قد يصاب الإنسان بسيلان الأنف في أي وقت من السنة، ويعد الرشح والحساسية وفيروس كوفيد-19 من أشيع أسبابه، لكن كثيرًا من العوامل الأخرى قد تسبب احتقانًا أو سيلانًا للأنف، مثل الأطعمة الحارة أو الهرمونات. نستعرض في هذا المقال أربعة عشر سببًا لسيلان الأنف، وكيفية علاجه والحالات التي تجب عندها زيارة الطبيب.

1- التهاب الجهاز التنفسي العلوي (الزكام)

يعود سبب الزكام إلى الكثير من الفيروسات وأبرزها الفيروسات الأنفية. عند الإصابة بالزكام، تمر السوائل بسهولة أكبر خارج الأوعية الدموية إلى الأنف، ويبدأ سيلان الأنف بعد يومين أو ثلاثة من الإصابة بالفيروس، ويكون المخاط شفافًا في البداية، وقد يتغير لونه بعد عدة أيام.

تتضمن الأدوية المستخدمة في علاج سيلان الأنف الناتج من الزكام:

  •  إيبراتروبيوم بخاخ أنفي.
  •  برومفينرامين.
  •  كلورفينرامين.
  •  ديفينهيدرامين.

يُنصح برؤية طبيب عند استمرار سيلان الأنف أكثر من عشرة أيام، للتحقق من عدم وجود إصابة بعدوى جرثومية تتطلب علاجًا بالمضادات الحيوية.

2- فيروس كوفيد-19

يُعد سيلان الأنف أحد أعراض فيروس كوفيد-19 المحتملة، وتشمل الأعراض الأخرى:

  •  حمّى.
  •  سعال.
  •  ضيق تنفس.
  •  تعب.
  •  آلام عضلية.
  •  صداع.
  •  فقدان حاسة الشم أو التذوق.
  •  التهاب حلق.
  •  احتقان أنفي.
  •  غثيان أو تقيؤ.
  •  إسهال.

يجب إجراء فحص لدى الشك بأن سيلان الأنف والأعراض الأخرى سببها الإصابة بفيروس كوفيد-19، خصوصًا لدى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالأعراض الحادة.

يستطيع معظم الأشخاص علاج فيروس كوفيد-19 بتناول الأدوية المتاحة دون وصفة، لكن يُوصف للمريض الذي يعاني أعراضًا حادة أدوية مضادة للفيروسات أو أدوية معززة للمناعة تسمى الأضداد وحيدة النسيلة، ويساعد تلقي اللقاح في الوقاية من الإصابة بفيروس كوفيد-19 أو التخفيف من حدة أعراضه.

3- حمّى القش والتحسس الأنفي (الحساسية)

تسبب التفاعلات التحسسية عادةً سيلانًا أنفيًا في فصلي الربيع أو الخريف، ويحدث ذلك نتيجة استجابة الجسم الالتهابية للمواد المحسسة في الهواء، إذ يتأهب الجهاز المناعي عند استنشاقها ويطلق مواد كيميائية مثل الهيستامينات، التي تسبب التهابًا في الأغشية الأنفية والعينين، وتتضمن المواد المحسسة حبوب اللقاح من النباتات المزهرة والأشجار والأعشاب والأبواغ والعفن، إضافةً إلى الحساسية تجاه الغبار أو وبر الحيوانات الأليفة أو الدخان الناتج من حرائق الغابات.

تكون الإفرازات الأنفية الناتجة عن التحسس شفافة، لكنها قد تحتوي القيح.

تُعد مضادات الهيستامين الفموية أو في صورة البخاخات الأنفية الخط العلاجي الأول للأعراض التحسسية الخفيفة إلى المتوسطة، وتساعد بخاخات الغلوكوكورتيكويد على تخفيف الالتهاب بفعالية، لكن رغم فعالية المضادات الهيستامينية في علاج سيلان الأنف فإنها ليست فعالة ضد الاحتقان الأنفي المرتبط بالحساسية.

4- الهواء البارد

يسبب الهواء البارد جفاف الأغشية الأنفية ما يسبب استجابة التهابية ورد فعل للجهاز العصبي الأنفي، إذ يحفز الغدد الأنفية على إنتاج المخاط لترطيب الهواء المستنشق وتعديل حرارته، ما يؤدي إلى سيلان الأنف، ويساعد ارتداء وشاح لتغطية الأنف على تجنب ذلك.

5- سيلان الأنف المرتبط بالطعام

يسبب تناول الأطعمة الحارة مثل الفلفل الأسود والكاري والثوم والزنجبيل سيلانًا أنفيًا، ما زال العلماء يحاولون معرفة سبب ذلك، لكنهم يعرفون أنه لا يحدث نتيجة استجابة مناعية، لكن قد يكون الأمر مرتبطًا بتحفيز العصب ثلاثي التوائم أو تهييجه، أو استجابة الجهاز اللاودي الذي يؤدي دورًا في عملية الهضم.

يحدث الأمر ذاته لدى المدخنين أو من يعانون التحسس الأنفي، يمكن تخفيف الأعراض بتجنب تناول الأطعمة الحارة، وتساعد الأدوية مثل الأتروبين من طريق الأنف على تخفيف الأعراض، وتمثل الجراحة حلًا أخيرًا إن كانت المشكلة تؤثر في نوعية الحياة.

6- سيلان الأنف الهرموني

قد تؤثر الهرمونات مباشرة في أغشية الممرات الأنفية ما يؤدي إلى تنشيط الغدد المخاطية، ومنها هرمونات الدرق وهرمونات النمو والهرمونات الجنسية الأنثوية مثل الإستروجين والبروجيسترون. يُلاحظ أن الأعراض المرتبطة بالسيلان الأنفي في أثناء الدورة الحيضية أو عند تناول مانعات الحمل أو خلال فترة الحمل تعكس مستويات الإستروجين في الدم، إذ تزيد المستويات العالية للإستروجين في منتصف الدورة الشهرية مثلًا من نشاط الأغشية الأنفية، وتحرض إنتاج السيتوكين الذي يسبب الاحتقان والسيلان الأنفي، وهي من الأعراض الشائعة خلال الحمل إذ يزيد نشاط الأغشية المخاطية ويزيد تدفق الدم إلى الأوعية الدموية الأنفية، تظهر الدراسات أن 39% من النساء يعانين الاحتقان والسيلان الأنفي خلال الحمل.

بوسع المرأة الحامل أن تستخدم بخاخ محلول ملحي أنفي، وتساعد ممارسة الرياضة على التخفيف من الأعراض، تجب استشارة الطبيب قبل استخدام الأدوية للتحقق من مدى أمان الأدوية على المريضة وطفلها، مثل:

  •  سودوإفدرين.
  •  لوراتادين.
  •  سيتريزين.
  •  إيبراتروبيوم بروميد.

7- السيلان الأنفي المحرض بالأدوية

سيلان الأنف من التأثيرات الجانبية الشائعة لبعض الأدوية التي يحدث تأثيرها بطرق مختلفة، ومنها الأدوية التي تُستخدم في علاج الحالات التالية:

  •  ارتفاع ضغط الدم.
  •  ضخامة البروستات.
  •  الألم.
  •  الخلل الوظيفي في الانتصاب.
  •  الاكتئاب.
  •  المرض القلبي الوعائي.

سيلان الأنف أيضًا من التأثيرات الجانبية المحتملة لتناول مانعات الحمل.

8- التهاب الأنف الحركي الوعائي

تسبب التمارين مثل الجري والرياضات الهوائية وحتى الجماع سيلانًا أنفيًا، وذلك نتيجة زيادة تدفق الدم إلى الأوعية الأنفية في أثناء النشاط الحركي.

بيّن الباحثون أن نسبة الرياضيين الذين يعانون سيلان الأنف المحرض بالتمرين تفوق نسبة غير الرياضيين، وأشار 40% من الرياضيين إلى أن ذلك يؤثر في أدائهم، ويساعد إيبراتروبيوم على تحسين التنفس لدى الأشخاص الذين يعانون تلك الحالة.

9- البكاء

يسبب البكاء سيلانًا أنفيًا طبيعيًا، إذ تتسرب الدموع من العينين خلال فتحة صغيرة تسمى النقطة الدمعية، ثم تدخل القناة الأنفية الدمعية التي تصب مباشرةً داخل الأنف، ويتوقف السيلان فور التوقف عن البكاء.

10- التهاب الجيوب المزمن

الجيوب الأنفية هي أربعة تجاويف في الرأس تربطها ممرات، وهي مسؤولة عن إنتاج المخاط الذي يتسرب من الممرات الأنفية إلى الأنف.

يدفع المخاط البكتريا والفضلات خارج الممرات الأنفية إلى أسفل الحلق ما يسبب ابتلاعها، وهذا يمنع بقاء البكتريا في الأنف ويحميه من الإنتان، لكنها تبقى هناك عند وجود احتقان، ما يؤدي إلى التهاب الجيوب الذي يُعد مزمنًا إذا استمر ثلاثة أشهر أو أكثر.

تتضمن الأعراض الأخرى لالتهاب الجيوب:

تصريف الجيوب الأنفية إلى أسفل الحلق، وضغط وألم في الوجه وانسداد في الأنف، وتراجع حاستي الشم والذوق.

تتطلب بعض حالات التهاب الجيوب تناول المضادات الحيوية، لكن معظمها لا يحتاج إلى علاج دوائي، وبالإمكان تخفيف الأعراض باستخدام بخاخ أنفي يحوي محلول ملحي أو مضاد احتقان، وتمكن الاستعانة بالعلاجات المنزلية مثل وضع منشفة دافئة ورطبة على الجبهة أو الأنف، أو استنشاق البخار من حمام ماء ساخن، والحل الأخير حال فشل هذه العلاجات هو الخضوع للجراحة.

11- البوليبات الأنفية

هي زوائد نسيجية ناعمة داخل الأنف والجيوب الأنفية، تسبب صعوبة في التنفس. تُعد هذه الحالة شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون الربو أو التهاب الأنف التحسسي أو التهاب الجيوب المزمن أو الحساسية للأسبرين أو التليف الكيسي، ويُعد السيلان الأنفي أحد أعراضها، ومن الأعراض الأخرى:

  •  احتقان أنفي.
  •  إحساس بضغط في الوجه.
  •  فقدان حاستي الشم والذوق.
  •  صداع.
  •  تسرب السوائل من الجيوب الأنفية.
  •  التنفس من خلال الفم.

تعالج هذه الحالة باستخدام الأدوية أولًا، ويُلجأ للتدبير الجراحي حال فشل الأدوية.

12- انحراف الوتيرة

تُسمى العظمة أو الغضروف بين الفتحتين الأنفيتين: الوتيرة، وعندما تنحني باتجاه أحد جانبي التجويف الأنفي يُسمى ذلك انحراف الوتيرة، الذي يسبب مشكلات تنفسية مثل السيلان الأنفي وانسداد الأنف، وصعوبة في التنفس من إحدى فتحتي الأنف أو كلتيهما، والتهابات جيوب أنفية متكررة، إضافةً إلى صوت تنفس مزعج عند الأطفال والرضّع، وتنفس من الفم في أثناء النوم عند البالغين.

تكون هذه المشكلة لدى بعض الأشخاص خلقية، لكنها قد تحدث إثر إصابة مثل تعرض الأنف لكسر.

لا ضرورة للعلاج إن كانت الأعراض خفيفة، لكنها إن كانت أخطر يستدعي ذلك إجراء عملية جراحية لتصحيح الانحراف، تُسمى رأب الوتيرة.

13- تسرب السائل الشوكي

يُسمى السائل الذي يحيط بالنخاع الشوكي والدماغ: السائل النخاعي الشوكي، ويحتويه غشاء معرض للتمزق نتيجة إصابة دماغية أو في أثناء الجراحة أو الاختبارات الطبية مثل البزل القطني، عندما يحدث تمزق في هذا الغشاء يتسرب السائل، وقد يحدث ذلك دون سبب أحيانًا.

يُعد التسرب من الأذنين والأنف عرضًا نادرًا، لكن قد يعاني المريض صداعًا يزداد سوءًا عند الجلوس ويخف عند الاستلقاء.

هذه الحالة نادرة، والتدبير الأول هو الراحة، وتتضمن العلاجات الأخرى استخدام التسريب الوريدي، والإماهة، ويحتاج المريض إلى عملية جراحية في حال فشل تلك العلاجات.

14- متلازمة شيرغ- ستراوس

تسمى أيضًا التهاب الأوعية الورمي الحبيبي الأرجي، وهي حالة مرضية نادرة تسبب التهابًا في الخلايا النسيجية أو الدموية. الأشخاص الذين تتطور لديهم هذه المتلازمة لديهم تاريخ مرضي من الربو أو التحسس، وتؤثر الحالة أيضًا في كل من الرئتين والجيوب الأنفية والأنف والقلب والكليتين والسبيل المعوي، إضافةً إلى الجلد والمفاصل والأعصاب، وتؤثر نادرًا في الدماغ.

السيلان الأنفي من الأعراض الشائعة لهذه المتلازمة، وتشمل الأعراض الأخرى:

  •  ضيق التنفس.
  •  ألم الصدر.
  •  ألم المعدة.
  •  براز دموي.
  •  طفح جلدي.
  •  ألم المفاصل أو العضلات.
  •  خدر.

تعالج الحالات الخفيفة بإعطاء مضاد التهاب «بريدنيزون»، ومن العلاجات الأخرى:

  •  ميتوتريكسات.
  •  ميكيوفينولات.
  •  عوامل سامة للخلايا مثل سيكلوفوسفواميد.
  •  ميبوليزوماب.

لكن يقتصر استخدام بعض هذه الأدوية على فترة قصيرة، لخطورة تأثيراتها الجانبية والمضاعفات.

متى تجب استشارة الطبيب؟

يُشفى سيلان الأنف غير المرتبط بأمراض خطيرة تلقائيًا، لكن تجب استشارة الطبيب في الحالات التالية:

  •  استمرار سيلان الأنف أكثر من عشرة أيام.
  •  ارتفاع شديد في الحرارة.
  •  وجود مفرزات أنفية صفراء أو خضراء، مع ألم أو ضغط في الجيوب الأنفية.
  •  رائحة كريهة بالأنف.

الخلاصة

يحدث السيلان الأنفي لعدة أسباب، منها الزكام والبكاء والتمرين والهواء البارد والأطعمة الحارة والحساسية وفيروس كوفيد-19، وغيرها من الحالات الطبية، تجب مراجعة الطبيب عند استمرار سيلان الأنف أكثر من عشرة أيام مصحوبًا بأعراض حادة.

اقرأ أيضًا:

سيلان الأنف: الأسباب والعلاج

عانت من سيلان في الأنف ليتبين أن السائل مصدره دماغها!

ترجمة: بشار ياسر محفوض

تدقيق: محمد حسان عجك

المصدر