تتنوع أسباب تورم الأصابع من الحوادث والإصابة بالعدوى إلى الحالات الصحية الأساسية. يُعرف تورم الأصابع في كثير من الحالات بالتهاب الأصابع، وتسمى أيضًا بالأصابع السجقية، ويعتمد علاج هذه الحالة على السبب المؤدي إليها.

يساعد الانتباه إلى بعض العوامل على تحديد سبب تورم الأصابع، ومساعدة الطبيب على تشخيص الحالة، فمن المهم ملاحظة ما يأتي:

  •  المسببات المحتملة لتورم الأصابع، مثل: تناول وجبة مالحة، أو تغيير الأدوية، أو التعرض للحشرات.
  •  مكان التورم.
  •  الوقت الذي يكون فيه التورم واضحًا.
  •  درجة عدم الراحة.

تشمل الأسباب الشائعة لتورم الأصابع ما يأتي:

1. الإصابات:

يرسل الجسم مزيدًا من الدم والسوائل إلى المنطقة المصابة بعد الإصابة للمساعدة على شفائها؛ ما يسبب تورمًا يؤدي إلى الحد من نطاق الحركة، وتيبس المنطقة المصابة، والألم عند الضغط على المنطقة.

تشمل الأنواع الشائعة من إصابات الأصابع الانحشار، أو الكسر، أو الالتواء، أو الخلع، وجميعها تسبب تورم الأصابع.

يُوصى بإبقاء اليد مرفوعة أعلى من القلب قدر الإمكان، ويساعد تجبير الإصبع المصاب أو لفه على منعه من الحركة كثيرًا.

تحتاج الإصابات الخطيرة التي لا تُشفى إلى عناية طبية.

2. العدوى:

إضافة إلى تورم الأصابع، تسبب العدوى تقرحًا وألمًا، وخطوطًا داكنة أو حمراء، وقيحًا في المنطقة المصابة.

معظم العدوى التي تصيب الأطفال وتؤثر في الأصابع تسببها بكتيريا المكورات العقدية، وخصوصًا بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية.

يكون العلاج بالمضاد الحيوي المناسب فعالًا مع تنظيف الإصبع وتضميده بمساعدة مختص طبي.

3. الحرارة:

تتمدد الأوعية الدموية في اليدين في البيئة الحارة، ما يزيد من تدفق الدم وإطلاق حرارة من الجسم، ولكنه يزيد أيضًا من تراكم السوائل وتورم الأصابع.
غالبًا ما تُحل المشكلة برفع اليدين ونقلها إلى بيئة أبرد، وتساهم الكفوف الضاغطة في منع حدوث تورم الأصابع.

4. التهاب المفاصل:

تسبب أنواع عديدة من التهاب المفاصل تورمًا في المفاصل مثل مفاصل الأصابع، وقد يسبب التهاب المفاصل الصدفي تورم الإصبع كاملًا، في حين يؤثر الفُصال العظمي في مفصل الإصبع فقط، ويصاحب هذا التورم ألمًا وحرارة في الإصبع وصعوبة في حركته.

في الحالات الأخف من الفصال العظمي، قد تخفف أدوية مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين من الألم والتورم، ويتطلب الألم المصاحب لالتهاب المفاصل الصدفي علاجًا بيولوجيًا.

5. لدغات الحشرات أو اللسعات:

يُعد تورم الأصابع رد فعل طبيعي للسعات الحشرات ولدغاتها.

يساعد الثلج والأدوية المضادة للهيستامين التي تُصرف دون وصفة طبية والمرطبات المهدئة على تخفيف الحالة، ولكن من المهم طلب مساعدة طبية إذا تطورت الحالة إلى ضيق تنفس، فهذا مؤشر على حدوث رد فعل حاد.

6. اضطراب الحركة التكراري:

يشمل اضطراب الحركة التكراري متلازمة النفق الرسغي، والتهاب الأوتار والإصبع الزنادي، والتكيسات العقدية وغيرها.

تحدث عندما يكرر الشخص الحركة باستمرار، وتكون الأعراض المصاحبة لتورم الأصابع هي الألم والخدر، والضعف والمرونة.

يُعد إيقاف الحركة أو تخفيفها الحل لتسكين الأعراض والتعافي. إضافةً إلى الثلج ومسكنات الألم، والعلاج الفيزيائي والجراحة في الحالات الحادة.

7. النقرس:

النقرس هو أحد أمراض المفاصل الالتهابية الذي يصيب غالبًا الإصبع الكبير، ولكن قد يسبب النقرس تورم الأصابع عندما تتراكم بلورات حمض البول حول مفاصل الأصابع.

تساعد مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية على تخفيف الألم، وتعالج الأدوية الموصوفة طبيًا الحالات الجهازية.

8. الحمل:

ينتج الجسم في أثناء الحمل سوائل ودمًا بنسبة تتجاوز 50%، ويتجمع جزء منهم في اليدين والرجلين.

يساعد تقليل تناول الكافيين والصوديوم مع التمرين بانتظام ورفع اليدين عند الضرورة، والإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز، على تخفيف التورم.

ينبغي للنساء الحوامل اللواتي لديهن خطر تورم الأصابع أن يستشرن الطبيب؛ لنفي حدوث مقدمات الارتعاج لديهن (ارتفاع ضغط الدم عند الحوامل).

9. تصلب الجلد:

تصلب الجلد هو مرض مناعي ذاتي يستهدف الأنسجة الضامة، وقد يسبب تورم الأصابع وتثخن الجلد، وألمًا والتهابًا، وغيرها من الأعراض.

لا يوجد علاج لهذه الحالة، وعادةً ما يصف الأطباء الأدوية لعلاج الأعراض المصاحبة، إضافةً إلى العلاج الفيزيائي بصفته خيارًا علاجيًا آخر.

10. فقر الدم المنجلي:

يعاني الأطفال دون 4 أعوام الذين لديهم فقر دم منجلي تورمًا مفاجئًا ومؤلمًا في القدم أو الأصابع.

تشمل الأعراض الأخرى الحمى، وزيادة عدد خلايا الدم البيضاء، وفقر الدم.

يكون التورم المصاحب لهذه الحالة محدودًا بذاته، ولكن هذه الحالة تتطلب علاجًا مستمرًا.

العلاج المنزلي:

يشمل العلاج المنزلي لتخفيف تورم الأصابع ما يأتي:

  •  وضع كيس ثلج ملفوف بمنشفة على اليدين أو غمر الأصابع في الماء البارد.
  •  التحريك المستمر لليدين بالثني المنتظم وتمدد الأصابع، أو أداء تمارين نطاق الحركة، أو الضغط على كرة الإجهاد.
  •  ارتداء كفوف ضاغطة.

يُحدد العلاج المناسب بالاعتماد على سبب تورم الأصابع، ولا بد من طلب استشارة الطبيب في الحالات الحادة والمستمرة؛ لتشخيص الحالة بدقة ووصف العلاج المناسب.

متى نحتاج إلى زيارة الطبيب؟

في كثير من الحالات مثل الإصابات ولسعات الحشرات، يختفي تورم الأصابع عندما تُشفى المنطقة المصابة.

ينبغي طلب المساعدة الطبية في الحالات الآتية:

  •  إذا لم يخف التورم أو يختفي خلال عدة أيام.
  •  إذا كان التورم مفاجئًا أو حادًا أو كليهما.
  •  إذا كانت اليد أو الأصابع مخدرة.
  •  إذا كان التورم يعيق قدرة الشخص على ممارسة الأنشطة اليومية.
  •  إذا استمر التورم بعد علاج الإصابة.
  •  إذا كانت اليد والأصابع حمراء ودافئة.
  •  التيبس الصباحي واستمرار التورم أكثر من ساعة.

يجب على السيدات الحوامل مراجعة الطبيب عندما يحدث تورم الأصابع مع الصداع المستمر، أو ألم في البطن أو أسفل الظهر، أو غثيان أو ضيق تنفس، أو زيادة الوزن أكثر من 1-2 كيلوغرام في الأسبوع، أو تغيرات في الرؤية؛ لأن هذه الأعراض تدل على مقدمات الارتعاج (تسمم الحمل).

النتائج:

تختلف كثيرًا النتائج عند الأشخاص الذين يعانون تورم الأصابع باختلاف السبب المؤدي إليها، وتساعد العناية الذاتية الملائمة واتباع إرشادات مقدمي الرعاية الصحية على تحسن الحالة.

غالبًا، تتحسن حالة الإصبع المتورم من تلقاء نفسه. أما بعض الحالات، فتحتاج إلى عناية متواصلة لتخفيف تورم الأصابع.

اقرأ أيضًا:

ماذا يحدث في جسمنا عندما نقوم بثني اصابعنا ؟

كيف زودت العملية التطورية أيدينا بخمسة اصابع ؟

ترجمة: سوزان محمد

تدقيق: هادية أحمد زكي

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر