ما هو مرق العظم؟

يُحضَّر مرق العظم بطهي عظام الحيوانات وأنسجتها الضامة. يُستخدم هذا المرق مرتفع القيمة الغذائية عمومًا في تحضير أطباق الحساء والصلصات. وحديثًا اكتسب تناوله شعبيةً كبيرة بوصفه مشروبًا صحيًا.

يعود استخدام مرق العظم إلى عصر ما قبل التاريخ، ففي عهد الجمع والالتقاط بدأ سكان الأرض بالتحول إلى استخدام الأجزاء الحيوانية عسيرة التناول كالعظام والحوافر والمفاصل في صورة مرق يمكنهم شرابه.

يمكن تحضير مرق عظام جميع الحيوانات تقريبًا، الخنازير والأبقار والعجول والديوك الرومية والضأن والجاموس والغزلان والدجاج والسمك.

ويمكن استخدام النخاع والأنسجة الضامة مثل الأقدام والحوافر والمناقير والقوانص والزعانف.

طريقة تحضير مرق العظم

تتوفر العديد من الوصفات على شبكة الإنترنت، لكن أكثرنا يميل إلى تجربة الوصفات الموثوقة أو المجربة مسبقًا. ومنّا من لا يعتمد الوصفات أساسًا.

كل ما تحتاج إليه قدر كبير للطهي، والقليل من الماء والخل، والعظم.

للبدء، إليك وصفة سهلة يمكنك اعتمادها:

المقادير:

  •  4 لترات من الماء.
  •  ملعقتان كبيرتان من خل التفاح.
  •  كيلوغرام أو اثنان من عظام الحيوانات.
  •  ملح وفلفل حسب الحاجة.

ست فوائد لمرق العظم.. الحساء المفضل في الشتاء - فوائد مرق العظم - كيفية طهي مرق العظام - القيمة الغذائية لمرق العظم - حساء العظام

طريقة التحضير:

  1.  ضع جميع المكونات في قدر الطهي أو في وعاء الطهي البطيء.
  2.  اترك المزيج حتى يغلي.
  3.  خفّض الحرارة عندما يصل المزيج إلى الغليان، واتركه يغلي ببطء 12-24 ساعة. كلما زادت مدة الطهي كان المرق أشهى طعمًا وأغنى بالمغذيات.
  4.  اترك المرق ليبرد. صَفِّ المرق لإزالة المكونات الصلبة.

لتحضير المرق الأفضل غذائيًا، يُفضل استخدام عظام متنوعة، عظام النخاع والعظام المليئة بالنقي وعظام الذيل والمفاصل والقدمين.

من المهم إضافة الخل في أثناء التحضير؛ إذ يساعد على استخراج المواد الغذائية القيّمة من العظام.

يمكنك أيضًا إضافة الخضر أو الأعشاب أو التوابل إلى مرق الطعام لتعزيز النكهة. من الشائع استخدام الثوم والبصل والكرفس والجزر والبقدونس والزعتر. ويمكن إضافة هذه العناصر إلى قدر الطهي مع المكونات.

ستة أسباب تشجعكم على تجربة مرق العظم:

1) يحتوي العديد من الفيتامينات والمعادن الضرورية

مرق العظم مغذٍّ للغاية. يعتمد محتوى العناصر الغذائية على نوعية المكونات المستخدمة، وباختلافها يختلف محتواها من المغذيات.

عظام الحيوانات غنية بالكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والفسفور ومعادن صغرى أخرى لازمة لبناء عظام أجسامنا وتقويتها.

تحتوي عظام الأسماك على اليود، المهم لصحة الغدة الدرقية وعمليات الأيض.

يمنحك النسيج الضام الجلوكوزامين والكوندروتين، وهي مركبات طبيعية موجودة في الغضاريف، تعزز صحة المفاصل.

يوفر نقي العظم فيتامين (أ) و(ك)، ومعادن مثل الزنك والحديد والبورون والمنغنيز والسيلينيوم، إضافةً إلى أحماض أوميغا 3 وأوميغا 6 الدهنية.

تحتوي جميع الأجزاء الحيوانية أيضًا على بروتين الكولاجين، الذي يتحول إلى جيلاتين عند طهيه وينتج العديد من الأحماض الأمينية المهمة.

تتحول هذه العناصر الغذائية إلى شكل قابل للامتصاص عند الطهي.

لا تؤمن الأنظمة الغذائية لكثيرين القدر الكافي من هذه المواد المغذية، وتناول مرق العظم مصدر جيد لها.

للأسف لا نستطيع تحديد قدر توفر العناصر الغذائية في مرق العظم، لاختلاف محتوى العظم وصعوبة تقدير ذلك.

2) مرق العظم مفيد للجهاز الهضمي

كشف العلم حديثًا ارتباط صحتك الإجمالية بصحة المعدة والأمعاء.

مرق العظم سهل الهضم، بل يسهم في هضم أطعمة أخرى.

يجذب الجيلاتين الموجود في مرق العظم السوائل ويرتبط بها. وهو سبب تصلّب المرق المحضّر بطريقة صحيحة عند تخزينه في الثلاجة.

يرتبط الجيلاتين بالماء داخل الجهاز الهضمي، ما يسهل حركة الأطعمة داخل الأمعاء.

ثبَت أن تناول مرق العظم يؤمّن الحماية للبطانة المخاطية للجهاز الهضمي في الفئران. ومن المعتقد أن آلية عمله مشابهة في أمعاء البشر، لكن الأمر بحاجة إلى المزيد من البحث كي تثبت فعاليته.

يساهم الجلوتامين، حمض أميني موجود في الجيلاتين، في الحفاظ على وظيفة الجدار المعوي، ويسهم في علاج «التسرب المعوي»، إذ يضعف الحاجز بين الأمعاء ومجرى الدم، فتتسرب مواد غير مرغوبة إلى الدم، مسببةً الالتهاب ومشكلات أخرى.

3) مكافحة الالتهابات

للأحماض الأمينية الموجودة في مرق العظم، متضمنةً الجليسين والأرجينين، تأثيرات قوية مضادة للالتهابات. إذ يفيد الأرجينين في علاج الالتهابات المزمنة.

أظهرت دراسة أجريت على الحيوانات أن تناول الأرجينين بالفم لدى الفئران المصابة بالربو أدى إلى تقليل التهاب الجهاز التنفسي وتحسين أعراض الربو.

تشير دراسة الفئران إلى دور تناول المكملات الغذائية الغنية بالأرجينين في مكافحة الالتهابات لدى المصابين بالسمنة، مع ذلك يتطلب إثبات هذه النتائج المزيد من الأبحاث على البشر.

لا يمكن تلافي الإصابة ببعض الالتهابات، بل إن بعضها ضروري لصحة الجسم، إلا أن الإصابة المزمنة بها قد تؤدي إلى العديد من الأمراض الخطيرة كأمراض القلب، والسكري، ومتلازمة الأيض، ومرض ألزهايمر، والتهاب المفاصل، والعديد من أنواع السرطان.

لذا من المهم أن يتضمن نظامك الغذائي وفرة من الأطعمة المضادة للالتهابات.

4) محتوى غذائي مهم لصحة المفاصل

يتفكك الكولاجين، البروتين الرئيسي الموجود في العظام والأوتار والأربطة، في أثناء الطهي إلى بروتين آخر هو الجيلاتين، الذي يحتوي على أحماض أمينية مهمة تعزز صحة المفاصل. يحتوي الجيلاتين على البرولين والجلايسين، اللذان يستخدمهما الجسم لبناء الأنسجة الضامة كالأوتار، التي تربط العضلات بالعظام والأربطة، وتربط العظام بعضها ببعض.

5) يساعد على فقدان الوزن

مرق العظم عادةً منخفض السعرات الحرارية، إلا أنه يسدّ الرمق ويغني من الجوع.

أشارت دراسات إلى أن تناول الحساء باستمرار يزيد من الشعور بامتلاء المعدة، وهي خطوة مهمة لفقدان الوزن وخسارة الدهون من منطقة البطن.

إضافةً إلى غنى مرق العظم بالبروتين، ما قد يسهم في التحكم في الشهية والإقبال على تناول الطعام، ومن ثم فقدان الوزن، والحفاظ على كتلة العضلات.

6) تحسين النوم ووظائف الدماغ

قد يساعدك الحمض الأميني جلايسين الموجود في مرق العظم على الشعور بالاسترخاء، إذ وجدت دراسات عدة أن للجلايسين دورًا في تعزيز النوم.

توصلت دراسة إلى دور تناول 3 غرامات من الجلايسين قبل الخلود إلى النوم في تحسين جودته لدى الأفراد الذين يعانون صعوبة في النوم.

أسهم تناول الجلايسين قبل النوم لدى المشاركين في التجربة في:

  •  بلوغ الإغفاء بسرعة أكبر.
  •  تحقيق نوم عميق متواصل.
  •  تقليل الاستيقاظ خلال الليل.

وجدت الدراسة أيضًا أن الجلايسين يساعد على تخفيف الشعور بالنعاس في أثناء النهار، وتحسين الوظيفة العقلية والذاكرة.

اقرأ أيضًا:

هل يمكن أن يعزز حساء العظم صحة القلب ؟

نصائح غذائية لتقليل الدهون في الغذاء و خسارة الوزن

ترجمة: بشرى عيسى

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر