هل يمكن أن يعزز حساء العظم صحة القلب ؟ فقد حظي حساء العظم بالشهرة في الآونة الأخيرة، وقد وجدت دراسة جديدة احتمالية امتلاكه فوائد لصحة القلب، إذ يحرّر طهي العظام على نارٍ هادئةٍ مع الخل بعض العناصر الغذائية التي يمكن أن تُفقد إن تخلصنا من العظم مع باقي الأجزاء التي لا تؤكل.

لهذا الحساء العديد من الفوائد -حسب ما يشير إليه البعض- من تقليل الالتهاب إلى تحسين النوم، ولكنّ القليل من الأدلة العلمية تدعم ذلك على الرغم من إشارة البعض إلى أنّ حساء العظم هو القهوة الجديدة.

وحتى إن احتوى حساء العظم على العناصر الغذائية المفيدة مثل المعادن والأحماض الأمينية، فهو لا يحتوي عليها بكمياتٍ أكبر من تلك الموجودة في الأصناف الغذائية الأخرى.

وعلى الرغم من احتوائه على الكولاجين وهو ما يدعم ادعاءات مؤيدي استهلاكه بتعزيزه لصحة البشرة والمفاصل، فإنَّ الكولاجين الذي يحصل عليه الإنسان من الغذاء لا يصل أبدًا إلى الجلد والعظام إذ يتفكّك في الجهاز الهضمي إلى الأحماض الأمينية.

ركّز الباحثون -في أحدث دراسةٍ أُجريت لاكتشاف فوائد حساء العظم- على تلك الأحماض الأمينية والببتيدات التي تنتج عن تفكّك العظم والنسيج الضام.

حساء العظم وصحة القلب والأوعية الدموية

اهتم الباحثون بشكلٍ خاصٍّ بتحرّر البروتين من العظام عند طهوها، وتحولها لاحقًا خلال الهضم إلى سلاسل الأحماض الأمينية الأقصر والتي تدعى الببتيدات، وللببتيدات الناتجة مميزات مختلفة عن البروتينات الأصلية.

وهَدف الباحثون بقيادة ليتيسيا مورا في بحثهم الأخير إلى معرفة ما إذا كانت عظام اللحم مصدرًا للببتيدات المفيدة للقلب أم لا، ولاكتشاف ذلك قاموا بمحاكاة عملية الطهي والهضم في جسم الإنسان.

وبمجرد حصولهم على المنتج النهائي فحصوا الببتيدات الناتجة لاكتشاف ما إذا كانت تعيق عمل بعض الإنزيمات التي تساهم في تطور أمراض القلب، بما فيها الإنزيم المحول للأنجيوتنسين-1 والإنزيم المحول للإندوثيلين ودي ببتيل ببتيداز-4 (DPP-4) والعامل المنشط للصفائح الدموية (أسيتل هيدروليز – Acetylhydrolase).

تنظم كل تلك الإنزيمات المذكورة العديد من الجوانب المختلفة في عمل القلب والأوعية الدموية، فمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتينسين-1 تحديدًا تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب الناتجة عن الالتهاب، وإن استطاع العلماء استخلاص تلك الببتيدات من الطعام، فسيكون ذلك مفيدًا للأشخاص المعرضين للإصابة بهذه الأمراض.

وقال القائمون على الدراسة: «يمكن لتثبيط تلك الإنزيمات أن يخفّض من مستويات ضغط الدم وأن يقي من أمراضٍ عديدةٍ مثل السكري من النوع الثاني والسمنة وتصلب الشرايين والأمراض الالتهابية الأخرى».

فوائد محتملة لصحة القلب

وجد العلماء أنّه يمكن للببتيدات -الناتجة في الغالب من الهيموغلوبين والكولاجين- أن تعيق عمل الإنزيمات المرتبطة بأمراض القلب حتى بعد الطبخ والهضم، وقد اكتشفوا أيضًا وجود ببتيداتٍ أخرى تتكون من سلاسل من اثنين أو ثلاثة أحماض أمينية، ما قد يزيد من قابليتها للانتقال عبر جدار الأمعاء ومن فعّاليتها في الجسم.

ذكر الباحثون أنّ اكتشاف وتقدير وجود تلك الببتيدات تحت الظروف الاصطناعية لا يشبه تقييم أثرها على الكائنات الحية، لذلك يجب أن يجروا المزيد من الأبحاث قبل تأكيد فائدة حساء العظم لصحة القلب.

ومن الجدير بالذكر أنّ فهم كيميائية الغذاء ما هو إلّا خطوة بسيطة لاكتشاف تأثيرها على الصحة، وعلى الرغم من أنّ هذه النتائج قد تزيد من شعبية ورواج حساء العظم، فإن رواجها سيقل قبل التوصل إلى الأدلة الحاسمة والقاطعة.

اقرأ أيضًا:

قد يساعد الفجل في محاربة أمراض القلب!

تناول بيضة واحدة يوميًا يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب

قد تساهم هذه المواد الكيميائية النباتية في صحة قلبك


  • ترجمة: ميس أبو شامة
  • تدقيق: رند عصام
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر