ما جفاف الملتحمة؟

جفاف الملتحمة: هو مرض تدريجي يصيب العين، ويعود سببه إلى نقص فيتامين أ «ريتينول» الذي يؤدي إلى جفاف القناة الدمعية، فلا تنتج الغدة الدمعية ما يكفي من الدموع للحفاظ على رطوبة الملتحمة والقرنية جيدًا.

وإذا لم يُعالج، ينتج عنه لاحقًا تقرح القرنية والعين الأرنبية «العرض الليلي». وفي حال كان الجفاف شديدًا، قد تنشأ ندوب وبقع بيضاء على سطح القرنية؛ ما قد يؤدي إلى تشويش النظر.

فيما يلي شرح لأعراض هذه الحالة ومخاطرها، وخيارات العلاج المتاحة.

أعراض جفاف الملتحمة

تكون أعراض جفاف الملتحمة خفيفة في البداية، وإذا لم يُعالج نقص فيتامين أ تسوء الحالة تدريجيًا.

الملتحمة هي الغشاء الرقيق المغلف لبياض العين وجفن العين من الداخل.

يجف هذا الغشاء ويثخن ثم يبدأ بالتجعد، مؤديًا إلى أعراض مختلفة. يُعد العمى الليلي أحد الأعراض المبكرة (وهو عدم القدرة على الرؤية في الضوء الخافت).

أما مع تقدم جفاف الملتحمة، تتشكل الآفات على القرنية، وتسمى هذه الرواسب من الأنسجة (بقع بيتو)، وهي تراكم حطام الكيراتين الموجود سطحيًا في ملتحمة العين.

أسباب جفاف الملتحمة

لا ينتج الجسم فيتامين أ بمفرده، بل يجب الحصول عليه من الغذاء، ويُعد فيتامين أ ضروريًا للرؤية لأنه عنصر من البروتين الذي يمتص الضوء في المستقبلات في شبكية العين، وهو ضروري أيضًا لوظائف القلب والحفاظ عليه، إضافة إلى الرئتين والكلى وأعضاء أخرى.

من المُلاحظ أن جفاف الملتحمة نادر في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وغيرها من البلدان متقدمة النمو، لكنه ما يزال منتشرًا في البلدان النامية، حيث يكون وصول الناس إلى المنتجات الحيوانية محدودًا.

أين يوجد فيتامين أ؟

يُعرف فيتامين أ أيضًا باسم الريتينول، وهي مادة قابلة للذوبان في الدهون وموجودة في المنتجات الحيوانية مثل:

  •  كبد الأسماك.
  •  الدواجن.
  •  منتجات الألبان.
  •  اللحم.
  •  البيض.

ومن الممكن أيضًا الحصول على فيتامين أ من مصادر الخضار على شكل بيتا كاروتينات، إذ يتم تحويل كاروتينات بيتا إلى ريتينول في الأمعاء، لكن هذه العملية غير فعالة كمصدر لفيتامين أ مقارنةً بتناول المنتجات الحيوانية.

تشمل مصادر كاروتينات بيتا ما يلي:

  •  الخضروات الورقية الخضراء.
  •  الفواكه والخضروات الصفراء والبرتقالية.
  •  زيت النخيل الأحمر.

مدى انتشار جفاف الملتحمة

في الولايات المتحدة، يُعد جفاف الملتحمة نادر الحدوث، فوفقًا لألفريد سومر -أستاذ في كلية جونز هوبكنز وخبير دولي معني بنقص فيتامين أ- لا يوجد سوى تقارير سريرية متفرقة عن هذا المرض.

بينما يعد نقص فيتامين أ وجفاف الملتحمة مشكلة صحية عامة رئيسية في البلدان النامية، إذ تصيب ملايين النساء والأطفال. وكلما كان الطفل أصغر سنًا، ازدادت حدة آثار نقص فيتامين أ.

تقول دراسة أجريت عام 2002 في جميع أنحاء العالم:

  •  يبلغ عدد المصابين بجفاف الملتحمة في مرحلة ما قبل المدرسة 4.4 مليون طفل.
  •  يصاب أكثر من 6 ملايين امرأة بالعمى الليلي في أثناء الحمل سنويًا.

الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بجفاف الملتحمة

العامل الرئيسي للإصابة بجفاف الملتحمة هو الفقر وعدم وجود نظام غذائي متكامل (أو بشكل أدق، عدم وجود كمية كافية من المنتجات الحيوانية ضمن النظام الغذائي).

يعد الرضع والأطفال أكثر عرضة لاحتمالية الإصابة، إذ يحتاج الأطفال إلى الكثير من فيتامين أ للنمو. ومن الجدير بالذكر ان نقص فيتامين أ يؤثر أيضًا في قدرتهم لمقاومة التهابات سن الطفولة الشائعة مثل الإسهال والحصبة والتهابات الجهاز التنفسي.

تؤثر عوامل الإصابة الأخرى في عدد أقل بكثير من الأشخاص في الولايات المتحدة وغيرها. فيما يلي عوامل الخطر لأنها تؤثر في قدرة الشخص على امتصاص فيتامين أ:

  •  إدمان الكحول.
  •  التليف الكيسي.
  •  الاضطرابات الهضمية التي تحد من امتصاص العناصر الغذائية.
  •  أمراض الكبد، مثل تليف الكبد.
  •  الإسهال المزمن.
  •  العلاج باليود المشع لسرطان الغدة الدرقية، الذي قد ينتج عنه أعراض غير دائمة لجفاف الملتحمة

الكمية اللازمة للجسم من فيتامين أ

وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة (NIH)، تختلف الكميات اليومية الموصى بها لفيتامين أ حسب العمر، وفي بعض الحالات حسب نوع الجنس.

تقدم المعاهد الوطنية للصحة توصيات منفصلة للنساء الحوامل أو المرضعات.

في حال وجود أمراض معينة أو نقص فيتامينات لدى أشخاص يتمتعون بصحة وتغذية جيدتين، قد يقدم الطبيب توصيات مختلفة تبعًا لكل حالة.

عادةً ما يجري الطبيب فحصًا بدنيًا إلى جانب بعض الأسئلة حول الأعراض والنظام الغذائي للمريض. وإذا اتضح أن المريض يعاني العمى الليلي، فقد يبدأ الطبيب بالعلاج بفيتامين أ حتى قبل إجراء فحوصات الدم.

في بعض الأحيان، يتم الخلط بين قرحة القرنية وجفاف الملتحمة والالتهابات البكتيرية. ونتيجةً لذلك قد يلجأ الطبيب إلى وصف مضاد حيوي ومزيد من الاختبارات لنقص فيتامين أ.

علاج جفاف الملتحمة

مكملات فيتامين أ هي العلاج الفوري لجفاف الملتحمة. يمكن تناول فيتامين أ عير الفم أو الحقن، وتختلف الجرعة حسب العمر والحالة الصحية العامة. أما في الحالات المتقدمة التي يُلاحظ فيها تتضرر القرنية بشكل أكبر، قد يستوجب الأمر أخذ مضادات حيوية لمنع العدوى الثانوية، وقد يلزم أيضًا إبقاء العين مغطاة لحمايتها حتى تلتئم الآفة.

تُعطى مكملات فيتامين أ وقائيًا في المناطق التي يكون فيها جفاف الملتحمة منتشرًا، إذ تُعد هذه الطريقة أسلوبًا منخفض التكلفة لمنع المعاناة الإنسانية والوفيات.

قدرت دراسة أجريت عام 2007 أن 500 مليون كبسولة فيتامين أ توزع سنويًا، بتكلفة منخفضة نسبيًا قدرها 10 سنتات لكل كبسولة.

قد يكون التثقيف الغذائي مهمًا في مساعدة الناس على الاستفادة القصوى من مواردهم الغذائية، وأيضًا يمكن تدعيم الأطعمة التجارية بفيتامين أ، ما يساعد على تقليل نقص فيتامين أ.

بعض الأطعمة التي يمكن تعزيزها:

  •  الزيوت والدهون.
  •  البقول.
  •  الحليب.
  •  السكر.

وهناك مصدر آخر محتمل لفيتامين أ وهو الأرز الذهبي المعدل وراثيًا وراثيا لاحتواء بيتا كاروتين، لكن هذا الأمر قوبل بالرفض من المجموعات التي تعارض أي تعديل جيني للغذاء.

ما المتوقع من هذا المرض؟

يتحسن جفاف الملتحمة بسرعة مع مكملات فيتامين أ. أما في الحالات المتقدمة جدًا، فقد تبقى بعض الندوب وتضعف الرؤية. وفي أسوأ الحالات قد يحدث العمى الدائم.

باختصار، إذا كان الشخص معرضًا لخطر الإصابة بنقص فيتامين أ، من الضروري أن يحصل على استشارة الطبيب حول تناول مكملات الفيتامين. ويبقى من الضروري أيضًا تعديل النظام الغذائي قدر الإمكان والتركيز على المنتجات الحيوانية والخضروات والفواكه المحتوية على بيتا كاروتين.

اقرأ أيضًا:

التهاب الملتحمة أسبابه وعلاجه

التهاب الملتحمة أو العين الوردية: الأعراض والأسباب والعلاج والتشخيص

ترجمة: كلوديا قرقوط

تدقيق: جنى الغضبان

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر