حليب الإبل له تأثير على الالتهاب المرتبط بمرض السكري من النوع الثاني. الأطعمة فائقة التغذية أو ما تعرف بـ (superfoods)، هو مصطلح واسع الانتشار يعتمد على منتجات غريبة وباهضة الثمن ويعتبر من مسارات الحميات أو الأنماط الغذائية. مع العلم أن معظم هذه المسارات أو الأنماط ليس لها أي أساس علمي ولا يوجد معيار أو مقياس محدد لتمييز نوع الطعام أو جودته وغالبًا ما تكون خدعةً تسويقيةً ناجحةً جدًا.

على سبيل المثال، فإن حليب الإبل هو من الأطعمة فائقة التغذية على الرغم من أن الأدلة على فوائده الصحية ظهرت في الدراسات ضمن المجموعات التي لها أنماط حياة محددة وتلعب فيها العوامل الوراثية دورًا هامًا أو الدراسات الخاصة بالحيوانات.

لكن في بحث جديد، من الممكن أن يكون حليب الإبل مفيدًا بالنسبة للأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني حتى لو لم يكن ذلك الحليب من فائقات التغذية، فعلى مر السنين السابقة صدرت العديد من البحوث التي دلت على فوائد حليب الإبل في كبح مرض السكري.

لقد بحثت الكثير من الدراسات عن العنصر أو العناصر الموجودة في هذا الحليب التي تكافح مرض السكري، وعلى الرغم من ذلك مازال الأساس وراء هذه الفوائد غير مفهوم بعد، فالدراسات المختصة بفهمنا لفوائد المواد الغذائية أو مكونات الحميات صعبة جدًا، لا سيما بالنسبة لغذاء معقد مثل الحليب.

الدهون والبروتينات هي المكونات الأساسية للحليب، بما في ذلك الغلوبولين المناعي أو الجسم المضاد (immunoglobulins) -الذي تنتجه خلايا البلازما- والحويصلات (vesicles) -وهو السائل الذي تنتجه الخلايا المحاطة بغشاء لبيدي ثنائي الطبقة- بالإضافة للفيتامينات والمعادن.

وبوجود كل هذا التعقيد دُرِست الدهون الموجودة في حليب الإبل ورأينا مدى تأثيرها على مرض السكري من ناحية الالتهاب.

فيديو توضيحي عن إنتاج حليب الإبل في استراليا.

الدهون والسكري

يمكن اعتبار مرض السكري من أكبر المشاكل الصحية العالمية، والتهاب الدهون البطنية المحيطة بالخصر هي من أخطر الدلائل المعروفة لمرض السكري من النوع الثاني.

من المعروف أن الالتهاب هو وسيلة ضد العدوى وخاصةً الاتهابات الفيروسية لكن في حالة البدانة والسكري هناك التهاب مزمن ليس بالضرورة بسبب العدوى، ومن الممكن أن يؤدي إلى العديد من مضاعفات السكري مثل الأمراض القلبية والسكتات الدماغية.

والبلعم -نوع من الخلايا البيض في الجهاز المناعي- هو خلية موجودة في دهون البطن تلعب دورًا أساسيًا في تطور الالتهاب لذلك ستُدرس الدهون الموجودة في حليب الإبل ما إذا كانت ستلعب دورًا في منع البلاعم الموجودة هناك من أن تصبح ملتهبةً أو ثائرةً بوجود البروتينات الخاصة بمرض السكري.

يعتبر حليب الإبل والزبدة واللبن من المغذيات الغنية، فهو يحتوي على كميات جيدة من فيتامين C والحديد والكالسيوم والأنسولين والبروتينات، على الرغم من أن وجود الدهون في منتجات الحليب هو السبب في ابتعاد المستهلكين عنه إلا أن الدهون في الحليب هي عنصر مهم تجعله عالي التغذية.

يحتوي حليب الإبل على نسب قليلة من الدهون مقارنةً بالأبقار، ويحتوي على أحماض دهنية متعددة وغير مشبعة، هذه الأحماض الدهنية تعتبر صحيةً بشكل عام لكن محتوى الدهون أو الدهون المشبعة في حليب الإبل من الممكن أن تصل إلى 65%.

حُضِنت البلاعم ضمن الدهون المشبعة وغير المشبعة المستخرجة من حليب الإبل بشكل فردي أو النوعين معًا، بعد ذلك سيتبين معنا كيف ستستهلك وكيف ستُخزن في الجسم.

تبين لنا أن دهون حليب الإبل تقلل من التهاب البلاعم لكن كانت النتائج أفضل عند وجود الدهون من النوعين أكثر من تلك عندما يحتوي الحليب على الأحماض الدهنية غير المشبعة فقط.

من النتائج المثيرة للاهتمام أن مركب البروتينات المعروف باسم الجسيم الملتهب المسؤول عن الالتهابات ثُبِط عمله بواسطة هذه الدهون.

سيعتبر حليب الإبل قادرًا على تخفيف أو وقف الالتهابات المرتبطة بمرض السكري من النوع الثاني في حال أعطت التجارب على البشر نفس النتائج السابقة، وبهذا ستتوضح فوائده ضد مرض السكري.

تعتمد الدراسات الغذائية على نتائج الأبحاث المختصة بالتغذية مثل البحث السابق وتبين على أثرها مدى فائدة أو ضرر مادة غذائية عن غيرها حتى لو لم تقنع الأشخاص مباشرة.

لا يمكننا حسم جدلية فائدة حليب الإبل في مكافحة مرض السكري أو تقليل الالتهاب الموجود بسبب السكري من النوع الثاني إذا كان الشخص المصاب يتناول هذا الحليب بشكل يومي اعتمادًا على النتائج السابقة من الدراسة، هناك حاجة للمزيد من الدراسات والأبحاث خصوصًا المبنية على التجارب البشرية ليتبين لنا ما إذا كان الحليب مفيدًا أم لا.

اقرأ أيضًا:

مخاطر شرب بول البعير – هل هناك فائدة مرجوة من شربه ؟

هل شرب الحليب يجعل جسمك ينتج المزيد من المخاط؟

حليب الصراصير.. هذا ما ينصحنا به العلماء مؤخرًا!

ترجمة: عمر النبواني

تدقيق: رند عصام

المصدر