ما هو داء مورغيلونس؟

داء مورغيلونس هو اضطراب نادر يتميز بوجود ألياف متدخلة، وتنطلق من الجلد غير المنقطع أو القرحات بطيئة التعافي. قد يعاني بعض المصابين بالحالة أيضًا من حس الزحف والعض واللسع على الجلد وداخله.

هذه الأعراض قد تكون مؤلمة جدًا. قد تتداخل الأعراض مع الأنشطة اليومية وجودة الحياة. الحالة نادرة، غير مفهومة بشكل واضح، و مثيرة للجدل بطريقة ما.

تُشعِر الريبة المحيطة بالاضطراب بعض الأشخاص بالحيرة وعدم التأكد من أنفسهم وطبيبهم. هذه الحيرة وقلة الثقة قد تؤدي إلى الضغط العصبي والقلق.

من يُصاب بداء مورغيلونس؟

تُصاب أكثر من 14000 عائلة بداء مورغيلونس وفقًا لمؤسسة أبحاث مورغيلونس. بدراسة بعام 2012 لمركز التحكم بالأمراض والوقاية تضمنت 3.2 مليون مشارك، نسبة حدوث داء مورغيلونس كانت 3.65 حالة لكل 100000 مشارك.

أظهرت ذات الدراسة أن داء مورغيلونس أكثر مشاهدةً في النساء البيض بمتوسط أعمارهن. أظهرت دراسة أخرى أن الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بداء مورغيلونس بحال:

  •  إصابتهم بداء لايم
  •  كانوا معرضين للقراد
  •  لديهم فحوص دموية تشير إلى أنه تم عضهم من قراد
  •  لديهم قصور بالغدة الدرقية

تُشير معظم الأبحاث منذ عام 2013 إلى أن داء مورغيلونس ينتشر عبر القراد، لذا ليس من المرجح أن يكون مُعديًا. الأشخاص غير المصابين بداء مورغيلونس ويعيشون مع أفراد عائلة مصابين بالداء، من النادر ظهور الأعراض عندهم.

داء مورغيلونس - اضطراب نادر يتميز بوجود ألياف متدخلة - الجلد غير المنقطع أو القرحات بطيئة التعافي - حس الزحف والعض واللسع على الجلد وداخله

الألياف والجلد الذي يتناثر قد يسبب تهيج الجلد للآخرين، لكن لا يعديهم.

ما هي أعراض داء مورغيلونس؟

أكثر الأعراض شيوعًا لداء مورغيلونس هي ظهور ألياف بيضاء، حمراء، زرقاء، أو سوداء أسفل أو أعلى، تخرج من القرحات أو الجلد غير المنقطع، والشعور بأن شيئًا ما يزحف على الجلد أو أسفله. قد تشعر أيضًا بأنك لُسِعت.

الأعراض الأخرى لداء مورغيلونس مشابهة لأعراض داء لايم، وقد تتضمن:

  •  التعب
  •  الحكة
  •  آلام المفاصل
  •  فقدان الذاكرة قصيرة الأمد
  •  صعوبة بالتركيز
  •  الاكتئاب
  •  الأرق

لماذا داء مورغيلونس حالة مثيرة للجدل؟

داء مورغيلونس مثير للجدل لأنه غير مفهوم بوضوح، سببه غير مؤكد، وقُللت الأبحاث على هذه الحالة. بالإضافة إلى ذلك، داء مورغيلونس لا يُصنف على أنه داء حقيقي. لهذه الأسباب، يُصنف داء مورغيلونس على أنه مرض نفسي، لكن الأبحاث الحديثة أشارت إلى أن داء مورغيلونس داء حقيقي، لذلك لا يزال العديد من الأطباء يقولون أنه مشكلة صحية نفسية يمكن معالجته بالأدوية المضادة للذهان.

حتى الألياف تُعتبر مثيرة للجدل. يعتبر البعض أن داء مورغيلونس مرض نفسي وأن الألياف تأتي من الملابس. ويرى الذين يعتبرون داء مورغيلونس إنتانًا (تعفن الدم) أن الألياف تُنتج في خلايا الإنسان.

ساهم تاريخ الحالة أيضًا في إثارة الجدل. وُصفت الانبعاثات المؤلمة للشعر الخشن من ظهور الأطفال بدايةً في القرن السابع عشر، وسُميت بمورغيلونس. في عام 1938، سُمي شعور الزحف على الجلد بالداء الطفيلي الوهمي، الذي يعني بأن جلدك مُصاب بالحشرات وهو أمر خاطئ.

عادت حالة انبعاث ألياف الجلد للظهور في عام 2002. هذه المرة، رُبطت بحس الزحف على الجلد. سُميت الحالة بداء مورغيلونس بسبب التشابهات بينها وبين الظهور المبكر للحالة. لكن، لأنه مجهول السبب وبسبب حدوثه مع حس الزحف على الجلد، يُسميه العديد من الأطباء والباحثين بالداء الطفيلي الوهمي.

تزايدت أعداد الحالات بشكل كبير في عام 2006 وخاصةً في كاليفورنيا، ربما بسبب التشخيص الذاتي بعد البحث على الإنترنت. هذا أدى إلى بدأ دراسة كبيرة لمركز التحكم بالأمراض والوقاية. نُشرت نتائج الأبحاث في عام 2012 وأظهرت عدم وجود سبب مستبطن، متضمنة الإنتان أو غزو الحشرات، ما دعم فكرة بعض الأطباء بأن داء مورغيلونس هو فعلًا الداء الطفيلي الوهمي.

منذ عام 2013، اقترح بحث من عالمة الأحياء الدقيقة ماريان ج.ميدلفين Marianne J. Middelveen وزملائها وجود ارتباط ما بين داء مورغيلونس والجرثومة التي ينقلها القراد بورليه بورغدور-فري Borrelia burgdorferi. بحال وجود هذا الارتباط، قد يدعم هذا نظرية أن داء مورغيلونس هو داء إنتاني.

كيف يُعالج داء مورغيلونس؟

المعالجة الطبية المُلائمة لداء مورغيلونس ليست واضحة بعد، لكن هناك طريقتان أساسيتان للمعالجة بناءً على ما يراه طبيبك بأنه مسبب للمشكلة.

الأطباء الذين يقولون بأن مسبب داء مورغيلونس هو إنتان سيُعالجونك بالعديد من المضادات الحيوية لفترة طويلة. قد يقتل هذا الجرثومة ويُعالج قرحات الجلد. وإذا كان لديك قلق، ضغط نفسي، أو مشاكل نفسية أخرى، أو طورت من تعايشك مع داء مورغيلونس، قد تُعالج أيضًا بالأدوية النفسية أو العلاج النفسي.

في حال وجد طبيبك أن الحالة يتسبب بها مشكلة صحية نفسية، قد تُعالج بالأدوية النفسية أو العلاج النفسي لوحده.

قد يكون التشخيص بمرض نفسي أمر غير متوقع بينما تجد أنه لديك مرض جلدي مدمر. قد تشعر بأنك لا تُسمع أو تُصدق أو أن ما تعاني منه غير مهم. قد يُفاقم هذا الأعراض الحالية أو قد يؤدي إلى أعراض جديدة.

للحصول على أفضل نتائج للمعالجة، حقق علاقة طويلة الأمد مع طبيبك الذي يأخذ الوقت للاستماع إليك والذي يكون متعاطفًا، منفتح التفكير، وجدير بالثقة. حاول أن تبقى متقبلًا لتجربة علاجات مختلفة، متضمنةً زيارة الطبيب النفسي أو المعالج النفسي بحال توصيتك للمساعدة من أعراض الاكتئاب والقلق أو الضغط النفسي الذي يترافق عادةً مع التعامل مع هذا المرض المُربك.

العلاجات المنزلية

يمكن العثور بسهولة على توصيات أسلوب الحياة والعلاج المنزلي للمصابين بداء مورغيلونس على الإنترنت، لكن مدى تأثيرها وسلامتها غير مضمون. أي توصية جديدة تريد تطبيقها يجب أن تبحث عنها بدقة قبل تطبيقها.

بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المواقع الإلكترونية التي تبيع الكريمات والمستحضرات والعقاقير وضمادات الجروح وعلاجات أخرى تكون عادةً باهظة الثمن لكن فائدتها موضع تساؤل. يجب تفادي هذه المنتجات إلا بحال معرفتك بأنها آمنة وتستحق التكلفة.

هل يمكن لداء مورغيلونس أن يسبب مضاعفات؟

من الطبيعي أن تنظر إلى جلدك وتلمسه في حال كان متهيجًا وغير مريح أو مؤلم. يبدأ بعض الأشخاص بقضاء الكثير من الوقت بالنظر إلى جلدهم ولمسه لدرجة أنه يؤثر على جودة حياتهم ويؤدي إلى القلق والعزلة والاكتئاب وتدني احترام الذات.

لمس أو حك القرحات والجلبات باستمرار، حس الزحف على الجلد، أو الألياف المتناثرة قد تسبب جروحًا كبيرة يصيبها الإنتان ولا تُشفى.

في حال انتقال الإنتان إلى مجرى الدم، قد يحدث إنتانًا بالدم، هذا الإنتان مهدد للحياة ويجب معالجته بالمستشفى بصادات حيوية قوية.

حاول تفادي لمس جلدك، خاصةً القرحات المفتوحة والجلبات. ضع ضمادًا مناسبًا على أي جرح مفتوح لمنع الإنتان.

التعايش مع داء مورغيلونس

قد يصعب التعايش مع داء مورغيلونس بسبب عدم معرفة الكثير عنه. قد تبدو الأعراض غريبة للأشخاص الذين لا يعرفون عنه أو لا يفهمونه.

قد يقلق المصابون بداء مورغيلونس من ظن الآخرين أن كل هذا من مخيلتهم أو أن لا أحد يصدقهم. قد يُشعرهم هذا بالخوف والإحباط والارتباك والاكتئاب. قد يتفادى هؤلاء المرضى الاختلاط مع الأصدقاء والعائلة بسبب أعراضهم.

استخدام المصادر مثل مجموعات الدعم، ربما تساعدك بالتعايش مع هذه المشاكل بحال حدوثها. قد تساعد مجموعات الدعم بفهم ما الذي يحدث ومنحك فرصة التحدث عنه مع الآخرين الذين مروا بذات التجربة.

تساعدك مجموعات الدعم بالحصول على المعلومات الدقيقة حول البحوث الحالية على سبب هذه الحالة وكيفية تدبيرها. يمكنك بهذه المعرفة تعليم الآخرين الذين قد لا يعلمون عن داء مورغيلونس، لكي يكونوا أكثر دعمًا ومساعدةً لك.

اقرأ أيضًا:

داء لايم

طرق الخروج من حالة الاكتئاب

ترجمة: مجد محمد المصري

تدقيق: إبراهيم قسومه

مراجعة: صهيب الأغبري

المصدر