عند رصد الثقب الأسود من الجانب، تبدأ الأمور بالتشابك قليلًا. يظهر هذا التأثير في محاكاة جديدة تفتن الأبصار، صنعها باحثون في مركز غودارد للطيران الفضائي التابع لوكالة ناسا GSFC. هذا التأثير يظهر كحلقة من المادة تدور كدوامة حول الثقب الأسود وتبدو كأنها تنحني بصورة مستحيلة أعلى وأسفل وحول الثقب في نفس اللحظة.
وفقًا لمقال نُشر في مدونة تابعة للموقع الإلكتروني لوكالة ناسا فإن هذه الصورة الظلية ذات التحدب المزدوج هي حيلة ضوئية تكونت بسبب قوة سحب الجاذبية التي لا يمكن قياسها لثقب أسود نموذجي، يُمكن لهذه القوة أن تكون ذات قابلية لسحب الضوء من أجزاء مختلفة من محيط الثقب الأسود نحو اتجاهات مختلفة في الوقت ذاته.
كتب الباحث في GSFC جيريمي شنيمان Jeremy Schnittman، وهو من صنع هذه الصور في مدونته: «مثل عمليات المحاكاة والأفلام هذه تساعدنا حقًا في تصور القصد من وراء ما قاله أينشتاين حول أن الجاذبية تشوه نسيج الفضاء والزمان».
تُظهر محاكاة شنيمان التي جزأها نحو دزينة من الصور المتحركة هالة من الغاز والغبار وغيرها من المواد التي تُمتص باتجاه الثقب الأسود، والذي يعرف كذلك بقرص الثقب الأسود.
يتغير شكل هذا القرص ضمن المحاكاة بالاعتماد على زاوية الراصد. إذا ما شوهد القرص بعين طائر ما فإنه يبدو كأنه دوامة مشتعلة من النار البرتقالية التي تدور حول دائرة من الظلام.
(هذه الصورة لا تختلف كثيرًا عن الصورة المباشرة الأولى للثقب الأسود التي التُقطت بواسطة تلسكوب أفق الحدث مؤخرًا هذه السنة).
كلما اقتربت المادة من مركز الثقب الأسود دارت بسرعة أكبر؛ ما يجعلها تسخن وتتسارع لتقترب سرعتها من سرعة الضوء خارج أفق الحدث event horizon والذي يمثل نقطة اللا عودة إذ لا مجال لأي مادة أو ضوء للهرب منه بعد عبوره.
عند النظر لحافة واحدة من القرص فإن قوة جذب الثقب الأسود تشوه رؤيتنا بسرعة، بينما يمر الجانب الأقرب من القرص من أمام الثقب الأسود مثلما هو متوقع، وينحني الجانب البعيد ضمن صورة ثنائية التحدب.
يتقوس الضوء القادم من حافة القرص البعيدة فوق الجانب العلوي للثقب الأسود، بينما ينحني الضوء القادم من الجانب السفلي للقرص أسفل الثقب.
النتيجة ستكون صورةً تبدو أكثر شبهًا بصورة ظلية نارية لكوكب زحل من صورة رصد الثقب الأسود التي اعتدنا تصورها، لكن بتغيير سريع في زاوية الكاميرا ينحني قرص الثقب الأسود عائدًا لشكل الدوامة المستوية التي نتوقعها.
روابط ذات صلة :
هل بامكاننا استصلاح الثقب الاسود ؟
ترجمة: رياض شهاب
تدقيق: محمد قباني
