داء الانسداد الرئوي المزمن وهو حالة شائعة تؤثر بشكل رئيسي على المدخنين البالغين في منتصف العمر أو الأكبر سنًا، والكثير من الناس لا يدركون أن لديهم هذا المرض. تميل مشاكل التنفس إلى التدهور تدريجيًا مع مرور الوقت ويمكن أن تحد من أنشطتك الطبيعية إلا أن العلاج يمكن أن يساعد في إبقاء هذه الحالة تحت السيطرة. داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD) هو اسم لمجموعة من الأمراض الرئوية التي تسبب صعوبة في التنفس ، وتشمل هذه الأمراض:

  1.  النفاخ الرئوي الذي تتضرر فيه الحويصلات الهوائية في الرئتين.
  2.  التهاب القصبات المزمن وهو التهاب طويل الأمد في الطرق الهوائية.

أعراض داء الانسداد الرئوي المزمن:

الأعراض الرئيسة لهذا المرض هي:

  •  ضيق تنفس متزايد خاصة عند القيام بالنشاطات.
  •  سعال صدري مستمر مع بلغم، وقد لا ينتبه بعض الناس لهذا العرض ويعتبرونه سعالًا ناتجًا عن التدخين فقط.
  •  التهابات صدرية متكررة.
  •  وزيز مستمر.

غالبًا ما تزداد الأعراض سوءًا من دون علاج، قد تكون هناك أيضًا فترات تسوء فيها الحالة بشكل مفاجئ وتعرف هذه الفترات باسم التدهور (الاشتعال) أو التفاقم.

يجعل داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD) التنفس أكثر صعوبة بشكل تدريجي، ولكنه يتطور ببطء على مدى سنوات عديدة وقد لا تكون على علم بوجوده في البداية.

المزيد عن أعراض داء الانسداد الرئوي المزمن:

معظم المصابين بداء الانسداد الرئوي المزمن لا يعانون من أي أعراض ملحوظة حتى يصلوا إلى أواخر الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر، وتتضمن الأعراض الأقل شيوعًا للمرض ما يلي:

  •  فقدان الوزن
  •  التعب
  •  تورم الكاحلين بسبب تراكم السوائل (وذمة)
  •  ألم في الصدر ونفث الدم (السعال الدموي) – على الرغم من أنها عادة ما تكون علامات لمرض آخر مثل العدوى التنفسية أو سرطان الرئة.

تظهر هذه الأعرض الإضافية عندما يصل داء الانسداد الرئوي المزمن إلى مرحلة أكثر تقدمًا.

أسباب داء الانسداد الرئوي المزمن:

يحدث داء الانسداد الرئوي المزمن عندما تصبح الرئة ملتهبة ومتخربة ومتضيقة، السبب الرئيسي لهذا المرض هو التدخين على الرغم من أن هذا المرض قد يحدث في بعض الأحيان عند الأشخاص الذين لم يدخنوا أبدًا. إن احتمالية تطور داء الانسداد الرئوي المزمن (CDD) يزداد حسب كمية تدخينك والوقت الذي مضى على كونك مدخنًا.

تحدث بعض حالات داء الانسداد الرئوي المزمن بسبب التعرض طويل الأمد للأبخرة الضارة أو الغبار أو تحدث نتيجة لمشكلة وراثية نادرة تؤهب لأن تكون الرئتان سريعتي التأثر بالضرر.

الأشياء التي يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بال COPD هي:

أسباب داء الانسداد الرئوي المزمن COPD علاج داء الانسداد الرئوي المزمن COPD الأسباب الأعراض التشخيص العلاج مشاكل في التنفس الرئتين

التدخين:

التدخين هو السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض ويعتقد أنه مسؤول عن حوالي 9 حالات من بين كل 10 حالات، يمكن للمواد الكيميائية المخرشة الموجودة في الدخان أن تخرب بطانة الرئتين والطرق الهوائية، ويمكن أن يساعد الإقلاع عن التدخين في إيقاف تفاقم هذا المرض.

أشارت بعض الأبحاث أيضًا أن التعرض لدخان الآخرين (التدخين السلبي) قد يزيد من خطر الإصابة بال COPD.

 الأبخرة والغبار في العمل:

التعرض لأنواع محددة من الغبار والمواد الكيميائية في العمل قد يخرب الرئتين ويزيد خطر الإصابة بالCOPD وهذه الأغبرة هي:

  •  غبار الكادميوم والأبخرة
  •  غبار الحبوب والدقيق
  •  غبار السيليكا
  •  أبخرة لحام المعادن
  •  الإيزوسيانات
  •  غبار الفحم
  •  يكون خطر الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن أعلى في حال كنت مدخنًا وتستنشق الغبار والأبخرة في مكان العمل.

 وراثيًا:

أنت أكثر عرضة للإصابة بال COPD إذا كنت مدخنًا وكان لديك قريب من الدرجة الأولى يعاني من المرض وذلك يشير إلى أن جينات بعض الناس قد تجعلهم أكثر عرضة للإصابة به.

حوالي 1 من كل 100 شخص مصاب بداء الانسداد الرئوي المزمن (COPD) لديه ميل وراثي لتطور هذا المرض وذلك بسبب عوز أنزيم المضاد للتربسين ألفا 1، فهذه المادة تحمي رئتيك ومن دونها ستكون الرئتان عرضة للتخريب.

الأشخاص الذين يعانون من عوز الأنزيم المضاد للتربسين ألفا 1 عادة ما يصابون بال COPD في سن أصغر فغالبًا ما تقل أعمارهم عن 35 عامًا خاصة إذا كانوا مدخنين.

التشخيص:

عليك مراجعة طبيبك إذا كان لديك أعراضًا مستمرة لداء الانسداد الرئوي المزمن (COPD) وقد يقوم طبيبك بالتالي:

  •  سوف يسأل الطبيب عن الأعراض التي تعاني منها.
  •  سوف يقوم بفحص صدرك والإصغاء إلى تنفسك من خلال السماعة الطبية.
  •  سوف يسألك فيما إذا كنت مدخنًا حاليًا أم مدخنًا سابقًا.
  •  سوف يقوم بحساب مؤشر كتلة الجسم (BMI) باستخدام وزنك وطولك.
  •  سوف يسألك عن وجود سوابق عائلية لمشاكل الرئة.

قد يقوم طبيبك أيضًا بترتيب الإجراءات للقيام باختبار للتنفس يسمى باسم “قياس التنفس spirometry” وبعض الاختبارات الأخرى الموضحة أدناه.

 قياس التنفس:

يمكن أن يساعد هذا الاختبار في إظهار مدى نجاح رئتيك في القيام بعملهما، وخلال إجراء الاختبار سيُطلب منك التنفس في جهاز يسمى مقياس التنفس بعد استنشاق دواء يسمى موسع القصبات الهوائية، ما يساعد على توسيع مجرى التنفس.

يأخذ مقياس التنفس مقياسين: حجم الهواء الذي يمكن أن تزفره في ثانية واحدة، والكمية الإجمالية من الهواء الذي تزفره، قد يُطلب منك إعادة الزفير عدة مرات للحصول على قراءة جيدة. تتم مقارنة القراءات المأخوذة بالنتائج الطبيعية لعمرك وتُظهر ما إن كان هناك انسداد في الطرق الهوائية.

الأشعة السينية للصدر:

يمكن استخدام الأشعة السينية للصدر للبحث عن مشاكل الرئتين التي يمكن أن تسبب أعراضًا مماثلة لداء الانسداد الرئوي المزمن، وتتضمن المشكلات التي يمكن أن تظهر على الأشعة السينية العدوى التنفسية (الخمج) وسرطان الرئة، وذلك على الرغم من أن هذه المشاكل لا تظهر دائمًا.

 تحاليل الدم:

يمكن للفحوصات الدموية أن تظهر حالات أخرى يمكن أن تسبب أعراضًا مماثلة لداء الانسداد الرئوي المزمن مثل انخفاض مستويات الحديد في الدم (فقر الدم) وارتفاع تركيز خلايا الدم الحمراء في الدم (كثرة الكريات الدم الحمراء).

في بعض الأحيان، قد يتم إجراء فحص للدم لمعرفة ما إذا كان لديك عوز ألفا -1 انتي تريبسين، وهذا العوز هو مشكلة وراثية نادرة تزيد من خطر الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن.

 المزيد من الاختبارات:

في بعض الأحيان قد تكون هناك حاجة إلى مزيد من الاختبارات لتأكيد التشخيص أو تحديد درجة خطورة داء الانسداد الرئوي المزمن، وهذا سوف يساعدك أنت وطبيبك على وضع الخطط العلاجية الخاص بك.

تشمل هذه الفحوصات:

  •  تخطيط كهربية القلب (ECG) وهو اختبار يقيس النشاط الكهربائي للقلب.
  •  تخطيط صدى القلب وهو فحص بالأمواج فوق الصوتية للقلب.
  •  اختبار التدفق الزفيري الذروي، وهو اختبار التنفس الذي يقيس مدى السرعة التي يمكن أن تزفر الهواء بها، ويمكن أن يساعد هذا الاختبار في استبعاد الربو.
  •  قياس الإشباع الأوكسجيني في الدم، ويتم في هذا الاختبار وضع جهاز على إصبعك لقياس مستوى الأكسجين في دمك.
  •  التصوير مقطعي محوسب (CT)، وهو مسح تفصيلي يمكن أن يساعد في تحديد أي مشاكل موجودة في رئتيك.
  •  فحص عينة البلغم (القشع)، وهو اختبار من الممكن إجراؤه للتحقق من وجود علامات الإصابة بالعدوى التنفسية.

متى يجب عليك أن تطلب الاستشارة الطبية؟

عليك أن تقوم بمراجعة طبيبك إذا كنت تعاني من أعراض داء الانسداد الرئوي المزمن وخاصة إذا كان عمرك أكثر من 35 عامًا وأنت مدخن حاليًا أو مدخن سابق. لا تتجاهل هذه الأعراض، فإذا كان السبب هو داء الانسداد الرئوي المزمن فمن الأفضل أن تبدأ العلاج في أقرب وقت ممكن قبل أن تتضرر رئتيك بشكل كبير.

سوف يسأل طبيبك عن أعراضك وعما إذا كنت تدخن حاليًا أو كنت مدخنًا في الماضي، ويمكن أن يجري اختبار التنفس للمساعدة في تشخيص داء الانسداد الرئوي المزمن واستبعاد أمراض الرئة الأخرى كالربو.

علاجات داء الانسداد الرئوي المزمن:

إن الأضرار التي تلحق بالرئتين بسبب هذا المرض تكون دائمة ولكن العلاج يمكن أن يساعد في إبطاء تطور هذه الحالة، ويتضمن هذا العلاج:

  •  إيقاف التدخين: إذا كنت مصابًا بداء الانسداد الرئوي المزمن وكنت مدخنًا فإن إيقاف التدخين هو أهم شيء يمكنك القيام به.
  •  أجهزة الاستنشاق (المنشقة) وغيرها من الأدوية التي تساعد في جعل التنفس أسهل.
  •  إعادة تأهيل الرئة وهو برنامج متخصص من التدريب والتعليم.
  •  جراحة أو زرع الرئة: على الرغم من أن هذا ليس سوى خيار لعدد صغير للغاية من الناس.

العلاج الدوائي:

إذا لم يتم السيطرة على أعراضك بأجهزة الاستنشاق، فقد يوصي طبيبك بتناول الأقراص أو الكبسولات أيضًا، وتتضمن الأدوية الرئيسية المستخدمة:

 أقراص الثيوفيلين:

الثيوفيلين هو قرص يرخي العضلات الملساء القصبية ويوسع الطرق الهوائية وعادة ما تؤخذ هذه الأقراص مرتين في اليوم، وقد تحتاج إلى إجراء فحوص دم منتظمة أثناء العلاج للتحقق من مستوى الدواء في دمك، وهذا سيساعد طبيبك على وصف أفضل جرعة للسيطرة على الأعراض مع تقليل مخاطر الآثار الجانبية.

و تشمل الآثار الجانبية المحتملة:

  •  الشعور بالتوعك.
  •  الصداع.
  •  صعوبة النوم (الأرق)
  •  خفقان ملحوظ وارتعاش أو عدم انتظام في ضربات القلب (خفقان)

في بعض الأحيان يتم استخدام دواء مماثل يسمى الأمينوفيلين.

 الأقراص أو الكبسولات الحالة للمخاط:

إذا كنت تعاني من سعال مستمر دائم مع قشع سميك، فقد يوصي طبيبك بتناول دواء حالّ للبلغم يدعى كاربوسيستين. الأدوية الحالة للمخاط تجعل القشع الموجود في حلقك أرق ما يسهل خروجه مع السعال، وهي تؤخذ كأقراص أو كبسولات لثلاث مرات في اليوم عادة.

أقراص الستيروئيدات:

إذا كان لديك فترات حادة سيئة من تفاقم المرض، فقد يتم وصف أقراص الستيروئيدات لك لفترة قصيرة لتقليل الالتهاب بالطرق الهوائية. يوصى عادة بفترة علاج من 7 إلى 14 يومًا، لأن الاستخدام طويل الأمد لهذه الأقراص الستيرئيدية يمكن أن يسبب آثارًا جانبية مزعجة مثل:

  •  زيادة الوزن.
  •  تقلب المزاج.
  •  ضعف العظام (هشاشة العظام).

قد يصف طبيبك أقراص الستيروئيدات لإبقائها في المنزل وتناولها بمجرد بدء اشتداد الحالة.

الإنذار:

يختلف إنذار داء الانسداد الرئوي المزمن من شخص لآخر، لا يمكن شفاء هذه الحالة أو عكسها، لكن بالنسبة للعديد من الأشخاص يمكن أن يساعد العلاج في إبقاء هذا المرض تحت السيطرة لكيلا يحد من أنشطتهم اليومية.

قد يستمر هذا المرض بالتفاقم على الرغم من العلاج لدى بعض الناس، ما يؤثر في النهاية بشكل كبير على نوعية حياتهم ويؤدي إلى مشاكل تهدد الحياة.

اقرأ أيضًا:

مرض رئوي غامض يصيب أطباء الأسنان

داء الأسبست أو داء الأميانت أو الأسبستوس

متلازمة أضداد الفوسفوليبيد

ترجمة: هلال الحميد

تدقيق: أنس حاج حسن

المصدر