تتعدد الظواهر الطبيعية التي تنجم عنها حرائق الغابات الهائلة التي تلحق الضرر بالحياة البرية والطبيعة والأراضي بكافة أنواعها. تشمل هذه الظواهر الصواعق والبراكين، وهي قوى مصدرها الطبيعة تُسبب الدمار أينما وجدت وتُشعل الحرائق بثوانٍ معدودة.

لكن مع أن هذا التوصيف قد يوحي بالضرر والأذى فقط، فإن الحرائق في بعض الأحيان ضرورية لاستمرار انتعاش الغابات.

قد تتسبب الحرائق بالخراب، لكنها قد تُحسن الأوضاع أيضًا، مثلما يحدث عندما تؤدي الحرائق إلى إزالة الأجمة المتراكمة وجعل التربة خصبة من جديد وصالحة للزراعة.

في الواقع، تحتاج بعض أنظمة البيئة إلى فترات اشتعال من حين إلى آخر حتى تتحسن عمليات نمو النبات والتكاثر.

لطالما أدرك البشر القوة الباعثة للحياة التي تدرها النار، إذ ينتج عن تنظيم الحرائق إتاحة الوصول إلى كميات أكبر من الطعام في بعض الحالات، مثل إزالة العوائق لتسهيل الزراعة وتأمين المؤن.

مع أن هذا الأسلوب غير متبع هذه الأيام كثيرًا، فإن ما يسمى بالنيران المضرمة -أو الحرائق المدروسة- تُستخدم مرة كل عام لإجبار مساحات كبيرة من الأراضي على العودة إلى الإنتاج من جديد.

مع الأخذ بالحسبان كل الفوائد المذكورة، علينا الآن مناقشة الأضرار الناجمة عن ارتفاع عدد حرائق الغابات، وهذا يحدث عندما يستحيل التحكم بحريقٍ ما وينتج عنه ضرر للبنية التحتية مثل احتراق المنازل.

الآن، نستطيع مناقشة مفهوم حريق الغابة. يُعرف فريق التنسيق الوطني لمواجهة الحرائق البرية The National Wildfire Coordinating Group هذا المفهوم على أنه: «حريقٌ غير مرغوب وغير قابل للإخماد يحدث في المناطق البرية»، وله أنواع:

  •  حرائق الأراضي غير المشروعة التي يُسببها البشر.
  •  الحرائق الطبيعية الخارجة عن السيطرة.
  •  الحرائق المقصودة الخارجة عن السيطرة.
  •  حرائق برية أخرى يجب إخمادها.

في بعض الأحيان، يتعمد البشر إشعال حرائق الغابات، ويصعب على السلطات أحيانًا التحقق فيما إذا كان الحريق قد سببه شخصٌ ما، لكن يمكن الاطلاع على بعض الأساليب التي يتبعها المحققون في تحديد ما إذا كان للعامل البشري دور في إشعال الهشيم.

في هذا المقال، سنركز على خمسة أخطاء حارقة لها عواقب اقتصادية وبيئية وخيمة في حال خروج حرائق الغابات عن السيطرة. أكمل القراءة حتى تعرف ما هذه الأخطاء وكيفية تجنبها.

1. النفايات المحترقة

يحرق العديد من الناس الركام مثل الأغصان المقطوعة والشجيرات في الأفنية، ومع أن هذه الممارسات قانونية في حال وجود إذن، قد تكون في ظروفٍ أخرى خطرة للغاية.

لظروف الطقس دور كبير في تحديد ما إن كان من الآمن حرق النفايات أم لا. مثال، قد تتسبب الرياح القوية في دفع النيران الناجمة عن حرق المخلفات في الفناء إلى مناطق مجاورة مسببةً حرائق الغابات.

لمنع هبات الرياح قوية من إحداث حرائق غابات كبيرة، يمكن اتباع بعض الخطوات. بدايةً، اتصل بالقسم المختص بالحرائق واطلب استشارة من الخبراء لديهم. فقد يقترحون الانتظار بضعة أيام حتى تهدئ الرياح، خاصة إذا كانت المنطقة تُعاني موجة جفاف وحر.

بعد ذلك، حدد ما إن كان يوجد عدد من العوامل أو الأشياء التي قد تزيد عوامل خطر حدوث حريق غير مدروس في محيط المنطقة.

تأكد من وجود مساحات خالية تُعادل ثلاثة أضعاف ارتفاع النفايات المتراكمة مكان الحرق، وبعد 3 أمتار في جميع الاتجاهات أفقيًا عن أيّ شيء قابل للاشتعال.

يجب أيضًا ري تلك المساحة وتغطيتها بالحصى أو التراب.

بعد حرق النفايات كليًا -تحت رقابة شخص بحوزته كمية من الماء لإطفاء الحريق فورًا- يجب استخدام المجرفة لتغطية مكان الحريق وسكب الماء مرارًا وتكرارًا.

يلي ذلك التحقق من الموقع عدة مرات على مدار بضعة أيام متوالية أو حتى أسابيع للتأكد من عدم وجود شرارة حية.

2. أعطال المعدات وشرارات المحركات الجامحة

لا شك أن تصنيع محركات الاحتراق الداخلي وأدوات أخرى شائعة الاستخدام على نطاق واسع قد ساهمت في تطوير المجتمع البشري، لكنها أيضًا باتت تُشكل خطرًا جديدًا على البيئة. السبب يكمن في المحركات التي تحتاج إلى اتخاذ تدابير مناسبة لمنع تطاير الشرارات وأشلاء الركام المحترقة التي تخلق ظروفًا خطيرة لاحتراق الغابات والبرية.

لتجنب ما سبق، يُنصح باستخدام مانع الشرارة. هذه الأداة الصغيرة تلعب دورًا كبيرًا في الحماية من حوادث حرائق الغابات. تصلح الأنواع المختلفة من الأداة لتأدية مهامٍ مختلفة، لكن في المجمل يُمكن وصف مانع الشرارة على أنه مصفي يُبقي الجمر داخل المحرك ويُخرج البخار المستنفد.

يوضع مانع الشرارة أيضًا داخل المدافئ ومواقد الخشب لمنع حوادث الاشتعال من الحدوث داخل وخارج الأدوات. لا تضمن هذه الأداة منع حدوث حرائق الغابة كليًا، لكنها بالتأكيد تُساعد في إيقاف خروج شرارة ضالة قد تُسبب حريق.

3. السجائر المشتعلة

تُعد السجائر سبب شائع آخر وراء حدوث حرائق الغابات. هذا طبيعي – تشتعل السيجارة ومن السهل التخلص منها ورميها بعيدًا. لكن رمي أعقاب السجائر المشتعلة دون مبالة يحمل عواقب سيئة في حال حدوث حرائق الغابات من أيَ نوع.

على المدخنين الانتباه لرمي السجائر لكيلا يقعوا في المشاكل. يجب التأكد من إخماد السيجارة بكافة أنواعها إخمادًا تامًا. يجب أيضًا التنويه إلى أنه من الضروري استخدام المرمدة للتخلص من السجائر لأن قطع الخشب أو الجذل لا يُعد طريقة جيدة للتخلص منها ومن البديهي التذكير بأن أوراق الشجر وأيّ نوع من خضار الطبيعة لا يجب أن يُستخدم لإطفاء السجائر. قد تبدو المرمدة مقززة داخل سيارتك، لكنها توفر حلًا أفضل من أن ترمي السيجارة من النافذة.

4. النشاطات غير المُشرف عليها

قد يبدو للوهلة الأولى ترك الأطفال ليلعبوا بمفردهم ليس بمشكلةٍ كبيرة، إذ يكون الأهل مشغولين في تنصيب الخيمة أو البحث عن أكياس النوم داخلها، لكن يختلف النقاش كليًا في حال وقوع أعواد الكبريت القابلة للاشتعال أو القداحات في أيديهم. لا يستطيع الأطفال التمييز بين ما هو خطير وما هو آمن. الخلاصة راقب كل شيء يُمسكه أولادك فقد ينتج عنه نشوب حرائق الغابات.

تعقيبًا على ما سبق، يجب تجنب استخدام الألعاب النارية إذا وجد احتمال حدوث حريق بسببها. من الرائع استخدام هذه الأشياء، لكن إذا أُطلقت في الأماكن المفتوحة -خاصةً عند توجيهها نحو السماء- يستحيل عندها التحكم بالنيران التي قد تُسببها.

5. ترك نيران المخيمات مشتعلة

أخيرًا، وطبعًا ليس آخرًا، لدينا نيران المخيمات. ذلك الاختراع الذي يمنح الدفء والإنارة. قد ينتج عن نيران المخيمات حرائق الغابات إذا لم تُتبع تعليمات معينة تضمن بقاءها تحت السيطرة عند إشعالها.

كما أشرنا في فقرة حرائق النفايات، لا بد من إيجاد مكان آمن لإشعال نيران المخيم بعيدًا عن الأشياء القابلة للاحتراق وهبات الرياح المفاجئة. يجب إشعال نيران المخيم في حفرة دائرية صغيرة على شكل حلقة مُحاطة بالصخور مع وجود سطل من الماء ومجرفة تحسبًا.

مع أن اشعال نار مخيم كبيرة قد يبدو رائعًا، إياك فعل ذلك؛ يجب إبقاء مستوى النيران منخفضًا وقابلًا للإخماد دائمًا. أيضًا، عند الخلود إلى النوم، يجب إطفاء النار كليًا بسكب الماء بكمياتٍ كافية على الرماد والجمر حتى يتوقف صوت الحسيس واللظى، ثم استخدام المجرفة لإبعاد الجمر عن الأشياء القابلة للاشتعال. استمر باتباع هذه الخطوات حتى تتأكد من انطفاء كل شعلة صغيرة.

اقرأ أيضًا:

سلسلة كيف تعمل الأشياء : محرك الاحتراق الداخلي

حرائق الغابات بين الماضي والحاضر: ماذا تغير؟

ترجمة: طاهر قوجة

تدقيق: رغد أبو الراغب

المصدر