يترجح أنّ هناك ثمانية طـرق، تمّ اكـتشافـها للتواصل بيننا وبين الـفضائيين !

بدءًا من الإشارات الراديـوية الـبسيـطة بالغة الذكاء، مرورًا بـتفجير البيت الأبيض بواسطة وحـوش فضائية، وصولًا إلى الخيال العلمي الذي يزخر بأشكال وصور عديدة قائمة على محاولات تواصل الكائنات الفضائية مع البشر.

وبالرغم من أنّ بعضًا من هذه الصور العديدة ما هو إلا محض خيال، إلا أنّ العلماء قد أفـنوا عددًا لا يحصى من الساعات للـتفكير في الوسائل التي من الممكن أن تستخدمها الكائنات غير الأرضية للتواصل مع سكان كوكبنا الأرض، وتعـتبر بعض هذه الأفكار ضربًا من الخيال، ويمكن تصويرها على أنّها تشبه أفكار هوليوود الـسينمائية الـمجنونة!

مرورًا بالـتشييدات الفضائية العملاقة، ووصولًا إلى الروبـوتات المصغرة، إليكم الاحتمالات الأكثر توقعًا للتواصل بين الحضارة الأرضية وحضارة «الكائنات الصغيرة الملونة بالأخضر»:

1 – الـتشييدات العملاقة:

ليس بالضـرورة أن تكون العلامات التي تدلّ على وجود الكائنات الذكية هي علامات وأشياء صغيرة، فقد تكون كبيرة وربما هائلة الكبر أيضًا! فـقد تناقش العلماء حول هذه النقطة ورجّحوا أنّه من الممكن لهذه التشييدات الفضائية العملاقة أن ترسل إشارة واضحة تُنبِّئ الحضارات الأخرى بوجودهم وكأنّها دعوة لهم لكي يذهبوا إلى هناك.

وفى الحقيقة، فإنّ العلماء يوجهون أعينهم حاليًا إلى النجم ««KIC 846285، حيث إنّ هذا النجم ينير وينطفئ بطريقة غامضة جدًا استمرت لعـدة سنوات ماضية.

وقد اعتقد بعض العلماء أنّ هذا النجم ربما يكون محاطًا بـتكوين فضائي عملاق والذي من الممكن أن يحجب عنا الضوء الواصل منه.

ويعد ذلك راجحًا، بالرغم من احتمالية وجود تفسيرات أخرى كوجود تجمع أو تشكيل معين للكواكب الخارجية أو وجود قرص ما في طريقه إلى تشكيل كوكب جديد.

وقد أصدر العلماء تقريرًا في شهر ديسمبر للعام 2015، يفيد بأنّه قد حدث انقطاع كامل للاتصالات والإشارات من تلك المنطقة!

وقد صرح رئيس المركز الدولي للمراسلات الخارج أرضية الذكية «METI International» في تصريح له: «إنّهم لم يجدوا أية أدلـة على وجود حضارة متقدمة تقوم بإرسال أشعة ليزر موجهة إلى كوكب الأرض عمدًا كإشارة».

2 – نـبضات الليزر:

إنّ النبضات المتكرّرة من أشعة الليزر يمكن أن تعد إشارة لنا من الكائنات الفضائية، ويرجع ذلك إلى قدرة أشعة الليزر على الانتقال خلال مسافات شاسعة.

ولإيجاد هذه النبضات الليزرية فإنّ العلماء قد ركّزوا على متابعة أشعة الضوء شديدة اللمعان والوضوح، والتي تخرج من إطار كونها ناتجة بسبب إحدى الظواهر الطبيعية على الأرض.

لكن حتى الآن، وبالرغم من وجود هذه الدراسات والتدقيقات لم يتمّ استقبال أية إشارات أو علامات تدل على وجود كائنات أخرى ذكية، سوى البشر.

3 – المسابير الفضائية الآلية:

من المحتمل أن تكون الإشارات التي ترسلها الكائنات الفضائية لا تنتقل في الفضاء على هيئة موجات كهرومغناطيسية بالمرة!

ويقول «غرينسبون–Grinspoon» عالم فلك بيولوجي بمعهد أبحاث الكواكب Planetary Science Institute)): «بما أنّ أغلب المجموعة الشمسية ما زالت مجهولة وغير مُـكتـشَـفة من قِبلنا حتى الآن، فإنّه من الممكن أن يكون هناك مسابير فضائية أخرى تجوب المجموعة الشمسية، فمن الممكن أن تكون الآن في طريقها لتأدية مهمة ما لاستكشاف حزام الكويكبات، أو ربما تكون في بقعة ما على سطح كوكب المريخ مثلًا! ومن الممكن أيضًا أن تكون هذه المسابير في حجم صغير تمامًا، كما لو أنّها كرة غولف على سبيل المثال… فمن يدري ما هو حجم التطور التكنولوجي الذي من الممكن أن يكون قد وصل إليه الفضائيون؟»

ولكن بدلًا من ذلك، من الممكن أن تكون علامات وجود حيوات أخرى ذكية متمثلةً في هيئة مسابير أو مركبات فضائية صغيرة لاستكشاف الفضاء.

ويضيف غرينسبون قائلًا: «إنّ عملية إيجاد هذه المسابير الصغيرة من الممكن أن تعتمد على نفس التكنولوجيا التي من الممكن أن يستخدمها العلماء لإجراء تحليلات على عينات من هذه المناطق المختلفة».

4 – موجات الراديو:

في عام 1959، تم نشر ورقة بحثية من قِبَل عالمَي الفيزياء (فيليب موريسون وغوسيبيه كوكونى)، يطرحان فيها نقاشًا حول ضرورة استخدام العلماء لموجات الراديو لتتبع أيِّ إشارات خارج كوكب الأرض.

ويعزى هذا إلى قدرة موجات الراديو على الانتقال خلال الكون دون أن تعاني تشتتًا ملحوظًا، كأن يتم امتصاصها أو إعادة إشعاعها من جديد بواسطة الأجرام السماوية المختلفة.

ويستطرد غرينسبون موضحًا بناءً على ما سبق: «إنّه من الأنسب والمنطقي أكثر استخدام موجات الراديو إذا ما أردت لإشارتك أن تتابع رحلتها في الكون لمسافات طويلة».

وعلى مدار عقود عديدة، فإنّ هذه هي الطريقة المسيطرة والمتبعة للبحث عن الكائنات الفضائية، فـمثلًا لقد قام مشروع SETI بتمشيط المعلومات الموجودة لدى التليسكوب للبحث عن إشارة تشبه إشارة موجات الراديو.

وبالطبع، فإنّ عمليات البحث جميعها قائمة على افتراض أنّ الكائنات الفضائية تفكر مثل البشر، والذي من المحتمل أن يكون خاطئًا.

فكما قال غرينسبون ضاحكًا: «إنّه ليس من الضروري أن تكون الكائنات الفضائية هي الأخرى تقرأ مجلة Nature».

5 – الإشعاع:

بالطبع لن تكون جميع الكائنات الفضائية مرسلة في مهمّات للبحث عن مخلوقات أخرى في هذا الكون الواسع.

وعلى أيّ حال فربما سيكون هناك البعض من هذه الكائنات يود أن يتخفى وألّا يعلم أحدٌ بوجوده، تمامًا كما لو كان راهبًا أو ناسكًا.

وإن كانت هذه هي الحالة العامة، فإنّهم لن يحاولوا القيام بأيّ محاولة لإعلاننا نحن أو غيرنا بوجودهم.

أيًا يكن، فقد قام الفيزيائي النظري فريمان دايسون بمناقشة هذه الفكرة، حيث أوضح أنّه حتى الممالك السماوية التي تسلك سلوك الرهبنة، من الممكن أن تدخر وتمتص طاقة من أي نجم قريب، باستخدام شيء يدعى «مجالات دايسونDayson-Sphere».

وقد قال دايسون سابقًا في تصريح له: «إنّه ليس شرطًا أن يكون مجالًا كاملًا على الإطلاق، ولكنّه من الممكن أن يكون أي مكان يقوم فيه الفضائيون بتوليد وإشعاع الكثير من الطاقة».

أمّا لاحقًا، فستقوم هذه المجالات بالتخلص من الحرارة الفائضة على هيئة أشعة تحت حمراء، ويعد هذا نتيجة ثانوية ناتجة من استخدام واستغلال طاقة النجم.

وبناءً على هذا، فإنّ الباحثين في « Allen Telescope Array and the Wide-field Infrared Survey Explorer(WISE) space telescope» يقومون بالبحث في السماوات عن إشارات مماثلة لمثل هذا الإشعاع أو الفقد في الطاقة.

6 – رقص النجوم:

بالإضافة للافتراضات السابقة، فقد تقدم علماء وباحثون آخرون بافتراض آخر، ألا وهو كما يقول غرينسبون: «إنّ الحضارات المتقدمة تقدمًا عاليًا، من الممكن أيضًا أن يكونوا مهندسين فضائيين متقدمين، فربما بإمكانهم تحريك النجوم أو تشكيلها في تشكيلات هندسية معقدة أو ذات مدلول معين، والتي لا يحتمل حدوثها بالصدفة.

فربما تكون لديهم القدرة على إنشاء شيءٍ ما، بحيث يكون مرئيًا من مسافة بعيدة عبر المجرة، أو ربما يكون مرئيًا من مجرة أخرى! والذي بالطبع سيكون شيئًا صناعيًا».

ويتابع غرينسبون كلامه قائلًا:» إنّ كائنات أخرى من الممكن أن تستخدم قوة وطاقة النجوم لكي تبعث برسائلها.

فعلى سبيل المثال: لو استطاعت الكائنات الفضائية أن تدير النجوم النيترونية بطريقة صحيحة، فإنّها من الممكن أن تجعل هذه النجوم تشع بالضوء كأنّها منارات مضيئة».

وفي حقيقة الأمر، فإنّه عندما تم اكتشاف النجوم النيترونية ظنّ العلماء أنّها قد تكون رسائلَ من «الرجال الصغار ذوي اللون الأخضر».

وقد آل هذا الاكتشاف بالفلكي أنطونى هيويش بأخذه جائزة نوبل في الفيزياء، بالرغم من أن تلميذته المتخرجة (جوكالين بيل بيرنل-Jocelyn Bell Burnell) كانت هي من اكتشفت هذه النوعية من النجوم أولًا.

7 – إبـرة في كومة قش!

إنّ اتساع الكون الذي يبلغ حوالي 91 بليون سنة ضوئية يعد عاملًا من ضمن العوامل التي قد تعيقنا وتمنع عنّا وصول الرسائل والإشارات الخارجية، والتي قد تأتى من أيّ مكان. ولذلك، فإنّه لا يوجد ضمان لوصول هذه الرسائل والإشارات بصفة أكيدة إلى الأرض.

ولتضييق مناطق البحث، فإنّ البعض افترض أنّ الفضائيين سيقومون بإرسال رسائلهم وإشاراتهم على طريقتنا نحن البشر إذا كانوا يعلمون مسبقًا أنّنا هنا أيضًا ونشاركهم في هذا الكون.

فطبقًا للورقة البحثية التي تمّ نشرها في شهر فبراير للعام 2016 في «preprint journal arXiv»، فإنّ هناك 82 نجمًا تمّ اكتشافهم حتى الآن ولهم خط رؤية مباشر مع الأرض.

ويقول رينيه هيلر متخصص فلك بيولوجي بمعهد ماكس بلانك لأبحاث المجموعة الشمسية وهو مشارك في كتابة تلك الورقة البحثية: «إنّه على امتداد خط الرؤية ذاك، فإنّ هناك مسافة قصيرة تكاد تكون أقلّ من درجة واحدة تُمَكن هذه النجوم من رؤية الأرض وهي تدور حول الشمس».

ويقدر رينيه وزميله رالف بودريتز أنّ هناك حوالي 100,000 نجمٍ يقع في هذه المنطقة، وبعض هذه النجوم لديه كواكبُ تعجّ بالحياة التي تدور حوله.

ومن فوائد هذا الافتراض، أنّ هذه المنطقة الصغيرة من السماء تعتبر سهلة نسبيًا من حيث دراسة الاحتمالات القائمة فيها لوجود كائنات أخرى.

ويقول هيلر: «إنّه بإمكانك أن تمسح وتبحث كل منطقة عبور الأرض-وهي المنطقة التي تعبر منها الأرض أمام الشمس بحيث يكون رصدها ممكنًا من قِبل الكائنات الفضائية المحتملة- في خلال عشرات من الليال أو ما يقارب ذلك، وهذا يعتمد بالأساس على مدى كبر مجال رؤية التليسكوب الراديوي الخاص بك».

وإذا كانت هذه الكواكب الخارجية الخفية تحتوي على حياة أخرى، فإنّها ستكون في نفس مجموعة المجرات المحلية، حيث ستكون المسافة بيننا فقط بضعة مئات من السنين الضوئية على الأكثر.

8 – جزء من استكشاف الفضاء!

يتابع غرينسبون حديثه قائلًا: «إنّ عملية البحث عن أشكال أخرى من الحياة الذكية قد لا تحتاج بالضرورة إلى مشاريع ضخمة وأجهزة كاشفة وماسحة عملاقة.

حيث إنّنا من الممكن أن نقوم بإرسال مركبة فضائية إلى هذه الأماكن التي يُحتمل وجود حيوات أخرى عليها، كحزام الكويكبات مثلًا، وبينما نحن نقوم باستكشاف المجموعة الشمسية، فإنّه لابد لنا أن نكون واعين ومستعدين لاحتمالية إيجاد شيء غريب وشاذ أثناء بحثنا، والذي يمكن أن يكون صناعيًا، وبالتالي فإنّه سيعتبر دليلًا على وجود حياة أخرى ذكية في مكان ما».

أما الطريقة الأخرى، فهي أنّه لو كانت هناك مخلوقات ذكية في الكون، فمن الاحتمالات الصعبة أنّهم يعرفون تمامًا ما يجب عليهم فعله لكي يتواصلوا معنا.

وينهى غرينسبون حديثه قائلًا: «عندما نتحدث بلغة الرياضيات فإنّه من السهل والمنطقي أيضًا أن نفترض أن تلك الحضارة التي تحاول التواصل معنا، هي حضارة أكثر تقدمًا منّا.

فنحن مجرد أطفال صغار إذا تكلمنا بلغة الحضارات، وعندما تحاول أيّ حضارة أخرى التواصل معنا، فبالطبع يمكننا اعتبارهم أكثر خبرة منّا وأكبر قدرةً على التعامل مع العلوم والتكنولوجيا وتطويعهما لصالحهم.

إذن، فإذا كان الفضائيون يحاولون التواصل معنا، فإنّه من المرجح أنّ عدم التقاط إشاراتهم ورسائلهم هو خطؤُنا نحن، وليس خطأَهم هم».


  • ترجمة: شـروق بـدر شحاته
  • تدقيق: عبدالسلام الطائي
  • تحرير: سهى يازجي
  • المصدر