القوة النسبية: تقنية مستخدمة في تمييز أسهم القيمة وفي ًًاستثمار الزخم -Momentum Investing (استراتيجية في الاستثمار للاستفادة من استمرارية الأسواق الشائعة).

تتضمن تقنية القوة النسبية الاستثمار في الأوراق المالية جيدة الأداء مقارنةً بسوقها أو بمقاييسها.

مثلًا، قد يختار المستثمر بالقوة النسبية الاستثمار في شركات التكنولوجيا التي تفوقت على مؤشر ناسداك المركّب- Nasdaq Composite Index.

يستخدم المحللون التقنيون مؤشرًا يُعرف بمؤشر القوة النسبية لمعرفة حالات التداول بسعر أقل أو أعلى من السعر الحقيقي.

معلومات مفتاحية:

  •  يُعد استثمار القوة النسبية أحد أنواع استثمار الزخم، ويستخدمه المحللون التقنيون و مستثمرو القيمة.
  •  يتضمن استثمار القوة النسبية اختيار الاستثمارات المتفوقة في سوقها أو مقاييسها.
  •  يفترض مستثمرو القوة النسبية أن نزعة تفوق الاستثمارات ستستمر، وفي حال انعكاس هذه النزعة، من الأرجح ألا يكون استثمارهم مجديًا.

فهم القوة النسبية

يختلف الاستثمار في القوة النسبية عن استثمار القيمة-Value Investing -وهي استراتيجية في الاستثمار تعتمد على شراء الأسهم التي يتم تداولها بسعر أقل من سعرها الحقيقي أو الدفتري- في أن الهدف من استثمار القيمة هو الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر أعلى، أما الهدف من الاستثمار في القوة النسبية هو الشراء بسعر مرتفع والبيع بسعر أعلى، أي أن المستثمرين في القوة النسبية يفترضون أن التيار السائد في السوق سيستمر لمدة كافية لتحقيقهم الأرباح، وقد يؤدي أي انعطاف مفاجئ لهذا التيار إلى خسائر.

لمعرفة خيارات الاستثمار، يبدأ المستثمرون بالقوة النسبية بمراقبة نقطة مرجعية في السوق، مثل مؤشر ناسداك المركب، وبعدها سيلاحظون أسهم الشركات المتفوقة في السوق، وقد يكون هذا التفوق في أن أسعارها ترتفع أسرع من أسعار الأسهم الأخرى، أو أنها تنخفض أبطأ من أسعار الأسهم الأخرى.

إن أفضل فترات الاستثمار في القوّة النسبية هي فترات الاستقرار التي تتصف بأدنى حد ممكن من الاضطرابات، نظرًا إلى أن الاستثمار في القوة النسبية يفترض أن نزعة السوق في الوقت الحاضر مستمرة مستقبلًا.

أما فترات الاضطراب، مثل الأزمة المالية 2007-2008، فتكون خطيرةً على مستثمري القوة النسبية، وبإمكانها أن تؤدي إلى تقلبات شديدة في النزعات الاستثمارية السابقة.

في حالاتٍ كهذه، يمكن أن ينعكس سلوك المستثمرين فجأةً، فيبتعدون بسرعة عن الاستثمارات التي كانوا يفضلونها بالأمس.

يرتبط الاستثمار الزخم غالبًا بالاستثمار في الأسهم الفردية، ولكن يمكن تطبيق هذه الاستراتيجية أيضًا على الأسواق كاملةً أو على القطاعات الصناعية باستخدام صناديق المؤشرات-Index Funds وصناديق الاستثمار المتداولة-ETFs.

على نحوٍ مشابه، يستطيع المستثمرون القيام باستثمارات القوة النسبية في فئات أخرى من الممتلكات، مثل العقارات باستخدام صناديق الاستثمار العقاري.

ويمكن الاستثمار أيضًا باستخدام أدوات مالية غير اعتيادية مثل عقود السلع الآجلة وخيارات الأسهم والمشتقات المالية.

معلومة هامة: يمكن أن يُستخدم استثمار القوّة النسبية جزءًا من استراتيجية أكبر، مثل استراتيجية تداول أزواج العملات – Pairs Trading.

مثال واقعي عن القوّة النسبية

عصام مستثمر قوة نسبية، ويراقب جيدًا أسعار سندات الشركات وسوق إس آند بي 500-S&P 500. تتضمن محفظته الاستثمارية صندوق مؤشر إس آند بي 500 الاستثماري وصندوق استثمار متداول يتتبع أسهم الشركات.

ولأنه مستثمر قوة نسبية، يوجه عصام كل فترة توزيعات ممتلكاته باتجاه الممتلكات المتفوقة في تلك الفترة. توزيعات الممتلكات أو الأصول-Asset Allocation هي استراتيجية استثمار تهدف إلى الموازنة بين الإيرادات والمخاطر بواسطة تقسيم محتويات المحفظة الاستثمارية وفقًا لأهداف المستثمر وأفقه الاستثماري وتحمله للمخاطرة.

ويأمل عصام من هذه الخطة أن يستفيد من استمرارية الاتجاه التصاعدي الذي تتصف به هذه الممتلكات، أي إنه يشتري بسعر مرتفع ويبيع بسعر أعلى.

في الأشهر الأخيرة، لاحظ عصام اتجاه المستثمرين لزيادة حصة السندات في توزيعات محفظتهم الاستثمارية على حساب حصة الأسهم، وتزيد هذه التدفقات النقدية إلى سوق السندات من أسعار السندات وتخفض عوائد السندات.

يتوقع عصام استمرارية هذه النزعة السوقية، لذلك يبدأ بتخفيض حجم استثماره في إس آند بي 500 وزيادة حجم استثماره في صندوق الاستثمار المتداول الذي يتتبع سندات الشركات.

ويأمل أن يستفيد من أي تفوق مستمر لسوق الأسهم على السندات.

مؤشر القوة النسبية Relative Strength Index RSI

يراقب التجار على الأمد القصير والتقنيون أيضًا القوّة النسبية.

في التحليل التقني، يُعد مؤشر القوّة النسبية أحد مؤشرات الزخم Momentum Indicators التي تقيس حجم تغيرات الأسعار الأخيرة لتقييم ومعرفة ما إذا كانت الأسهم أو الممتلكات الأخرى تُباع بأسعار أقل أو أعلى من قيمتها الحقيقية.

إن مؤشر القوة النسبية مؤشر متذبذب (خط بياني متحرك بين قيمتين متطرفتين)، وتكون قيمته بين 0 و100.

كان جي ويليس وايلدر جيونيور أول من قدّم هذا المؤشر، وذلك عام 1978 في كتابه «مفاهيم جديدة في أنظمة التداول التقني».

إن الطريقة المعتادة لاستخدام وتفسير مؤشر القوة النسبية هي أنه في حال كانت قيمته 70 أو أعلى، تكون الممتلكات التي يقيسها متداولة بسعر أكبر من قيمتها الحقيقية، وقد تكون مقبلة على تقلب في سعرها وينخفض، أو مقبلة على انسحاب تصحيحي للسعر.

أما إذا كانت قراءة المؤشر تشير إلى قيمة 30 أو أقل، فهذا يعني وجود حالة تداول بسعر أقل من السعر الحقيقي.

صورة توضح شكل مؤشر القوة النسبية

صورة توضح شكل مؤشر القوة النسبية

اقرأ أيضًا:

الخندق الاقتصادي

القيمة النهائية

شهادات الإيداع: حالات وأنواع خاصة

ترجمة: كميت خطيب

تدقيق: إدريس زويتن

المصدر