ماهي مكونات الدم؟

دمُكَ عبارة عن مزيج من السوائل، وأنواع مختلفة من الخلايا والبروتينات.

خلايا الدم الحمراء تحملُ الأكسجين، وخلايا الدم البيضاء تكافحُ الأمراض، بينما الصفائح الدموية، وهي أجزاء من خلايا صغيرة تساعد على تجّلط الدم والتئام الجروح.

بعض أنواع السرطان تؤثّرُ على بعضِ أجزاءِ جسمك، وتؤدّي إلى هذه الأمراض: سرطان الدم، سرطان الغدة الليمفاوية (Lymphomas) والسرطان النخاعي (myelomas).

وكان من المتوقع أن يتم تشخيص أكثر من 171,000 شخص مصاب بسرطان الدم عام 2016.

من هو الأكثر عُرضةً للإصابة بسرطان الدم؟

لا يعلم الأطباء ما هي أسباب الإصابة بسرطان الدم، لكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من فرصتك للإصابة به.

إصابة أحد أفراد أسرتك قد يزيد من فرصتك بالإصابة بسرطان الدم، تواجدك المستمر حول بعض المواد الكيميائية المعينة (مثل البنزين أو أنواع الوقود الأخرى)، أو التعرض لمستويات عالية من الإشعاع.

وفي بعض الحالات، الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV-positive)، أو الأشخاص المصابون بالإيدز (AIDS)، أو الذين أُصيبوا بفيروس أبشتاين بار (Epstein-Barr) يكونون أكثر عُرضة للإصابة بأنواع معينة من سرطان الدم.

سرطان الغدد الليمفاوية:

الجهاز اللمفاوي هو شبكة تساعد على مكافحة العدوى داخل جسدك، والعقد الليمفاوية تشمل الأجهزة في جميع أنحاء الجسم، والتي تعمل على تُطهير الجسم من البكتيريا والفيروسات، وتسمّى خلايا الدم البيضاء بالخلايا الليمفاوية.

السرطانات التي تهاجم الجهاز اللمفاوي تسمّى السرطانات الليمفاوية، وهي النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الدم.

لأنّ الجهاز اللمفاوي يعمل في جميع أنحاء الجسم، وهذا النوع من السرطانات يمكن أن يبدأ في أي مكان في أنحاء الجسم.

أنواع سرطان الغدد الليمفاوية:

هناك نوعان من سرطان الغدد الليمفاوية: هودجكين ولَاهودجكينية (Hodgkin’s and non-Hodgkin’s)، وكلاهما يحدث بطريقة مماثلة.

جسمك يجعل الخلايا الليمفاوية التي لا تعمل بشكل صحيح تتجمّع وتُشكل الأورام، ويمكنها أن تُزاحم خلايا الدم البيضاء الصحيّة، وتمنعها من محاربة الأمراض.

مرض هودجكن (لِمْفُومةُ هودجكين):

يُعدّ الفرق بين النوعين من سرطان الغدد اللمفاوية في نوع الخلايا الليمفاوية التي يتضمنها.

حيث يتضمن جسمك على نوع من الخلايا تسمى خلايا ريد ستيرنبرغ (Reed-Sternberg cells) عندَ إصابتك بمرض هودجكن.

توجد هذه الخلايا عند حوالي 12% من المصابين بسرطان الغدد الليمفاوية، والتي سمّيت باسم الطبيب الذي تعرّفَ عليها عام 1832.

ويعدّ هذا النوع واحد من أكثر أشكال السرطان القابلة للشفاء.

لِمْفُومةٌ لَاهودجكينيَّة (Non-Hodgkin’s Lymphoma):

في حال كانَ جسمك لا يحتوي على خلايا ريد ستيرنبرغ، يسمّى هذا النوع لمفومة لاهودجكينية.

وهو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الغدد الليمفاوية، حيث أنّ أكثر من 30 نوعًا من السرطان تقع في هذه الفئة.

بعض الأنواع يمكن أن تنتشر ببطء، والبعض الآخر يمكن لها أن تنتشر بسرعة كبيرة وتصل إلى أجزاء أخرى من الجسم.

هذه الأنواع تحتاج إلى العلاج السريع، وفي بعض الأحيان من الصعب أن تتم معالجتها.

أعراض وتشخيص سرطان الغدد الليمفاوية:

العلامات الأكثر شيوعًا هي: تورّم العُقد الليمفاوية، الحمّى، فقدان الوزن غير المبرر، والشعور بالتعب.

وأيضًا:
• التعرّق في الليل.
• السعال.
• الشعور بألم في الصدر أو البطن.
• عدم الشعور بالجوع.
• تضخم في الطحال أو الكبد.

إذا اعتقدَ طبيبكَ أنّك مصاب بسرطان الغدد الليمفاوية، سيقوم بأخد عينة صغيرة من العقد الليمفاوية، بذلكَ يكون قادرًا على تحديد عدم إصابتك أو إصابتك بسرطان الغدد الليمفاوية مع تحديد النوع.

لُوكِيميَا (ابيضاض الدم):

يؤثّر هذا النوع من السرطان على الدم ونخاع العظم، وبالتالي يؤثّر على الأنسجة الأسفنجية التي تقوم بتصنيع خلايا الدم داخل عظامك، ويؤدي هذا النوع من سرطان الدم إلى جعل العديد من خلايا الدم البيضاء في جسمك لا تعمل بشكل صحيح، ومنع خلايا الدم البيضاء الصحية من مكافحة العدوى.

