أجرت جوجل تعديلات على سياسة الخصوصية الخاصة بتطبيقاتها، إذ أعلنت عن نيتها استخدام جميع البيانات العامة المتاحة للمستخدمين على الإنترنت لتدريب النسخ المناظرة لشات جي بي تي الموجودة لديها.

لا توجد خيارات للاعتراض على هذا التغيير من جوجل إلا بحذف الحساب، وحتى في هذه الحالة، من الممكن أن تستخدم ما نشرته على الإنترنت في أي وقت لتدريب (جوجل بارد Google Bard) الذي تمتلكه جوجل، وغيره من النسخ المشابهة لشات جي بي تي.

ينبغي أن يكون التغيير في سياسات الخصوصية التي قامت بها جوجل تذكيرًا حقيقيًا لعدم المغالاة في مشاركة البيانات مع أي من تطبيقات الدردشة ذات الذكاء الاصطناعي. فيما يلي بعض الأمثلة على البيانات التي يجب الحفاظ عليها بعيدًا عن الذكاء الاصطناعي لتستطيع هذه التطبيقات كسب ثقتك في مجال الخصوصية، نمر حاليًا في عصر الابتكار المستمر في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على توليد النصوص والصور وغيرها، ولكن بالنسبة للتنظيم والقوانين، الأمور ما زالت في مراحلها الأولى. ومع مرور الوقت، ستُطور الحكومات حول العالم أفضل الممارسات للذكاء الاصطناعي التوليدي من أجل حماية الخصوصية.

وسيأتي اليوم الذي تعمل برامج للذكاء الاصطناعي على الأجهزة دون الحاجة للربط بالإنترنت، وقد يكون جهاز (أيه آي بن) الذي تطوره شركة هيومنا واحدًا من هذه المنتجات. وكذلك فيجن برو الذي طورته أبل، شرط أن يكون لدى أبل منتج للذكاء الاصطناعي المولد يعمل على هذه الأجهزة.

حتى ذلك الحين، يجب التعامل مع شات جي بي تي وبارد وبينج شات كأنهم غرباء، وينبغي عدم مشاركة المعلومات الشخصية أو أسرار العمل مع الغرباء.

لنتعرف على أنواع المعلومات التي تعد معلومات حساسة يجب ألّا تحصل عليها الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.

1) المعلومات الشخصية التي قد تحدد هويتك

حاول قدر الإمكان عدم مشاركة المعلومات الشخصية التي قد تعرفك مع شات جي بي تي وبوتات الدردشة الأخرى، مثل اسمك الكامل وعنوانك وتاريخ ميلادك ورقم بطاقتك الشخصية أو جواز السفر.

طبقت شركة أوبن إيه آي التي طورت شات جي بي تي ميزات الخصوصية بعد بضعة أشهر من إطلاقه. وعند تفعيل هذه الميزة تستطيع منع الشركة من الوصول المباشر إلى رسائلك مع شات جي بي تي. لكن هذا الإجراء ما يزال غير كاف لتأمين معلوماتك السرية بعد مشاركتها مع روبوت الدردشة. قد تتعطل هذه الميزة، أو قد يحدث خلل يقلل من فاعليتها.

المشكلة الأساسية هنا ليست فقط في أن شات جي بي تي قد يستفيد من هذه المعلومات، أو أن أوبن إيه آي قد تستخدمها بطريقة غير مناسبة. بل المشكلة تكمن في استخدام هذه المعلومات لتدريب الذكاء الاصطناعي. ما يزيد الأمور خطورة هو أن أوبن إيه آي تعرضت لهجوم وحدث خرق للبيانات في بداية مايو 2023. قد يسبب هذا النوع من الحوادث في تسرب بياناتك إلى أشخاص لا ينبغي أن يملكوها، وقد يستخدمونها لأغراض خطيرة تسبب الضرر لصاحب البيانات.

2) أسماء المستخدمين وكلمات المرور

ما يسعى قراصنة الإنترنت للحصول عليه بشدة لانتهاك بياناتك الشخصية هو معلومات تسجيل الدخول الخاصة بك. أسماء المستخدمين وكلمات المرور قد تفتح أبوابًا غير متوقعة، خاصةً إذا كنت تستخدم نفس بيانات الاعتماد في عدة تطبيقات وخدمات. لذا تذكر أهمية استخدام تطبيقات مثل بروتون باس وباسورد 1 التي تساعدك على إدارة كلمات المرور الخاصة بك بأمان. ولكن تأكد أنه من الضروري ألا تشارك بيانات تسجيل الدخول الخاصة بك مع الذكاء الاصطناعي، فلا يوجد أي مكاسب من فعل ذلك.

3) المعلومات المالية

كذلك ليس هناك أي سبب لمشاركة معلوماتك البنكية مع أوبن إيه آي أو شات جي بي تي. لن تحتاج أبدًا إلى أرقام بطاقات الائتمان أو تفاصيل الحساب البنكي. ولا يستطيع شات جي بي تي أن يفعل أي شيء مع هذه المعلومات، هذا النوع من البيانات حساس جدًا. في الأيدي الخاطئة، قد يسبب لك مشكلات في معاملاتك وحساباتك المالية. لذا إذا طلب منك أي تطبيق يدعي أنه إصدار من شات جي بي تي على الجوال أو الحاسوب معلومات مالية، يجب أن يكون ذلك علامة تحذير على أنك قد تتعامل مع نسخة خبيثة من شات جي بي تي. تحت أي ظرف من الظروف، يجب ألّا تقدم تلك البيانات. بدلًا من ذلك، احذف التطبيق، وتأكد من تحميل التطبيقات الرسمية للذكاء الاصطناعي من أوبن إيه آي أو جوجل أو مايكروسوفت.

4) أسرار العمل

في الأيام الأولى لشات جي بي تي رفع بعض موظفي سامسونج بعض الأكواد إلى تطبيق الدردشة، وهي المعلومات السرية التي وصلت إلى خوادم أوبن إيه آي، ما دفع سامسونج إلى تنفيذ حظر على روبوتات الذكاء الاصطناعي. تبعتها شركات أخرى مثل آبل التي تعمل أيضًا على منتجات مشابهة لشات جي بي تي. ومع إن جوجل تسعى إلى استغلال البيانات لتدريب بدائل شات جي بي تي، فإنها تقيد أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل، ويجب أن يكون هذا كافيًا لإبلاغك أنك يجب أن تحافظ على أسرار عملك. وإذا كنت بحاجة إلى مساعدة شات جي بي تي، يجب أن تجد طرقًا أكثر إبداعًا للحصول على تلك المساعدة دون الحاجة إلى الكشف عن أسرار عملك.

5) المعلومات الصحية

القضية معقدة حول مشاركة بيانات الصحة مع بوتات الدردشة. من الأفضل عدم تقديم تفاصيل دقيقة عن صحتك لبوتات مثل شات جي بي تي، يمكنك استخدامها للبحث عن سيناريوهات مثل (ماذا لو) بدلًا من التشخيص الطبي، حتى نصل إلى اليوم الذي يمكن فيه للذكاء الاصطناعي المولد القيام بذلك بدقة. لذلك، استخدم شات جي بي تي للبحث عن أحذية ركض مناسبة دون الكشف عن تفاصيل صحتك بدقة.

أيضًا يعتمد البعض على البوتات للعلاج النفسي. ولكن، يجب أن تتذكر أن هذه البوتات لا توفر الخصوصية إطلاقًا، وستصل أفكارك إلى خوادم مثل أوبن إيه آي وجوجل ومايكروسوفت وستستخدم في تدريب النماذج. إذا كنت تستخدم الذكاء الاصطناعي للمساعدة النفسية، كن حذرًا فيما تشاركه من معلومات.

الخلاصة

 الذكاء الاصطناعي ليس دقيقًا دائمًا

ليست كل المعلومات المقدمة من الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي دقيقة. فمثلًا في موضوعات الصحة، قد تواجه معلومات غير صحيحة تؤدي إلى تشخيص خاطئ فكن حذرًا. ويجب عليك دائما طلب المصادر للردود.

 احذر التطبيقات الخبيثة

توجد خطورة في تقديم بيانات شخصية لتطبيقات خبيثة تدّعي أنها ذكاء اصطناعي. حتى لو زعمت هذه التطبيقات تقديم خصوصية أكبر، فلا تستطيع الاعتماد على هذه الوعود. الأفضل تقييد معلوماتك الشخصية واستخدام التطبيقات الرسمية للذكاء الاصطناعي المولد من أوبن إيه آي وجوجل ومايكروسوفت.

اقرأ أيضًا:

شات جي بي تي يفشل في لعبة كلمات عبر الإنترنت!

ما مدى نجاعة شات جي بي تي؟

ترجمة: محمد حسام

تدقيق: حسام التهامي

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر