أصبح اليافعون المتحولون جنسيًا قضية سياسية في الولايات المتحدة الأميركية.

فقد ركز الرئيس ترامب على هذا الموضوع من دعم قوانين لحماية الأشخاص المتحولين جنسيًا ومنعهم من الالتحاق بالجيش.

ولا تزال المحكمة العليا تنظر في موضوع إذا كان هؤلاء اليافعون يستطيعون استخدام حمامات جنسهم المحدد أم لا.

تجادل البالغون من كلا الطرفين بشدة عن كيف يجب أن يُعامَل هؤلاء اليافعون.

هل يجب أن نؤيدهم؟ هل هم حائرون؟ ما الحمام الذي عليهم استخدامه؟ و بين كل هذه المجادلات ضاعت آراء اليافعين أنفسهم.

ومع أن 0.6% من سكان الولايات المتحدة مصنفون كمتحولين جنسيًا، إلا أن أصواتهم بقيت غير مسموعة.

وقد عمِل فريق البحث لدينا مع مجموعة من اليافعين المتحولين جنسيًا وسألهم عن أكثر الأشياء التي يريدون أن يعرفها الراشدون عنهم، والباقي قد أُخِذ من مقال من دورية «The Journal of the American Academy of Child and Adolescent Psychiatry»، حيث نُشِرت أجوبتهم هناك. وعُرِضت الاقتباسات من كلامهم بالخط العريض، يليه إعداد فريق أبحاثنا.

الهوية الجنسية والتوجه الجنسي هما شيئان مختلفان مفصولان بشكل تام:

الهوية الجنسية تدل على ما يفكر به الشخص نفسيًا؛ إن كان ذكرًا أو أنثى، وهو ما يظنّه الشخص بنفسه.

أما التوجه الجنسي فهو فكرة مختلفة تمامًا، وهو يدل على نوعية الأشخاص الذي يشعر تجاههم الشخص بانجذاب رومنسي أو جنسي.

وكالشخص الـ «cisgender» (أي الشخص غير المتحول جنسيًا)، يمكن أن يكون المتحول الجنسي مثليًا أو ثنائي الجنس أو غيره.

فالهوية الجنسية والتوجه الجنسي هما فكرتان مختلفتان تمامًا.

وقد أظهرت دراسة جديدة على المراهقين المتحولين جنسيًا أن 77% قد وقعوا بالحب، و50% في علاقات رومنسية، و65% منجذبين جنسيًا لأولئك الذين من نفس جنس مولدهم.

و10% منجذبين جنسيًا لغير جنس مولدهم.

أما الباقون فمنجذبون نحو الاثنين أو لم يعلموا بعد.

وجود أشخاص «non-binary»، وهم أشخاص لديهم انجذاب جنسي لكل الأشخاص من ذكور وإناث ويمكن أن يكون لديهم صفات أنثوية أو ذكرية أو ولا واحدة منهما:

تنتشر في أغلب الولايات المتحدة ازدواجية الهوية الجنسية الصارمة.

ولكن هذه الحقيقة ليست عالمية. فتفهًّم ثقافة الهوية الجنسية والتوجه الجنسي مختلف بأنحاء العالم. ففي الحضارة الجنوب آسيوية كـ (هيجرا- hijra) تشير إلى جنس ثالث لا هو ذكر بالكامل ولا أنثى بالكامل.

وتبعًا للكثير من حضارات سكان أميركا الأصليين، يخرج الأفراد ثنائيي الروح (الازدواجيين)، عن التصنيف الثنائي للجنس المعروف للحضارات الغربية كذكر وأنثى فقط.

وفي البلقان، «الرجل-المرأة» هو أحد الأمثلة المماثلة الأخرى.

عادةً ما نسمع من المراهقين أنهم لا يعرّفون وفقًا لهذه المقاييس الثنائية الصارمة. فمنهم لا يعرّفون بأي جنس ومنهم بالاثنين.

وهم يقدّرون لو أننا قاومنا رغبتنا بدفعهم ليحصروا أنفسهم في إطار معين من الممكن ألا يكون مريحًا بالنسبة لهم.

الأسماء، والضمائر(هو، هي)، والعلامات التي تشير للجنس مهمة:

المتحولون جنسيًا وغير محددي الجنس من اليافعين يريدون أن يُحترموا لما هم عليه. فعندما نناديهم باسم أو اسم إشارة خاطئ نبدو كأننا نُهينُهم. ومن الممكن أن نكون قد ذكرناهم بذلك بأشخاص في حياتهم قد حكموا عليهم لكونهم متحولين جنسيًا ورفضوا أن يعترفوا بهم كالأشخاص الذين هم عليهم.

أن تبذل القليل من الجهد لكي تناديهم بأسماء الإشارة الصحيحة يدل على أنك تهتم بشأنهم.

إذا لم تعلم ما اسم الإشارة الذي عليك استخدامه، اسأل. فقد صرَّح اليافعون ضمن مجموعة البحث بأنهم يفضلون أن يسألهم الناس على أن يفترضوا.

إذا كنتُ محبطًا ومكتئبًا، فهذا على الأغلب ليس بسبب أني أملك مشاكل مع هويتي الجنسية، ولكن لأن البقية لديهم:

أكبر عامل للكآبة والإحباط بين اليافعين المتحولين جنسيًا يعود لعدم تقبُّلهم من أهلهم وأقرانهم.

فالمتحولون جنسيًا ليسوا مكتئبين عادةً لأنهم متحولون جنسيًا، بل هم كذلك بسبب التمييز والتنمُّر الذي يمكن أن يكون له ثمن خطير عليهم جديًا.

دعني أرى أنك تقف بصفي:

معظم اليافعين المتحولين جنسيًا يعيشون حياة صعبة، وغالبًا مجتمعنا لا يدعمهم.

بالإضافة لأنهم ضحايا قوانين التمييز ومعدلات غير قليلة من العنف ونتائج طبية محدودة.

كما أن أغلبهم قد تعرض للتنمُّر في مدارسهم ومجتمعاتهم.

أكثر ما يريدونه هو أن يعلموا أنه يوجد هنالك راشدين يدعمونهم، يريدون أناس يقفون بصفهم، يساندونهم، ويسمعونهم من دون أن يحكموا عليهم.

ويمكن أن تكون الشخص الذي يقف إلى جانبهم ويصنع كل الفرق ضمن عالم مليء بأشخاص يعادونهم.


  • ترجمة: شهد ندّاف
  • تدقيق: هبة فارس
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر