عظم العجز عظم مفرد مؤلّف من 5 فقرات ملتحمة، له شكل المثلّث المقلوب في نهاية العمود الفقري ويتّصل مع الحوض.

يتحمّل عظم العجز الضغط والحركة بفضل متانته، ويشكّل مع عظم العصعص (ذيل العجز) قاعدة ثابتة للجلوس القويم.

التشكّل العظمي لعظم العجز:

يُولد البشر مع 4 إلى 6 فقرات عجزيّة منفصلة أكثر من كونها عظمًا واحدًا، لا يحدث الالتحام العظمي في الفقرات العجزيّة في نفس الوقت، إذ يبدأ التحام الفقرتين العجزيّتين S1-S2، مع تقدّم الشخص بالعمر فيتصلّب عظم العجز وتلتحم الفقرات في جسم عظمي واحد.

تبدأ عمليّة الالتحام في أواسط سنّ المراهقة وتنتهي تقريباً في أواسط العشرينات من العمر، وتبدأ عمليّة الالتحام لدى الإناث في وقت أبكر من الذكور.

تفيد معرفة زمن حدوث الالتحام العظميّ في تقدير عمر الهياكل العظميّة، على سبيل المثال؛ حوض الأنثى عريض وقصير، بقمةٍ منحنية تُسمّى مدخل الحوض، بينما الحوض عند الذكور ضّيق وطويل ومسطّح القمة.

يوجد تباين آخر في عظم العجز ليس مفهومًا جيدًا، وهو اختلاف عدد العظام المكوّنة للعجز وتطوّرعملية الالتحام من شخص إلى آخر.

تشريح عظم العجز وهيكله:

عظم العجز غير منتظم الشكل، يشغل الجدار الخلفي في حزام الحوض.

تُعرف الحافّة الممتدّة من الوجه الأماميّ للفقرة العجزيّة S1 باسم (الطنف العجزي Sacral promontary).

توجد عدّة فراغات تسمى ثقوبًا على جانبيّ العجز من بقايا عمليّة الالتحام العظمي، ويعتمد عدد الثقوب على عدد الفقرات الملتحمة، هناك نحو 3-5 ثقوب، وتكون غالبًا 4 ثقوب، والثقوب الأماميّة عادةً أوسع من الخلفيّة أو الظهريّة، وهي تشكّل قنوات لمرور أعصاب الحوض والأوعية الدموية.

تتشكّل بين كل فقرة من الفقرات العجزيّة المندمجة نتوءات صغيرة تسمّى النتوءات المستعرضة أو الخطوط المستعرضة.

يقع العرف العجزي الأوسط على طول الخط الأوسط الظهري لعظم العجز، يتشكّل العرف من سلسلة العمليات الشائكة وقت الالتحام.

يُسمّى الجزء العلويّ من عظم العجز (القاعدة)، تتّصل قاعدة العجز مع الفقرة القطنيّة الخامسة، أكبر الفقرات القطنيّة وأدناها موقعًا.

توجد قمّة العجز في الجزء السفليّ من عظم العجز وتتّصل مع عظم العصعص.

تُعرف المسافة المجوّفة الممتدّة من القاعدة إلى القمة بالقناة العجزية، ووتشكّل قناة في نهاية الحبل الشوكي.

ترتبط جوانب عظم العجز مع يمين عظم الورك (الحرقفة) ويسارها عبر منطقة تعلّق تسمى الصيوان أو السطح الأذني.

توجد منطقة خشنة مباشرة خلف الصيوان تسمى الحدبة العجزيّة، تعمل على تماسك شبكة الأربطة المعقدة التي تدعم حزام الحوض.

الموقع:

يقع العجز عند مستوى أسفل الظهر فوق الشقّ بين الإليتين مباشرةً، المعروف أكثر بشقّ المؤخرة، ويقع الشقّ عند بداية عظم العصعص تقريبًا.

ينحني العجز نحو الأمام وينتهي عند عظم العصعص ويكون الانحناء أكثر وضوحًا لدى الإناث من الذكور.

تشكّل القاعدة الجزء الأوسع من عظم العجز، وتقع في الجزء العلويّ وليس في الجزء السفليّ رغم تسميتها القاعدة.

يتصّل عظم العجز مع الفقرة القطنية L5 عبر المفصل القطني العجزي، ويُعدّ القرص بين هاتين الفقرتين مصدرًا شائعًا لآلام أسفل الظهر.

توجد على جانبيّ المفصل القطني العجزيّ بنىً لها شكل الجناح تُسمّى الجناح العجزي، يتصل مع العظام الحرقفيّة، ويشكّل القسم العلوي للمفصل الحرقفي العجزي. تؤّمن أجنحة الحوض الثبات والقوّة في أثناء المشي والوقوف.

الاختلافات التشريحيّة في عظم العجز:

يكون اختلاف عدد الفقرات العجزية التنوع الأشيع، إذ تتضمن الحالات الشاذّة في عظم العجز 4 أو 6 فقرات ويبقى وجود 5 فقرات النمط الأشيع.

ترتبط بقية الاختلافات التشريحيّة بسطح العجز وانحنائه، إذ يختلف انحناء العجز كثيرًا بين الأفراد، وفي بعض الحالات تبقى الفقرتان العجزيتان S1 وS2 منفصلتين ولا تلتحمان.

توجد حالة تُعرف ب السنسنة المشقوقة Spina Bifida، وهي فشل انغلاق القناة الفقرية في المرحلة الجنينية.

دور عظم العجز:

ما يزال فهم ٱلية عمل عظم العجز في طور التّطور، لكن توجد بعض الأدوار الثابتة:

  1.  يُعد عظم العجز نقطة ربط تصل بين الحوض والعمود الفقريّ ما يساهم في استقرار الجسم.
  2.  يشكّل عظم العجز قاعدة يستقر عليها العمود الفقري عند الجلوس.
  3.  يسهّل الولادة، يستطيع جسم البشر الحركة والإنجاب، وبفضل اتصالات عظم العجز مع العظام المحيطة يعطي حزام الحوض المرونة.
  4.  يدعم عظم العجز القسم العلوي من الجسم في أثناء الوقوف والجلوس، ويحتاج البشر إلى عظم عجز أكبر من الموجود لدى الثدييات الأخرى لأنهم منتصبو القامة ويحتاجون إلى استقرار إضافيّ يؤمن التوازن والحركة.

لو كان الحوض بأكمله ملتحمًا وصلبًا، لكانت الفروق الدقيقة في الحركة اللازمة لتحقيق التوازن أصعب واستهلكت طاقةً أكبر.

وعلى النقيض من ذلك، يعزى التأرجح الذي نراه عندما تمشي الرئيسيات الأخرى في وضعٍ مستقيم، مثالًا على تكلفة الطاقة المرتبطة بحوض أصغر حجمًا وأقلّ مرونةً.

حالات مرضيّة متعلّقة:

  •  يُعدّ عظم العجز مسؤولًا هامًا عن ٱلام أسفل الظهر.
  •  يمثّل الخلل في المفصل العجزي الحرقفيّ من 15 إلى 30% من شكاوي ٱلام أسفل الظهر.
  •  يُعد التهاب المفصل الحرقفي العجزيّ أحد أكثر الأمراض شيوعًا، ويشخّص بالاستبعاد، فلا يشخصه الطبيب إلا بعد نفي جميع الأسباب المحتملة للألم.
  •  الورم الحبليّ: نوع من سرطان العظم البدئي، يشكّل نحو نصف الأورام الحبليّة في العجز، قد تتطوّر الأورام الحبليّة في العمود الفقري أو قاعدة الجمجمة.
  •  قد يُولد الأشخاص مع شذوذات في عظم العجز مثل السنسنة المشقوقة، وهي حالة خلقيّة تنجم عن سوء انغلاق القناة العجزية.

اقرأ أيضًا:

الفقرات العجزية: التشريح والوظيفة والاضطرابات المتعلقة والعلاج

العمود الفقري القطني: البنية التشريحية والوظيفة

ترجمة: زينب عبد الكريم

تدقيق: بدور مارديني

المصدر