إن كنت تخطو 10 آلاف خطوة في اليوم، فأنت وبحسب دراسة حديثة استخدمت الهواتف الذكية لتتبع عدد الخطوات حول العالم، تتقدم كثيرًا على شخصٍ اعتيادي على سطح الأرض يخطو 5 آلاف خطوةٍ فقط يوميًا، وحللت هذه الدراسة بيانات هواتف ذكية مجهولة لأكثر من 700 ألف شخصٍ في 111 دولةٍ أو إقليم، كما استخدم كل المشتركين تطبيق الهاتف الذكي Argus، الذي يتتبع النشاط البدني (بما فيه عد خطواتك) باستخدام مقياس التسارع الخاص بالهاتف، وتتبعت الدراسة خطوات المشاركين لمدة 95 يومًا ( اعتمد تحليل الدراسة بالمجمل على بياناتٍ من 46 دولة ومقاطعة امتلكت كل منها على ما لا يقل عن ألف مستخدم.)

قطع المستخدم المتوسط أو العادي 4,961 خطوةً في اليوم، بينما كان عدد الخطوات الأعلى في هونج كونج إذ قطع الناس فيها ما متوسطه 6,880 خطوةٍ يوميًا، تتبعها الصين بـ 6,189 خطوة، وأوكرانيا بـ 6,107 خطوة، أما عن الدول صاحبة أقل عددٍ من الخطوات اليومية المتوسطة فهي ماليزيا بعدد خطواتٍ يبلغ 3,963 خطوة، تتبعها السعودية بـ3,807 خطوة وأندونيسيا بـ 3,513 خطوة، وصنفت الولايات المتحدة في المركز الـ 30 من ضمن 47 دولة بما لا يقل عن ألف مستخدمٍ بمتوسط عدد خطواتٍ يبلغ الـ 4,774 خطوة.

والمثير للاهتمام ما وجده الباحثون بأن متوسط عدد خطوات بلدٍ ما ليس المؤشر الأفضل لمعدل السمنة فيها، وعوضًا عن ذلك تبين وجود ما يدعى باختلاف النشاط وهو عاملٌ أكثر أهمية من عدد الخطوات، وهو الفرق بين أكثر وأقل الناس نشاطًا في بلدٍ ما ( يشبه ذلك ما يدعى بـ (اختلاف الدخل)، وهو الفرق بين أكثر الناس ثراءًا وأفقرهم)، فوجد العلماء أن مستوى البلد في اختلاف النشاط مرتبطٌ بشدةٍ مع معدل السمنة.

ويقول سكوت ديلب، بروفسور الهندسة الحيوية بجامعة ستانفورد والمؤلف المشارك في الدراسة: «إن كنت تعتقد أن بعض الأشخاص في دولةٍ ما ( أغنياء نشاط) وآخرون ( فقراء نشاط)، فإن حجم الفجوة أو الفارق بينهم مرتبطٌ بشدة بمعدل السمنة في ذلك المجتمع».

فالسويد على سبيل المثال، لديها أصغر فجوة بين أكثر وأقل الأشخاص نشاطًا كما ولديها أيضًا أقل معدل سمنة بالمقارنة مع الولايات المتحدة صاحبة أكبر فجوة بين أكثر وأقل الناس نشاطًا ( إذ كانت في المرتبة الرابعة من الأقل نشاطًا في اختلاف النشاط الكلي)، بالإضافة إلى معدل سمنة مرتفعٌ نسبيًا.

كما ووجد الباحثون أن الأماكن التي من الممكن ومن السهل المشي فيها تميل إلى انخفاض مستويات اختلاف النشاط فيها، وتقول جينيفر هيكس المؤلفة المشاركة ومديرة علم البيانات لمركز التعبئة في ستانفورد: « في المدن التي من الممكن المشي فيها يميل كل شخصٍ إلى قطع خطوات أكثر بشكلٍ يومي، سواء كان ذكرًا أم أنثى، صغيرًا أم كبيرًا، بدينًا أم ذا وزن صحي»،

ويضيف الباحثون أن هذه النتائج تظهر أهمية بنية البيئة (أو المحيط الذي من صنع الإنسان حيث يعيش الناس ويعملون)، في التأثير على مستوى النشاط والصحة.


  • ترجمة : ميس أبوشامة
  • تدقيق: أسمى شعبان
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر