يعاني تقريبًا ثلث البالغين الأمريكيين من حروق الشمس كل عام. وفقًا للمعهد الوطني للسرطان، فإن البشرة الشاحبة والتعرض الطويل للشمس يزيدان خطر الإصابة بهذه الحروق. يستغرق شفاء الحروق الشديدة وقتًا أطول من الحروق الخفيفة. تشمل العوامل الأخرى التي تحدد مدى سرعة التعافي من الحروق: اتخاذ التدابير المناسبة ووجود عوامل تبطئ التعافي، مثل مرض السكري أو أمراض الشرايين. علاجات حروق الشمس ليست أمورًا سحرية، يوجد عدد من الطرق التي تمكنك من تسريع عملية التعافي الطبيعية.

طرق تسريع الشفاء:

في حالة حروق الدرجة الأولى، على المصاب أن يمنح جسده وقتًا كافيًا لتعويض الجلد التالف. يؤثر هذا النوع من الحروق في الطبقة الخارجية للجلد فقط.

عادةً ما يبدو الجلد في هذه الحالة أحمر اللون. يبدأ الجسد عملية تقشير للجلد المصاب بعد بضعة أيام من التعرض للحروق، إذ يبدأ باستبداله. تبلغ قدرة الجسد على سرعة الالتئام حدًا معينًا. من أجل تسريع عملية الالتئام، يمكن اتباع الخطوات التالية:

  •  الحصول على الكثير من الراحة.
  •  شرب السوائل بكميات كافية.
  •  ترطيب البشرة.

تتضمن النصائح الأخرى لدعم عملية شفاء الجلد وتخفيف الأعراض المصاحبة للحروق:

  •  تناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، مثل الإيبوبروفين، إذ يساعد على تقليل الالتهاب والألم.
  •  النوم الكافي: تؤدي قلة النوم إلى تعطيل إنتاج الجسم لبعض السيتوكينات، التي تساعده على تنظيم الالتهاب. قد يؤثر هذا التعطيل سلبًا في قدرة الجسم على التعافي.
  •  تجنب التدخين: التدخين أو استهلاك التبغ عمومًا يضعف عملية الشفاء الطبيعية للجسم إذ يفاقم الالتهاب.
  •  تجنب التعرض لأشعة الشمس: يزيد التعرض للأشعة فوق البنفسجية الضرر اللاحق بالجلد، الذي يعاني بالفعل حروق الشمس. حال اضطررت للخروج، غط الأماكن المصابة بالملابس واستخدم واقيًا من الشمس. استعمل مرطبًا يحتوي صبار الألوفيرا الذي يعمل على ترطيب البشرة ويمنع تقشرها.
  •  الاستحمام بالماء المعتدل المائل إلى البرودة: توصي الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية بأخذ حمام بارد لتهدئة البشرة، ثم تُترك البشرة رطبة قليلًا ثم يوضع مرطب ليحتفظ الجلد بالماء.
  •  استخدام دهان الهيدروكورتيزون: تُستخدم دهانات الهيدروكورتيزون لعلاج التورم والتهيج والحكة. استخدام دهان يحتوي تركيز 1% من الهيدروكورتيزون لا يتطلب وصفة طبية، في الحالات الأشد يصف لك الطبيب علاجًا أقوى.
  •  حماية الجسم من الجفاف: تعمل حروق الشمس على سحب الرطوبة من بشرتك. يساعد شرب الكثير من السوائل والشوارد على ترطيب البشرة.
  • تطبيق الكمادات الباردة: قد يساعد وضع كمادة باردة على الجلد- لكن ليس مباشرةً على المنطقة المصابة بحروق الشمس- لفترات قصيرة بعد حدوث الحرق على التخلص من الحرارة الزائدة في الجلد وتقليل حدة الالتهاب.
  •  حمام الشوفان: قد يساعد حمام دقيق الشوفان على تهدئة البشرة وتقليل التهيج. يحضر حمام دقيق الشوفان بخلط بضع ملاعق كبيرة من صودا الخبز وما يقارب كوب من الشوفان في حمام بارد.
  •  قد يساعد استخدام الزيوت العطرية، مثل البابونج وخشب الصندل والنعناع واللافندر وخل التفاح المخفف في علاج حروق الشمس، مع أن هذه الأساليب لم تثبت فعاليتها علميًا.

لا تُشفى حروق الشمس بين عشية وضحاها وإن كان الحرق خفيفًا. تستغرق معظم حالات حروق الشمس من الدرجة الأولى أسبوعًا على الأقل للشفاء حتى عند علاجها بطريقة صحيحة. تستغرق حروق الشمس الشديدة بضعة أسابيع إلى بضعة شهور للشفاء.

الحروق الشديدة:

يصيب هذا النوع من الحروق عادةً المناطق المعرضة سابقًا لحروق الشمس من الدرجة الأولى. تنتج الإصابة بالحروق الشديدة المعروفة بحروق الدرجة الثانية أو الثالثة نتيجة قضاء وقت طويل في الشمس. تخترق حروق الشمس من الدرجة الثانية طبقة الجلد الخارجية لتصل إلى الطبقة الداخلية، الأدمة. عادةً ما تسبب هذه الدرجة من الحروق ظهور نفاطات. أما حروق الشمس من الدرجة الثالثة فتبلغ طبقة الدهون الموجودة تحت الجلد إذ تدمر الأعصاب، نتيجةً لذلك قد يغيب الإحساس بالألم تمامًا.

تحمل حروق الشمس من الدرجة الثانية خطر التجفاف والالتهاب، ويجب ألا تعالج منزليًا بل تتطلب زيارة المشفى. حروق الشمس من الدرجة الثانية والثالثة حالة طبية طارئة تتطلب العلاج الطبي الفوري.

العوامل المؤثرة في الشفاء:

كلما طالت فترة التعرض للأشعة فوق البنفسجية، زادت احتمالية التعرض لحروق الجلد. تختلف سرعة احتراق الجلد بين الأشخاص ذوي البشرة الداكنة والبشرة الفاتحة. فالأشخاص ذوو البشرة الداكنة تنتج بشرتهم المزيد من الميلانين الذي يحمي البشرة من أضرار الأشعة فوق البنفسجية.

كلما زادت شدة الحروق، استغرق جسمك وقتًا أطول ليرمم الطبقة التالفة من الجلد. عادةً ما تختفي أعراض الحروق الخفيفة في غضون ثلاثة إلى خمسة أيام، في حين تستغرق الحروق الشديدة أسبوعين على الأقل. ترتبط سرعة الشفاء من الحروق بالعوامل الوراثية للجسم، إضافةً إلى عوامل أخرى مثل السن والصحة العامة. قد تبطؤ قدرة الجسم على التعافي من حروق الشمس بسبب الظروف ونمط الحياة الذي يضعف جهاز المناعة، من هذه العوامل:

  •  السكري.
  •  التدخين.
  •  سوء التغذية.
  •  السمنة.
  •  الإجهاد المزمن.
  •  أمراض الشرايين.
  •  ضعف الدورة الدموية.
  •  تثبيط المناعة.

المخاطر:

أهم المخاطر التي تجب مراعاتها عندما يتعلق الأمر بحروق الشمس هي مدة التعرض لأشعة الشمس وشدته. كلما طالت مدة التعرض للشمس وازدادت شدتها، ازدادت احتمالية التعرض لحروق الشمس وشدة هذه الحروق. من العوامل التي تزيد احتمال الإصابة بحروق الشمس:

  •  مساحة الجلد المعرض للشمس: مثلًا حال ارتداء ملابس السباحة على الشاطئ، تزداد فرصة الإصابة بالحروق مقارنةً بارتداء ثياب الشارع المعتادة.
  •  الخروج في يوم مشمس: يظل خطر الإصابة بحروق الشمس قائمًا في كل أحوال الطقس. لكن يتزايد خطر الإصابة بحروق الشمس حال التعرض لأشعة الشمس بين الساعة العاشرة صباحًا والرابعة مساءً، إذ تكون أشعة الشمس في أوجها.
  •  بعض الأدوية، مثل مدرات البول ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية والريتينويدات، تزيد فرص التعرض لحروق الشمس.
  •  العيش في المرتفعات: تقل في هذه المناطق فعالية الغلاف الجوي في الحماية من الأشعة فوق البنفسجية.
  •  القرب من خط الاستواء: يزيد التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
  •  الوجود في منطقة قريبة من ثقب طبقة الأوزون.
  •  البشرة الفاتحة: ذوو الجلد الفاتح أكثر عرضة للإصابة بحروق الشمس. مع ذلك، يحتاج الأشخاص ذوو البشرة الداكنة إلى الحماية من أشعة الشمس أيضًا. فهم أيضًا معرضون للإصابة بسرطان الجلد حال التعرض المطول للشمس.

طلب المساعدة الطبية:

إذا كان حرق الشمس خفيفًا، فقد يُشفى الحرق تلقائيًا دون حاجة إلى علاج طبي. أما إذا كان الحرق من الدرجة الثانية أو أشد، يتطلب الأمر الحصول على مساعدة طبية. تجب استشارة الطبيب حال ظهور أحد الأعراض التالية:

  •  ظهور حويصلات أو نفاطات ناتجة عن حروق الشمس.
  •  الإصابة بحمى أو قشعريرة أو حرارة مفرطة.
  •  الغثيان أو التقيؤ.
  •  التجفاف.
  •  الشعور بالدوار أو المرض أو التعب.
  •  الصداع.
  •  التشنجات العضلية.

تتطلب حروق الشمس عند الرضع أو الأطفال عناية أكبر، إذ يزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد لاحقًا. حال إصابة الطفل بحروق الشمس، يجب طلب العناية الطبية.

تلافي حروق الشمس:

الوقاية خير من العلاج. ما يلي بعض الطرق لتلافي حروق الشمس:

  •  البقاء في الظل: حتى إن اضطررت للخروج في يوم مشمس، حاول البقاء في الظل أو استعن بمظلة.
  •  تجنب الخروج في الأوقات الأشد حرارة: تكون الأشعة فوق البنفسجية في أوجها بين الساعة العاشرة صباحًا والرابعة مساءً.
  •  ارتداء القبعة: تحمي القبعة عريضة الحافة الوجه والأذنين والعنق من التعرض لأشعة الشمس.
  •  النظارات الشمسية: تحمي النظارات الشمسية العينين والجلد حول العينين من الأشعة فوق البنفسجية.
  •  الواقي الشمسي: يوصى بتطبيق مستحضر واق من أشعة الشمس واسع الطيف ذي عامل حماية 15 على الأقل حتى في الأيام الغائمة. يُعاد تطبيقه كل ساعتين على الأقل ويُتحقق من تاريخ انتهاء صلاحيته قبل استخدامه.
  •  ارتداء ملابس مناسبة للوقاية من أشعة الشمس الضارة، إضافةً إلى استخدام الواقي الشمسي.

أسئلة شائعة:

إلى متى تستمر حروق الشمس؟

تستغرق حروق الشمس الخفيفة بضعة أيام لتُشفى تلقائيًا. أما إذا كان الحرق شديدًا، فإنه يتطلب علاجًا طبيًا فوريًا ليُشفى تمامًا.

كيف تعالج حروق الشمس على الوجه؟

تعالج حروق الشمس على الوجه بالطريقة ذاتها. تُفضل حماية الرأس والعنق والكتفين بارتداء قبعة عريضة الحافة. يجب تجنب النظر إلى الشمس مباشرةً، وارتداء النظارات الشمسية، خاصةً في الأيام شديدة الحرارة، لحماية العينين من التهاب القرنية الضوئي.

لا يوجد علاج سريع للتخلص من حروق الشمس. تُشفى حروق الشمس الخفيفة تلقائيًا في غضون أيام قليلة، أما حروق الشمس الشديدة فتتطلب علاجًا طبيًا.

تصنيف درجات حروق الشمس

تُصنف حروق الشمس عادةً من حروق الدرجة الأولى. يمكن التمييز بين درجات حروق الشمس بواسطة التصنيف التالي:

  •  حروق الدرجة الأولى: الجلد محمر مع تورم خفيف مترافق مع ألم حال لمسه.
  •  حروق الدرجة الثانية: يكون الاحمرار شديدًا ويترافق مع ألم شديد ونفاطات. قد يحدث نزٌ سائل ويُحتمل فقد أجزاء من الجلد.
  •  حروق الدرجة الثالثة: تحدث تقرحات وفقدان لطبقات الجلد. قد يكون هذا النوع من الحروق غير مؤلم نتيجة فقد الأعصاب في المنطقة المصابة. يصبح الجلد جافًا ويتغير لونه إلى الأحمر أو الوردي أو الأبيض أو الأسمر، وقد يبدو أحيانًا متفحمًا، يحدث التفحم غالبًا في حالة الحرق نتيجة التعرض لمادة كيميائية أو النار.

كيف يعالج التقشر الناجم عن حروق الشمس؟

السماح للجلد أن يتجدد طبيعيًا دون تقشيره هو الحل الأمثل، يفيد وضع المرطبات لتهدئة المنطقة، تمثل المنتجات التي تحتوي على الألوفيرا خيارًا جيدًا.

علاج النفاطات الناجمة عن حروق الشمس

يشير وجود النفاطات إلى حرق من الدرجة الثانية. في هذه الحالة تجب استشارة الطبيب، ووضع ضماد بارد لتهدئة المنطقة المصابة. تجنب ثقب النفاطات الناجمة عن الحروق حتى لا يحدث إنتان. حال ظهور نفاطة، نظف المنطقة بالماء والصابون. يمكن استخدام دهان مضاد حيوي متاح دون وصفة طبية، لكن احذر أن تكون مصابًا بحساسية تجاه مكونات المضاد الحيوي، مثل نيومايسين.

الخلاصة:

تنجم حروق الشمس عن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية. يتعافى الجسم بالحصول على قدر كاف من الراحة، ووضع جل الألوفيرا أو المرطبات الأخرى على البشرة. في حالة حروق الشمس الشديدة التي تسبب تقرحات أو شعورًا بالغثيان، تجب مراجعة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.

اقرأ أيضًا:

كم تستغرق حروق الشمس للشفاء؟ وكيف يمكن تسريع العملية؟

علاجات منزلية للحروق

ترجمة: هيا منصور

تدقيق: فاطمة جابر

المصدر