•  تُعد القهوة مشروبًا شائعًا يستهلكه الناس في جميع أنحاء العالم.
  •  لا يزال الباحثون يعملون على فهم فوائد القهوة الصحية المحتملة ومخاطرها.
  •  وجدت دراسة حديثة أن شرب القهوة يصاحب نشاطًا أكثر ونومًا أقل.
  •  وجدت الدراسة أيضًا أن شرب القهوة صاحب انقباضات بطينية مبكرة تخلق مخاطر صحية تبعًا للشخص ولشدة هذه الانقباضات.

نُشرت دراسة حديثة في مجلة nehe New England Journal of MediciT، تناولت تأثير القهوة في عدة مجالات صحية متضمنة عدم انتظام ضربات القلب، ومعدل النشاط، والنوم، ونسبة السكر في الدم.

وجد الباحثون أن شاربي القهوة يسجلون خطوات أكثر في المعدل اليومي، ولكن ينامون أقل مقارنةً بالأشخاص الذين لا يشربون القهوة.

عانى المشاركون الذين يستهلكون القهوة مزيدًا من الانقباضات البطينية المبكرة التي تُعد نوعًا من ضربات القلب الزائدة. ويشير البحث إلى أن شرب القهوة يختلف من شخص إلى آخر، ويستطيع الأشخاص طلب المساعدة من المختصين من أجل التوصيات المناسبة المتعلقة باستهلاك القهوة.

 فوائد القهوة الصحية

تُعد القهوة مشروبًا شائعًا جدًا حول العالم، ما يجعلها تحتل مجال اهتمام واسع للأبحاث. ومع ذلك، إذا كان يشربها الكثيرون، فمن الجيد معرفة تأثيرها في الصحة.

اقترح بحث آخر أن القهوة قد تصاحب انخفاضًا في معدل الوفيات، إضافةً إلى أنها قد تقلل من خطر داء السكري من النمط الثاني، والسمنة، وبعض أنواع السرطان.

مع ذلك، رغم أن القهوة تمتلك فوائد صحية محتملة، فإن استهلاكها لا يُسوَّغ. وتشكل طريقة استهلاك القهوة فارقًا أيضًا. وقد تبطل إضافة الكريم والسكر بعض فوائد القهوة المحتملة.

أوضح دكتور تشيب لافي – مختص في أمراض القلب وإعادة التأهيل القلبي ومدير الوقاية في Ochsner Health – على موقع Medical News Today أنه لم يشارك في الدراسة قائلًا: «تقترح معظم الدراسات أن استهلاك القهوة يصاحب حياة أفضل، ويخفض معدل الوفيات بسبب المشكلات القلبية، ويقلل من الإصابة بالسكتات الدماغية وفشل القلب وارتفاع ضغط الدم المزمن، ويقلل من المخاطر الصحية لبعض الأمراض كالنمط الثاني من السكري وعسر شحميات الدم، في حين أن الجرعة العالية جدًا من القهوة قد ترفع ضغط الدم مؤقتًا. جُمعت هذه الفوائد غالبًا من دراسات رقابية ضخمة».

 تأثير القهوة: خطوات أكثر ونوم أقل.

بحثت هذه الدراسة في العلاقة بين استهلاك القهوة وضربات القلب والنوم وعدد الخطوات اليومية وسكر الدم.

ضمت التجربة التي كانت عشوائية 100 مشارك بالغ يتمتع بصحة جيدة. وامتدت فترة جمع البيانات إلى أسبوعين. وارتدى المشاركون أجهزة مراقبة تخطيط كهربية القلب (ECG) لفحص ضربات القلب، وارتدوا أجهزة Fitbit لتتبع عدد الخطوات ووقت النوم، وارتدوا أيضًا جهاز المراقبة المستمرة للجلوكوز لتتبع مستويات السكر في الدم.

كُلف المشاركون بعدها إما بشرب القهوة مدة يومين أو الامتناع عن الكافيين مدة يومين أيضًا. واستمرت هذه التوزيعات العشوائية إلى 14 يومًا؛ حتى لا يستهلك أي مشارك القهوة أو يمتنع عنها أكثر من يومين.

راقب الباحثون حدوث الانقباضات الأذينية المبكرة لدى المشاركين وإذا ما كانت أكثر أو أقل خلال الأيام التي شربوا فيها القهوة. وتُعد الانقباضات الأذينية المبكرة (PACs) نوعًا من ضربات القلب الزائدة التي تبدأ من الحجرتين العلويتين للقلب.

لاحظ مؤلفو الدراسة أن الانقباضات الأذينية قد تسبب الرجفان الأذيني الذي يُعد أكثر خطورة. ووجد الباحثون أن شرب القهوة لا يصاحب المزيد من الانقباضات الأذينية المبكرة. وقد وجدوا أيضًا أن شرب القهوة لا يؤثر في مستويات السكر في الدم.

مشى المشاركون ما يعادل 1000 خطوة إضافية يوميًا عند تناولهم القهوة، وحصلوا على نحو نصف ساعة نوم أقل في الليل.

شهد المشاركون زيادة في الانقباضات البطينية المبكرة بنسبة 50% في الأيام التي استهلكوا فيها القهوة. وتُعد الانقباضات البطينية المبكرة (PVCs) نوعًا من ضربات القلب الزائدة التي تنشأ من الحجرتين السفليتين للقلب. ومع ذلك، لا يبدو أن هناك علاقة بين شرب كوب من القهوة وزيادة هذه الانقباضات.

أوضح مؤلف الدراسة الدكتور جريجوري ماركوس، طبيب القلب وأستاذ الطب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، النتائج الرئيسية للدراسة قائلًا: «ارتبط كل من التوزيع العشوائي لاستهلاك القهوة وكمية القهوة المستهلكة مع مزيد من الانقباضات البطينية المبكرة، وخطوات إضافية ملحوظة، ونوم أقل في المساء التالي».

مع ذلك، تنوعت النتائج بين المشاركين، وربما يعود ذلك إلى مدى سرعة استقلاب الكافيين لديهم.

 قيود الدراسة

أولًا، لم تثبت الدراسة وجود علاقة سببية بين العوامل التي نوقشت. ثانيًا، ضمّت الدراسة عددًا قليلًا من المشاركين، وكانوا جميعًا يتمتعون بصحة جيدة، فحدَّ ذلك من تعميم النتائج. ويقر الباحثون أيضًا أن بعض النتائج قد تعود إلى سحب الكافيين لدى المشاركين أو عوامل متعلقة بعدم تعمية الدراسة. وتقيّد الباحثون أيضًا بالتزام المشاركين بالتوجيهات ونهج الدراسة.

لم تكن أجهزة Fitbit المستخدمة ذات جودة عالية للاستخدام الطبي، لذا افتقد جمع البيانات المتعلقة بالنوم إلى الدقة. ومن المحتمل أيضًا أن بعض التأثيرات كانت متعلقة بمكونات القهوة الأخرى غير الكافيين.

 ماذا يعني ذلك لشاربي القهوة؟

من المهم توخي الحذر عند تفسير هذه النتائج، فهي لا تشير إلى أن القهوة عامةً خطيرة أو أنه يجب على الناس التوقف عن شربها. وعوضًا عن ذلك، كتب مؤلفو الدراسة: «تشير هذه النتائج إلى أن اتباع نهج فردي لاستهلاك القهوة قد يكون الطريقة الأنسب لتحديد تأثيرها على الصحة.

قد تكون الانقباضات البطينية المبكرة خطيرة، ولكنها عادةً ما تكون غير ضارة.

يقول الدكتور تشيب لافي: «رغم أن الانقباضات البطينية المبكرة تعتبر أكثر أهمية من الانقباضات الأخرى كالانقباضات الأذينية المبكرة، فإنها تعتبر عامةً غير ضارة، وخاصةً إذا لم تكن هناك أية أمراض قلبية خطيرة ولم تسبب إزعاجًا للمرضى. ولكن هذا الأمر يحدث عادةً في حالات تكرار شرب القهوة أكثر من الزيادة الطفيفة الملاحظة عند تناول المزيد من القهوة».

أشار الدكتور ماركوس أيضًا إلى أن الانقباضات البطينية المبكرة قد تزيد من خطر الإصابة بقصور القلب عند بعض الناس.

تكشف البيانات عن تأثيرات معقدة ومتغيرة بين الأفراد، لذا يأمل الدكتور ماركوس أن يستفيد الناس من هذه المعلومات لتنظيم استهلاكهم للقهوة؛ لكي يناسب ميولهم وأهدافهم الصحية على نحو أفضل.

قدم طبيب القلب التدخلي الدكتور أحمد إقبال في Memorial Hermann الأفكار التالية:

إذا كان هناك عبء كافٍ من الاضطرابات القلبية الطفيفة المعتادة على القلب مثل: الانقباضات البطينية أو الأذينية المبكرة، فقد يسبب ذلك مشكلات أخرى مثل: الرجفان الأذيني أو حتى قصور القلب.

إذا كان الشخص يعاني أعراضًا عند استهلاكه كميات كبيرة من القهوة، يُنصح بتقليل الكمية المتناولة وطلب استشارة من طبيب القلب. ولم تُصمَم هذه الدراسة لاستخلاص استنتاجات طويلة الأمد، ولكن لتوليد مزيد من الفرضيات التي ستساعد أخيرًا في فهم نتائج قلبية حرجة وحالات الوفاة المرتبطة بتناول القهوة.

اقرأ أيضًا:

كيف أسهمت القهوة في تغيير العالم؟

دراسة جديدة تؤكِد أنَّ الأشخاص الذين يستهلِكون القهوة بانتظام أقل حساسيّة للألم

ترجمة: رؤى عريان

تدقيق: فاطمة جابر

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر