يمكن أن يصيب السرطانُ الرحم وهو العضو المجوّف الذي يشبه الكمثرى في شكله حيث ينمو الجنين؛ يبطَّن الرحم بنسيج خاص يُسمى بطانة الرحم، وعندما ينمو السرطان في هذه البطانة، يطلق عليه «سرطان بطانة الرحم Endometrial Cancer». وغالبًا ما تكون السرطانات التي تصيب الرحم من هذا النوع.

إذا تُرك دون علاج؛ يمكن لسرطان بطانة الرحم أن يمتد إلى المثانة أو المستقيم أو يمكن أن يمتد إلى المهبل وقناتي فالوب والمبيضين والأعضاء البعيدة. لحسن الحظ؛ ينمو سرطان بطانة الرحم ببطء، ويمكن للفحوصات المنتظمة أن تكشف عنه قبل أن ينتشر بعيدًا.

ما هي عوامل الخطر لسرطان بطانة الرحم؟

يصيب سرطان بطانة الرحم عادةً النساء بعد انقطاع الطمث، أكثر من 95% من سرطانات بطانة الرحم تصيب النساء اللواتي يزيد عمرهن عن 40 عامًا، وترتفع خطورة الإصابة بسرطان بطانة الرحم لدى النساء منقطعات الطمث إذا:

  •  جاء طمثهنّ الأول مبكرًا
  •  مررن بانقطاع الطمث في وقت متأخر
  •  كُنّ يعانين من السُمنة
  •  كُنّ مصابات بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم
  •  أنجبن عددًا قليلًا من الأطفال أو لم ينجبن على الإطلاق
  •  لديهن سوابق من الإصابة بالعقم أو طمث غير منتظم أو خلايا غير طبيعية في بطانة الرحم (وتسمى تضخّم بطانة الرحم endometrial hyperplasia).
  •  لديهن سوابق عائلية من الإصابة بسرطان بطانة الرحم أو القولون أو المستقيم أو سرطان الثدي.

النساء اللائي يتناولن عقار تاموكسيفين tamoxifen لعلاج سرطان الثدي أو للوقاية منه لديهن مخاطر مرتفعة قليلًا للإصابة بسرطان بطانة الرحم، لكن النساء اللائي تناولن حبوب منع الحمل هن أكثر عرضة للإصابة بسرطان بطانة الرحم بعد انقطاع الطمث بمقدار النصف.

النساء اللواتي يخضعن لعلاج ببدائل هرمون الإستروجين لوحده يكون لديهن مخاطر أكبر للإصابة بسرطان بطانة الرحم لذلك لا يجب على النساء اللائي لم يخضعن لاستئصال الرحم أن يتناولن علاجًا بديلًا عن هرمون الإستروجين وحده.

يمكن لأورام المبيض النادرة أن تنتج الإستروجين وتزيد من فرص إصابة المرأة بسرطان بطانة الرحم.
يمكن أن تزيد النظم الغذائية عالية الدهون وخاصةً التي تحتوي على اللحوم الحمراء من خطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك سرطان بطانة الرحم وسرطان القولون.

هل يمكن الوقاية من سرطان بطانة الرحم ؟

لا يمكن الوقاية من أغلب السرطانات التي تصيب بطانة الرحم؛ ولكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن للمرأة القيام بها لتقليل مخاطر الإصابة به.

إن استخدام وسائل منع الحمل يقلل من الخطر؛ لكن عليكِ أولًا استشارة الطبيب حول الإيجابيات والسلبيات المحتملة لها، كما أن اتباع نظام غذائي صحي ومراقبة وزنك قد تساعد في تقليل المخاطر.

ما هي أعراض سرطان بطانة الرحم ؟

بعض النساء المصابات بسرطان بطانة الرحم لا تظهر عليهن أعراض حتى عندما ينتشر المرض إلى أعضاء أخرى، لكن عادةً ما يُشخص سرطان بطانة الرحم عند ظهور الأعراض كالنزيف المهبلي؛ إذ يبدأ السرطان في النمو.

الأعراض الأكثر شيوعًا هي:

  •  نزيف أو إفرازات مهبلية غير طبيعية: تحدث في تسع من كل عشر نساء مصابات بسرطان بطانة الرحم. قبل انقطاع الطمث، وهذا يعني فترات حيض غير منتظمة كثيفة غير طبيعية أو نزيف بين الدورات الشهرية. بعد دخول المرأة انقطاع الطمث، وهذا يعني أن أي نزيف مهبلي، إلا إذا كانت تخضع للعلاج بالهرمونات البديلة.

على الرغم من أن العلاج التعويضي بالهرمونات قد يتسبّب في حدوث نزيف مهبلي لدى النساء بعد انقطاع الطمث، إلا أنه يجب الخضوع لفحوصات الطبيب عند أول مرحلة من مراحل حدوث أي نزيف من هذا القبيل للتأكّد من أن سرطان بطانة الرحم ليس السبب الكامن وراء حدوث النزيف. ومع ذلك، فإن 15% فقط من النساء المصابات بنزيف ما بعد انقطاع الطمث سوف يصبن بسرطان بطانة الرحم.

  •  الإفرازات المهبلية التي قد يتراوح لونها بين الوردي والمائي إلى البني الغامق ذي الرائحة النتنة.
  •  التبول الصعب أو المؤلم.
  •  الرحم الموسّع، يمكن اكتشافه خلال فحص الحوض.
  •  ألم أثناء الجماع.
  •  فقدان الوزن غير المتوقع.
  •  الضعف والألم في أسفل البطن أو الظهر أو الساقين، يحدث هذا عندما ينتشر السرطان إلى أعضاء أخرى.

اتصلي بطبيبك بشأن سرطان بطانة الرحم إذا:

كنتِ تواجهين نزيفًا مهبليًا أو إفرازات غير طبيعية. على الرغم من أنه في بعض الأحيان يكون النزيف غير الطبيعي من أحد أعراض انقطاع الطمث (ما قبل انقطاع الطمث)، يجب لفت انتباه طبيبك على الفور؛ عادة لا يحدث سرطان بطانة الرحم قبل انقطاع الطمث لكنه يمكن أن يظهر في وقت قريب من انقطاع الطمث وخلال فترة انقطاع الطمث.

كيف أعرف أنني مصابة بسرطان بطانة الرحم؟

إذا كانت المرأة تعاني من أعراض سرطان بطانة الرحم، عندها سيفحصها طبيبها وربما يطلب اختبارات دم وبول.

يمكن أن يجد فحص الحوض ومسحات عنق الرحم، الذي يبحث عن سرطان عنق الرحم، عددًا صغيرًا من سرطانات بطانة الرحم قبل ظهور الأعراض.

وقد تشمل الاختبارات الأخرى:

الموجات فوق الصوتية عبر المهبل؛ إذ يُدخل الطبيب أداة تشبه العصا في المهبل. يهدف الجهاز إلى توجيه موجات صوتية عالية التردد في الرحم، نمط الأصداء التي تصدرها الموجات يخلق صورة.

يمكن وضع المياه المالحة في الرحم من خلال عنق الرحم قبل اختبار الموجات فوق الصوتية لإعطاء صورة أوضح وهذا ما يسمى الموجات فوق الصوتية المهبلية sonohystogram.

إذا كانت بطانة الرحم سميكة للغاية أو غير منتظمة؛ يمكن للطبيب إجراء خزعة بطانة الرحم في العيادة أو تمدد وكشط (D&C) في غرفة العمليات.

الاختبار النهائي هو خزعة (أخذ واختبار عينة من الأنسجة من الرحم)، إذا أكدت الخزعة التشخيص؛ فسوف يطلب الطبيب إجراء فحوصات تصويرية كالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو اختبارات الدم لـ CA-125؛ وهي علامة شوهدت مع سرطان المبيض وبطانة الرحم، وتنظير القولون. قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء الجراحة الاستكشافية (فتح البطن) لتحديد مدى انتشار المرض.

