الفلك هذا التدفق بواسطة تلسكوب هابل التابع لوكالة ناسا الفضائية، ومرصد غايا الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية وعدة تلسكوبات أخرى على الأرض. على ضوء هذه الملاحظات، حسب الفريق السرعة الفعلية للتدفق والسرعة التي تتحدى الفيزياء.

وَهْمُ «ما وراء سرعة الضوء» هو بالحقيقة بسبب الاختلاف في السرعة بين الجسميات في تدفق طاقة وبين جسيمات فوتونات الضوء التي تنبعث منها.

جسيمات التدفق التي تتحرك بسرعات قريبة من سرعة الضوء التي تنبعث منه، يمكن أن تظهر كما لو أن الجسيمات في الجزء الأول من التدفق تصل إلى الأرض مع الفوتونات في المرحلة الأخيرة من التدفق، ما يجعلها تظهر كما لو أن التدفق يتحرك فعليًا أسرع من الضوء.

لاحظ علماء الفلك أن هذا الوهم يحصل في العديد من الأجسام الكونية من قبل، بما في ذلك في تدفق طاقة قريب من سرعة الضوء ينطلق من مجرة messier 87 في كوكبة العذراء.

حتى الآن، يمكن تفسير جميع حالات الحركة الفائقة رياضيًا بطريقة لا تدحض قوانين الفيزياء المعروفة.

اقرأ أيضًا:

صورة تحبس الأنفاس لانبعاث كتلي إكليلي من الشمس بطول نحو 1.6 مليون كيلومتر

باحثون بنوا خارطة تظهر المسافات بين ما يزيد عن 56000 مجرة في كوننا

ترجمة: يعقوب احمد

تدقيق: دوري شديد

المصدر