كما يؤدّي إلى منع خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية من العمل بالطريقة الصحيحة.

وهو النوع الأكثر شيوعًا من السرطان عند الأطفال، لكن يمكن للكبار الإصابة به ايضًا.

أعراض اللوكيميا:

هذا النوع من سرطان الدم يجعلك تشعر كأنك مصاب بالأنفلونزا.

قد تُصاب بالحمى، تشعر بالتعب، تفوح منك رائحة العرق، أو تُعاني من ألم في المفاصل، وقد تُعاني أيضًا من:

• تورّم العقد الليمفاوية.
• فقدان الوزن غير المبرر.
• نزيف أو تورّم في اللثة.

ويمكن له أنْ يشمَل بعض الأعراض الأخرى، مثل الإصابة بالعدوى في كثير من الأحيان، التعرض للكدمات بسهولة وفقر الدم، حيث لا يُنتج جسمك خلايا الدم الحمراء الكافية.

تشخيص اللوكيميا:

يقوم طبيبك بعمل اختبار الدم، وملاحظة ما إذا كان لديكَ أعداد من خلايا الدم البيضاء أعلى من المعدل الطبيعي، أو أعداد منخفضة من خلايا الدم الحمراء، أو الصفائح الدموية، وكلاهما من علامات سرطان الدم.

وقد يرغب طبيبك في أخذ عينة من نخاع العظم (خزعة) للبحث عن الخلايا السرطانية.

كما سيقوم بإعطائك دواء لتخدير منطقة معيّنة، ثمّ وضع إبرة في عظم كبير وإخراج عينة صغيرة لفحصها.

السرطان النخاعي:

يؤثّر هذا النوع من سرطان الدم على خلايا الدم البيضاء، وخلايا البلازما التي تقوم بتصنيع بروتينات تسمّى الأجسام المضادة، والتي تكافح البكتيريا والفيروسات في الجسم.

إذا كنت مصابًا بالسرطان النخاعي، تُصاب خلايا البلازما بخلل، حيث تقوم بتصنيع بروتينات لا تكافح العدوى.

هذه البروتينات تتراكم في نخاع العظم وتُحدِث أضرارًا في الكليتين وتُضعف من عظامك أيضًا.

أعراض وتشخيص الورم النخاعي:

قد لا تلاحِظ وجود أعراض في وقت مبكر، لكن أول علامة هي آلام العظام، وعادةً ما تكون في الظهر أو الأضلاع.

قد تشعر أيضًا بالضعف، تُصاب بالعدوى، تشعر بالعطش الشديد وتحتاج إلى التبول كثيرًا، تشعر بالإمساك، أو خَدِرِ في اليدين أو القدمين.

إذا كان يعتقد طبيبك إصابتك بالسرطان النخاعي، سيقوم بإجراء اختبار الدم للتحقق من وجود مستويات عالية من البروتينات المعينة، وأخذ عينة من نخاع العظم للبحث عن الخلايا السرطانية، والقيام أيضًا بفحص معيّن لمعرفة ما إذا كانت عظامك رقيقة أو مكسورة.

العلاج بالإشعاع والعلاج الكيميائي:

يتضمّن علاج سرطان الدم العلاج بالإشعاع، أو العلاج الكيميائي، أو مزيج من الاثنين، وذلك من أجل قتل الخلايا السرطانية.

يُستخدم في العلاج الكيميائي أدوية قوية لاستهداف الخلايا، في حين أنّه يُستخدم في الإشعاع أشعة عالية الطاقة لمهاجمة الخلايا السرطانية.

وهذه الطريقة يمكن أن تضرّ الخلايا السليمة في الجسم، وتسبب آثار جانية مثل الغثيان أو تساقط الشعر وتجعلك أكثر عرضةً للعدوى.

زرع الخلايا النخاعية:

إذا كانت العلاجات الأخرى لا تعمل، أو يعتقد طبيبك أنّ السرطان قد يعودُ مرةً أخرى، فقد يوصي بزراعة الخلايا الجذعية.

يمكن أن تكون الخلايا الجذعية أنواع مختلفة من الخلايا، وبالتالي فإن الفكرة هي أن تُستبدل الخلايا الجذعية المصابة، بخلايا جذعية تقوم بإنتاج مكوّنات الدم، والخلايا المناعية الصحية.

سيتطلب أيضًا العلاج بالإشعاع أو العلاج الكيميائي لقتل الخلايا المصابة، ومن ثَم ستحصل على خلايا جذعية متبّرع بها.

وهي تشبه عملية نقل الدم، حيث تنتقل الخلايا من خلال أنبوب إلى الأوعية الدموية الكبيرة.

التطَلّع إلى المستقبل:

تُجرى الأبحاث حاليًّا لزيادة فرصتك في القضاء على جميع أنواع سرطان الدم.

تحدّث مع طبيبك عن التجارب السريرية التي قد تكون مناسبة لك، وهذه التجارب تختبر أدوية جديدة لمعرفة ما إذا كانت آمنة، أو فعالة بشكل صحيح.

فهي غالبًا ما تكون وسيلة لتجربة دواء جديد ليس متوفرًا للجميع.


ترجمة: آية عبد العزيز.
تدقيق: لؤي حاج يوسف.
تحرير:عيسى هزيم.
المصدر