ما هي علاجات سرطان بطانة الرحم؟

الجراحة هي العلاج القياسي لسرطان بطانة الرحم الذي لم ينتشر، إنه أيضًا وقاية فعالة للنساء المعرضات لخطر الإصابة بالمرض.

إن أنجح علاج للسرطان المبكر هو استئصال الرحم بالكامل عن طريق استئصال ثنائي لبوقي المبيضين؛ إذ يُستأصل الرحم وعنق الرحم والمبيضين وأنابيب فالوب، بالإضافة إلى ذلك تُفحص أي غدد لمفاوية مشبوهة وكذلك الأنسجة والأجهزة الأخرى ويمكن أيضًا إزالتها؛ من المرجح أن تمنع هذه الجراحة عودة السرطان.

إذا كان السرطان قد انتشر خارج الرحم، يُعالَج المريض بالإشعاع بعد الجراحة، وغالبًا ما يتم ذلك مع العلاج الكيميائي، للقضاء على الخلايا السرطانية المتبقية. ينصح بعض الأطباء أيضًا بالإشعاع عندما يكون الورم كبيرًا لكنه لم ينتشر خارج الرحم.

المريضات اللواتي يعانين من سرطان بطانة الرحم على نطاق واسع عادة ما يتلقين العلاج الهرموني، وعادةً هرمون البروجسترون لإبطاء نمو السرطان.

قد يتلقين أيضًا العلاج الكيميائي أو الإشعاع لتقليل حجم الأورام وعددها وكل ذلك يمكن أن يطيل العمر ويخفف الأعراض. إذا نجح العلاج في تدمير الأورام البعيدة وكان السرطان المتبقي محصورًا في الرحم وعنق الرحم والمبيضين وقناتي فالوب، فقد تُجرى الجراحة أيضًا.

يحتاج المرضى في فترة توقف ظهور أعراض المرض إلى فحوصات كل بضعة أشهر لعدة سنوات. إذا عاد السرطان، يحدث هذا عادة في غضون ثلاث سنوات وإذا اكتُشِفَ السرطان مُبكرًا؛ فقد يُعالج السرطان الذي يعود مرة أخرى بالإشعاع الشديد أو العلاج الكيميائي أو المزيد من الجراحة.

للمساعدة في التغلب على الصعوبات العاطفية الناجمة عن الإصابة بسرطان الرحم، قد تأخذ المريضات بالحسبان الانضمام إلى مجموعة دعم.

الاستشارة مفيدة خصوصًا للنساء قبل انقطاع الطمث اللائي يصبن بالاكتئاب بعد استئصال الرحم.

سرطان بطانة الرحم: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج سرطان يصيب النساء بعد انقطاع الطمث هل يتسبب العقم بالإصابة بالسرطان سرطانات الرحم

ما هي خزعة بطانة الرحم؟

خزعة بطانة الرحم هي وسيلة يستخدمها طبيبك للتحقق من وجود مشاكل في الرحم، ذاك العضو الذي يأخذ شكل كمثرى في بطنك السفلي والذي يحمل طفلك أثناء الحمل.

يستغرق الإجراء بضع دقائق فقط، وغالبًا ما يتم ذلك في عيادة طبيبك، إنه في غاية الأمان.

من يُجري هذا الاختبار؟

قد يُجري الطبيب هذا النوع من الخزعة إذا أظهر اختبار عنق الرحم أن لديك خلايا “محتملة التسرطن” في الرحم، يمكن أن توحي أيضًا بأحد الأعراض التالية:

  •  طمث غزير أو طويل
  •  الطمث لا يحدث في نفس الوقت كل شهر
  •  عدم حدوث الطمث
  •  النزيف بعد انقطاع الطمث
  •  النزيف بعد أخذ عقار سرطان الثدي تاموكسيفين
  •  بطانة الرحم سميكة

لا يمكن لخزعة بطانة الرحم علاج أو إيقاف أي من هذه الأعراض ولكن يمكن أن يساعد طبيبك على معرفة المشكلة.

ماذا يحدث؟

في معظم الأوقات؛ يمكنك إجراء هذا الاختبار في عيادة طبيبك، لن تحتاجي إلى تخدير لكن طبيبك قد يقترح عليك تناول مسكن للألم دون وصفة طبية قبل 30 دقيقة من زيارتك.

تستغرق العملية عادةً من 10 إلى 15 دقيقة.

ستستلقين على طاولة اختبار مع وضع أخمصي قدميكِ على ركاب، تمامًا كما لو كنت تختبرين الكشف المبكر عن سرطان الرحم. سيُدخل الطبيب جهازًا يسمى المنظار في المهبل، ما يجعله مفتوحًا خلال الفحص.

بعد تنظيف عنق الرحم، سيُخدّر الطبيب المنطقة. يمكنه القيام بذلك باستخدام رذاذ خاص أو عن طريق الحقن بالأدوية.

بعد ذلك؛ سيُدخل أداةً رفيعة ومرنة لشفط عينة من نسيج بطانة الرحم برفق، ثم تُرسل بعد ذلك إلى المختبر حتى يمكن النظر إليها تحت المجهر واختبار وجود خلايا غير طبيعية كالسرطان.

المخاطر:

بالرغم من أن خزعة بطانة الرحم آمنة؛ هناك فرصة لحدوث النزيف والعدوى. يمكن أن يتعرض جدار الرحم أيضًا للخدش بالأدوات المستخدمة أثناء الخزعة لكن هذا نادرًا ما يحصل.

إذا كنتِ تعتقدين أنك حامل، تأكدي من إخبار طبيبك في وقت مبكر، قد تسبب الخزعة لكِ الإجهاض.

بعد العملية:

من الشائع حصول نزيف طفيف بعد هذا النوع من الخزعة وقد تعانين أيضًا بعض التشنّج، وإن حدث ذلك؛ استشيري طبيبك ليصف لكِ مسكنات للألم لا تحتاج إلى وصفة طبية وآمنة على صحتك، يعد الأسبرين أحد هذه المسكنات ولكنه قد يجعلك تنزفين أكثر.

يمكنك العودة إلى حياتك الاعتيادية حالما تشعرين بالقدرة على ذلك، لكن تجنبي ممارسة الجنس إلى حين توقّف نزيفك.

ماذا تعني النتائج:

يجب أن تحصلي على نتائج المخبر في غضون أسبوع تقريبًا، قد تكون الأسباب المحتملة لنزيفك غير الطبيعي هي:

  •  الأورام الحميدة أو الأورام الليفية fibroids (نمو صغير أو كبير في رحمك)
  • التهاب في الرحم، كالتهاب بطانة الرحم endometritis
  •  سرطان بطانة الرحم
  • مشكلة في الغدة الدرقية

سيدرس طبيبك النتائج جيدًا ويناقشها معك، بناءً على ما سكتشفه النتائج؛ سيشرح الطبيب أيضًا فيما إذا كنتِ بحاجة إلى أي علاج.

هناك أيضًا فرصة لإعادة نتائجك واعتبارها غير مقنعة؛ هذا يعني أنه من غير الواضح ما إذا كان لديك أو لم يكن لديك خلايا سرطانية في رحمك.

إذا كان الأمر كذلك؛ فقد تحتاجين إلى إجراء طبي أكثر تعقيدًا يسمى توسيع وكحت الرحم (D&C). أثناء عملية D&C؛ سيكشط طبيبك عينة أكبر من الأنسجة من بطانة الرحم لاختبارها في المخبر.

إن خزعات بطانة الرحم ليست مثالية؛ لأن عينة نسيجية عشوائية تؤخذ، وقد يفوتهم في بعض الأحيان أخذ عينة من نمو طليعة سرطانية أو نمو سرطاني، وإن لم تختفِ الأعراض؛ أخبري طبيبك.

قد تحتاجين إلى اختبار من نوع آخر للحصول على مزيد من المعلومات.

اقرأ أيضًا:

التهاب بطانة الرحم: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

خلل تنسج عنق الرحم

التهاب عنق الرحم: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: محمد حميدة

تدقيق: علي قاسم

مراجعة: رزان حميدة

المصدر