يؤثر العمل المكتبي في الصحة تأثيرًا كبيرًا؛ بتشجيعه العاملين على الجلوس ساعاتٍ طويلة؛ ما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض خطيرة. رغم ذلك، توصلت الأبحاث الحديثة أن من شأن تمرين بسيط هو تحريك أسفل الساقين أن يخفف من بعض التأثيرات السلبية للجلوس الطويل عبر الحفاظ على الاستقلاب في العضلة واستمرار عملها لساعات بما أطلق عليه العلماء “تمارين ضغط النعل”.

العضلة النعلية هي العضلة الكبيرة المتموضعة خلف وأسفل الساق تحت العضلة الساقية، تُعد العضلة النعلية عضلةً قوية معروفةً منذ القِدم بأهميتها في المشي والركض والقفز.

قال مارك هاميلتون أستاذ قسم الصحة والأداء البشري في جامعة هيوستن: «لم نكن نتخيل أن تتمتع هذه العضلة بهذا النوع من القدرات، هي موجودة طوال الوقت لكن لم يبحث أحد من قبل في كيفية استخدامها لتحسين صحتنا قبل الآن».
وأضاف: «عند تنشيطها بطريقة صحيحة، تستطيع العضلة النعلية أن تزيد الأكسدة في التمثيل الغذائي إلى مستويات عالية مدة ساعات لا عدة دقائق فقط».

فحصت الدراسة الفيزيولوجية التجريبية 25 مشاركًا تتنوع أنماط حياتهم من كثيري الجلوس إلى كثيري الحركة، مارس المشاركون تمارين ضغط النعل في وضعية جلوس مريحة، واستخدمت أجهزة مراقبة وخزعات من العضلات لتفسير النتائج.

أوضحت تحاليل الدم أن تمارين ضغط النعل أدت إلى تحسن بنسبة 52% في استقرار تقلبات الجلوكوز، وقللت من متطلبات الإنسولين بنسبة 60% عندما أُعطِيَ المشاركون مشروبات تحوي الجلوكوز، كما بإمكانها حرق دهون الدم المعروفة باسم الكوليسترول قليل الكثافة جدًا بتعزيز التمثيل الغذائي للعضلة بإبقائها متحركة بهذا التمرين عبر ساعات.

جزء من سحر تمرين ضغط النعل يرتبط غالبًا بالطريقة التي تُبقي هذه العضلة نفسها نشيطةً بها. تستخدم العضلة النعلية جلوكوز الدم والدهون عوضًا عن تكسير الجليكوجين كالعضلات الأخرى في الجسم، لذلك يمكنها الاستمرار في العمل دون تعب في أثناء المشي أو الركض.

أوضح مارك هاميلتون: «يساعد الاعتماد المنخفض على الجليكوجين العضلة النعلية على العمل لساعات دون جهد أو تعب، لوجود حد معين من التحمل العضلي الناتج عن نفاد الجليكوجين».

وأضاف: «حسب معلوماتنا هذا أول جهد متضافر لتطوير نوع مخصص من النشاطات الانقباضية يتمحور حول تحسين عمليات التمثيل الغذائي البشري».

على أي حال، الفكرة ليست مثاليةً بعد، بينما يظهر أن للنعل إمكانية كبيرة في التأثير في صحتنا الاستقلابية نرى أن إجادة هذا التمرين ليست بالأمر السهل.

اختتم هاميلتون بقوله: «يبدو تمرين ضغط النعل بسيطًا من وجهة نظر خارجية، لكن الحقيقة الكاملة لا تُرى بالعين المجردة. إنه تمرين دقيق يتطلب الخبرة بالإضافة إلى تقنيات ومواد قابلة للارتداء من أجل تحسين الفوائد الصحية».

يعمل الفريق المكتشف الآن على إرشادات مثالية ليتمكن الموظفون المكتبيون من إجراء تمرين ضغط النعل دون الحاجة لتقنيات المختبر المعقدة.

وأيًا كانت النتيجة فإن هذا التمرين يبشر ببدائل مستقبلية واعدة لمستخدمي المكاتب الواقفة ولأجهزة المشي تحت المكتبية على المدى الطويل الذين يرغبون بتحسين صحتهم لكن لا يستطيعون تأمين هذه المعدات المكلفة.

اقرأ أيضًا:

إليك ما يحدث للجسم في حالة الجلوس المفرط طول اليوم!

دراسة جديدة تبين مخاطر الجلوس لفترة طويلة!

ترجمة: ميس مرقبي

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر