ارتبط مؤخرًا تعاطي البالغين -دون الخامسة والأربعين- عامًا للحشيش بخطورة الإصابة بالنوبات القلبية، ولكن ما يزال الخبراء غير متأكدين من ماهيّة العلاقة بين تعاطي الحشيش والنوبة القلبية، ولكنهم يرجحون أن السبب قد يرجع إلى ارتفاع معدل ضربات القلب وارتفاع الضغط التالي لتعاطي الحشيش.

مع أن العدد الفعلي للنوبات القلبية لدى المشاركين في الدراسة كان منخفضًا، فإن الدراسة الجديدة تزود الأفراد والمتخصصين في الرعاية الصحية بمعلومات يجب مراعاتها قبل استخدام القنب.

أُطلقت دراسة جديدة في السابع من أيلول ذُكر فيها أن البالغين المتعاطين ممن تقل أعمارهم عن 45 عامًا هم أكثر عرضة بمرتين للإصابة بنوبة قلبية، وبالطبع ازدادت الاحتمالية لدى المداومين على تعاطي الحشيش، ومع ذلك كان عدد النوبات القلبية ضئيلًا بين المشاركين.

أفاد الباحثون أن النتائج التي نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الكندية، تتماشى مع دراسات أخرى توضح العلاقة بين تعاطي الحشيش والنوبات القلبية (احتشاء العضلة القلبية الحاد). أما الدراسة الأخيرة فإنها تبحث في تواتر استخدام الحشيش وكيفية استهلاكه مع خطر الإصابة بنوبة قلبية عند البالغين الأصغر سنًا المُفترَض أنهم غير معرضين لخطر الإصابة.

أفاد الدكتور كريم لادها، العالم الطبي في Unity Health Toronto، في بيان صحفي: «مع التقنين الأخير وإلغاء التجريم، يتزايد تعاطي القنب لدى الشباب في أمريكا الشمالية، حيث إننا لا نعلم تمامًا آثاره على صحة القلب والأوعية الدموية». مضيفًا: «وجدنا ارتباطًا بين استخدام القنب واحتشاء عضلة القلب، وقد أُكدَ ذلك بمجموعة من تحليلات الحساسية (الدقيقة) القوية»، وقال أيضًا: «كان هذا الارتباط ثابتًا على أشكال مختلفة من استهلاك القنب، مثل التدخين والتبخير وطرق أخرى مثل الأكل، ما يشير إلى أنه لا توجد طريقة استهلاك أكثر أمانًا من طريقة أخرى».

الدراسة بالأرقام:

درس الباحثون بيانات لمسح أجراه مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، شملت الدراسة 33 ألف بالغ تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عامًا، قال أكثر من 17% منهم أنهم تعاطوا الحشيش خلال الأيام الثلاثين الفائتة. وورد أنه من بين هؤلاء المستخدمين أُصيب 1.3% (61 من 4610) بنوبة قلبية، بالإضافة إلى أن 0.8% (240 من 28563) أُصيبوا أيضًا لكنهم كانوا من غير مستخدمي الحشيش.

كان معظم مستخدمي القنب رجالًا يدخنون السجائر والسجائر الإلكترونية ويشربون الكحول بكثرة، ما قد يكون ساهم أيضًا في زيادة عوامل الخطورة، وعلى أي حال، فإنه عند التحليل، تم ضبط هذه العوامل وكذلك العوامل الأخرى التي قد تساهم في النوبات القلبية.

قدم الباحثون في هذه الدراسة معلومات عن العلاقة بين التعاطي والنوبة القلبية لكن ليس عن الآلية البيولوجية.

أدلى الدكتور مونتي غوش -وهو الأستاذ السريري المساعد في قسم الطب الباطني العام وعلم الأعصاب بجامعة ألبرتا في كندا- لموقع Healthline: «يستطيع القنب أن يسبب احتشاء عضلة القلب بآليات مختلفة، ولكن البيانات غالبًا ما تكون معقدة يصعب تحديدها، نظرًا إلى أن العديد من الأفراد يدخنون القنب والسجائر، وبالطبع يُعد التبغ عامل خطورة بالنسبة لأمراض القلب والنوبات القلبية، ولكن عند تناول الحشيش خاصةً THC لاحظنا زيادةً في معدل ضربات القلب وارتفاعًا في ضغط الدم، ويحدث ذلك سريعًا جدًا، ما يؤدي إلى حدوث النوبة، وتحديدًا يحدث هذا خلال الساعة الأولى من التعاطي. يوجد أسباب محتملة أخرى مثل تشنّج الأوعية القلبية الذي يخفّض تدفق الدم نحو القلب مسببًا النوبة القلبية، وقد يؤدي إلى زيادة لزوجة الصفائح الدموية تسد الأوعية لاحقًا، يجب التنويه إلى أن الغالبية العظمى من المرضى كانوا من الأفراد الذين يدخنون الحشيش وليس متناوليه عبر الفم».

أهمية نشر الوعي:

قال باحثو الدراسة بأنهم حللوا بيانات عوامل الخطورة السلوكية، جنبًا إلى جنب مع بيانات النوبات القلبية، إذ كانت أفضل مصدر متاح لتقديم المعلومة، التي يمكن تعميمها وتمثيلها على المستوى الوطني.

قال نيخيل ميستري -مرشح الدكتوراة في جامعة تورنتو- في بيان صحفي: «من المهم أن نكون على دراية بالمخاطر المرتبطة بتعاطي القنب، خاصةً في وقتنا الحالي الذي نتعرض فيه لكمّ هائل من المعلومات المضللة والتوصيات الصحية غير المستندة إلى أية أدلة».

يقول المدافعون عن القنب بأن له فوائد طبية عديدة في حال استخدم بمسؤولية واعتدال، إذ يساهم في تحسين النوم والمزاج والتركيز والهضم، ورغم ذلك يجب على الأطباء أن يكونوا على دراية باحتمالية تطور النوبة لدى البالغين المتعاطين الأصغر سنًا.

أفاد الدكتور ديفيد مازر -العالم الطبي في يونيتي هيلث- خلال بيان صحفي «يجب مراعاة تعاطي القنب في تقييم مخاطر صحة القلب والأوعية الدموية، فعند اتخاذ قرارات بشأن استهلاك القنب يجب على المرضى والأطباء مراعاة فوائده ومخاطره المرتبطة به في سياق عوامل الخطورة والسلوكيات الصحية الخاصة بهم».

خَلص باحثو الدراسة إلى أن «حجم العينة الكبير، وقابلية التعميم، والبيانات التفصيلية حول استهلاك القنب توفر نظرة ثاقبة فريدة لهذا القلق المتزايد بشأن الصحة العامة، لمن ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الدراسات والبيانات لتأكيد هذه النتائج وتوضيح الآليات المساهمة في أمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالقنب».

اقرأ أيضًا:

العلاج بالقنب قد يقلل من نوبات الصرع لدى الأطفال

كيف يؤثر تشريع القنب على معدلات الوفاة بالأفيون؟

ترجمة: مايا زينو

تدقيق: أبو صلاح

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر