يُعرف علم اللغة النفسي أو علم نفس اللغة psycholinguistics بأنه دراسة العلاقات التي تربط العوامل اللغویة والنفسیة. يهتم ھذا المجال بدراسة العوامل النفسية والحیویة التي تمكن الإنسان من اكتساب اللغة واستعمالها وفھمها وإنتاجها.

وغالبًا ما یكون مرتبطًا بالآلیات التي تتم عن طریقھا معالجة وتمثیل اللغة في الدماغ. یُعنى علم اللغة النفسي بالكلیات والعملیات المعرفیة اللازمة من أجل إنتاج الأشكال النحویة للغة. يهتم هذا المجال أیضًا بتصور وإدراك ھذه الإنشاءات لدى المستمع. أما علم اللغة النفسي التنموي -وهو فرع من علم اللغة النفسي- یھتم بقدرة الطفل على تعلم اللغة.

مجالات الدراسة

يُعد علم اللغة النفسي مجالًا متعدد التخصصات. يدرسه باحثون من مجموعة متنوعة من الخلفيات المختلفة، مثل علم النفس، العلوم المعرفية، اللغويات، أمراض النطق واللغة، وتحليل الخطاب. يدرس اللغويون النفسيون العديد من الموضوعات المختلفة، ولكن يمكن تقسيم هذه الموضوعات بشكل عام إلى إجابات الأسئلة التالية:

علم اللغة النفسي - علم نفس اللغة - دراسة العلاقات التي تربط العوامل اللغویة والنفسیة - دراسة العوامل النفسية والحیویة التي تمكن الإنسان من اكتساب اللغة

  1.  كيف يكتسب الأطفال لغة (اكتساب اللغة)؟
  2.  كيف يفهم الناس اللغة (فهم اللغة)؟
  3.  كيف ينتج الناس لغةً (إنتاج لغة)؟
  4.  كيف يكتسب الأشخاص الذين يعرفون لغة واحدة لغةً أخرى (اكتساب اللغة الثانية)؟

يتعلق علم اللغة النفسي بأقسام علم اللغة الفرعية مثل:

تاریخ العلم النفسي للغات Psycholinguistics:

اكتساب اللغة والعلم النفسي للغات عند الأطفال

للسعي لفھم خصائص اكتساب اللغة جذورٌ في المناقشات المتعلقة بالسلوكیات الفطریة مقابل السلوكیات المكتسبة سواء في علم الأحیاء أو علم النفس. منذ وقت قريب لم يكن مصطلح الفطري مُستخدمًا في علم النفس الفرد.

ومع ذلك، مع إعادة تعریف خصائص الاطفال وقابلیاتھم وسلوكھم الفطري، يمكن اعتبار السلوكيات الفطرية السلوكيات التي تتفاعل مع الجانب النفسي للفرد.

بعد تضاؤل شعبیة النموذج السلوكي، أصبح علم الأخلاق مرة أخرى مجالًا رائدًا في التفكیر داخل علم النفس، ومن هنا أصبح بالإمكان دراسة اللغة كسلوك فطري داخل الانسان ومن وجهة نظر علم النفس.

أصل التسمیة

نشأ العلم النفسي للغات -من حیث المنھجیة وفي الإطار النظري- في وقت ما قبل نھایة القرن التاسع عشر وكان یطلق علیه في حينها علم نفس اللغة Psychology of language.

لم تبدأ تسمیات العلوم كالعلم النفسي للغات Psycholingustics في الظھور إلا في عام 1936 عندما استخدم یعقوب كانتور Jacob Kantor، عالم نفسي بارز في ذلك الوقت، مصطلح العلم النفسي للغات Psycholingustics.

في كتاب علم النفس الموضوعي لقواعد اللغة، جاء المصطلح فقط لمناسبة الاستخدام إلى أن نشر نیكولاس برونكو مقالاً بعنوان “علم اللغة النفسي: مراجعة” Psycholinguistics:A Review في عام 1946. كانت رغبة برونكو هي توحید عدد لا یحصى من المناھج النظریة في مجال علم اللغة النفسي تحت اسم واحد.

وقد استُخدم لأول مرة للحدیث عن العلوم متعددة التخصصات -التي یمكن أن تكون متعلقة ببعضها- وكذلك نُشر كتاب “علم اللغة النفسي: دراسة استقصائیة عن المشكلات النظریة والبحثیة” عام 1954 من تألیف تشارلز أوسكود Charles Osgood وتوماس سیبیك Thomas Sebeok.

اكتساب اللغة

ثمة مدرستین فكریتین تھتمان بكیفیة اكتساب الطفل للغة، ما زالتا تتضاربان في آرائھما وفرضیاتھما. تخبرنا الأولى أنّ بإمكان الطفل تعلم جمیع اللغات واكتسابھا. وترى الأخرى وجود نظام لغوي موحد لا یمكن تعلمه بل ھو فطري ومتأصل فینا، یسمى أحیانًا بالقواعد العالمية universal grammar.

شاع الرأي القائل بضرورة تعلم اللغة بشكل خاص قبل عام 1960 متمثلًا بالنظریات العقلانیة لجان بیاجیه والتجریبي رودولف كارناب. وبالمثل، تطرح مدرسة علم النفس المعروفة باسم السلوكیة وجھة نظر مفادھا أن اللغة سلوك یتشكل باستجابة مشروطة يتبعها التعلم.

بدأ المنظور الفطري بمراجعة نعوم تشومسكي الانتقادیة للغایة لكتاب سكینر في عام 1959. ساعدت ھذه المراجعة على بدء ما أطلق علیه “الثورة المعرفیة” في علم النفس. یفترض تشومسكي أن البشر یمتلكون قدرة فطریة خاصة للغة وأن السمات

النحویة المعقدة ، مثل التكرار recursion مبرمجةٌ ومربوطة بقوة في الدماغ. ویعتقد أن ھذه القدرات تتجاوز فھم الكائنات الأخرى غیر البشر مھما بلغ ذكاؤها.

وفقًا لتشومسكي، فإن الأطفال الذین یكتسبون لغة لدیھم مساحة واسعة للبحث لاستكشاف جمیع قواعد اللغة البشریة الممكنة، ولكن خلال فترة نموھم واكتساب اللغة لم یتلقوا مدخلات وتصورات كافیة لتعلم جمیع قواعد لغتھم. بناء على ذلك، ستكون ھناك آلیة فطریة تمنح القدرة اللغویة للبشر.

انحصر مجال اللغویات واللغویات النفسیة بردود الفعل على تشومسكي، بين المؤیدة والمعارضة. فلا تزال وجھة النظر المؤیدة ترى أن مقدرة البشر على استخدام اللغة تختلف عن أي نوع من القدرات الحیوانیة.

ربما نتجت ھذه القدرة عن طفرة مفیدة أو عن تكیف المھارات التي تطورت لأغراض أخرى. كان للرأي المعارض والقائل بإمكانية تعلم اللغة اتجاهٌ حدیثٌ مستوحى من مذھب الانبثاقیة الفلسفي.

يتحدى ھذا الرأيُ الرأيَ “الفطري” باعتباره غیر قابل للدحض من الناحیة العلمیة؛ وھذا یعني، لا یمكن اختباره تجریبیًا. ومع زیادة قوة الحاسوب منذ الثمانينيات، تمكن الباحثون من محاكاة اكتساب اللغة باستخدام نماذج الشبكة العصبیة.

توفر ھذه النماذج أدلة على أنها قد توجد في الواقع معلوماتٌ لاستخدامھا كمدخلات لتعلم لغة ما، وحتى بناء الجملة. إذا كان ھذا صحیحًا، فلم تعد الآلیة الفطریة ضروریة لتفسیر اكتساب اللغة!

إدراك وفهم اللغة

تُساهم عملية فهم اللغة بدور مهم في حياتنا اليومية، يرتبط فهم اللغة بكيفية فهم الكلمات من قبل المستمع وانتقال ذهنه إلى المعنى الصحيح للكلمة. يُمكنك -كنتَ قارئًا أو مستمعًا- استخدام نص معين ضمن حالتين:

  •  ضمن سياق معيّن.
  •  بمعزل عن السياق.

ركزت الدراسات في مجال فهم اللغة على الحالة الثانية، أي إعطاء النص بعيدًا عن أي سياق. أظهرت هذه الدراسات أنّ للسياق تأثير مهم على عملية فهم اللغة.

وضع العلماء مقياس التباينات الدلالية semantic differences، وهو مقياس للمعنى المتضمن بالكلمات.

تُجرى ضمن هذا المقياس عادةً عدة أشكال من الاختبارات والتي تمتاز بسهولة إجرائها وسهولة تحصيل النتائج منها.

توضع أمام شخص ما مجموعة من النصوص أو الكلمات المتقابلة وعليه الاختيار من بينها كأن يُقال:

  •  التحفيز هو: (ممتع أم ممل) أو (نافع أم ضار).
  •  الاختبار هو (محدود أم غير محدود بوقت) أو (صعب أم سهل) أو (معتاد أو جديد).

وهكذا، توجد أنواع أخرى من الاختبارات التي تُستخدم للغرض نفسه وهو قياس التباينات الدلالية.

لعلك لم تفهم ما علاقة التباينات الدلالية بفهم اللغة، أليس كذلك؟

تحاول مقاييس التباينات الدلالية SD معرفة كيفية فهم الدلالات والمعاني الحاصلة في ذهن السامع بمجرد رؤية اللفظ. يتم كل هذا بوضع الكلمة واللفظ دون سياق أبداً بل كل ما يفعلونه هو وضع الكلمة وبعدها خيارين (مثلًا) وعليكَ الاختيار من بينهما وعلى اساس اختياراتك، يحدد المُختبرون مدى طبيعة فهمك لتلك الكلمة في ظل خلوّها من السياق.

القراءة

كیف یفھم الناس الجمل خلال قراءتھا؟

یعد ھذا السؤال أحد أھم الأسئلة في علم اللغویات والمعروف أیضًا باسم معالجة الجملة. أنجبت البحوث التجریبیة عددًا من النظریات حول بنیة وآلیات فھم الجملة. تُسلط ھذه النظریات الضوء على أنواع المعلومات الواردة في الجملة التي یمكن للقارئ استخدامھا لبناء المعنى، وعند أي نقطة خلال عملیة القراءة تصبح تلك المعلومات مفھومة للقارئ.

ھناك نظریتان لتفسیر معالجة الجمل؛ نظریة “الوحدات” مقابل “التفاعلیة”.

تفترض طریقة المعالجة بالوحدات، التعامل مع الجملة بشكل مستقل في وحدات منفصلة. ھذه الوحدات لھا تفاعل محدود مع بعضھا البعض. على سبیل المثال، تنص إحدى النظریات المؤثرة في معالجة الجملة، وھي نظریة تدعى بمسار الحدیقة Garden path theory، على أن التحلیل النحوي یحدث أولاً.

ووفقًا لھذه النظریة، فعند قراءة القارئ لجملة ما، فإنه یخلق أبسط بنیة ممكنة من أجل تقلیل الجھد والحمل المعرفي. وعليه، في جملة: “عاقب الطالب الأضعف في الصف الأستاذ”، في الوقت الذي یصل فيه القارئ إلى كلمة “الطالب” سیدور في ذھنه أن الطالب هو من قام بفعل المعاقبة تجاه الأستاذ، دون التفكیر بالصیغة الأعقد، مستخدمًا أبسط تحلیل. يلتزم القارئ بهذا على الرغم من أنه یؤدي إلى موقف غیر منطقي؛ ككون طالبٍ يعاقبُ أستاذًا!
تفكیر بالصیغة الأعقد، مستخدمًا أبسط تحلیل.

تُعالج المعلومات الدلالیة في مرحلة لاحقة بتقدم قراءة الجملة. في وقت لاحق فقط، يعرف القارئ أنه بحاجة إلى إعادة النظر في التحلیل الأولي الذي انبثق في ذھنه. ففي المثال أعلاه، عادة ما یتعرف القراء على سوء فھمھم في الوقت الذي یصلون فیه إلى “المحامي” ویجب علیھم العودة وإعادة تحلیل الجملة. ھذا التحلیل مكلف ویساھم في تباطؤ أوقات القراءة.

على عكس النظریة ذات الواحدات، تفترض النظریة التفاعلیة لمعالجة الجملة أنه یمكن معالجة جمیع المعلومات المتاحة الموجودة في الجملة في أي وقت. بشكل تفاعلي، على سبیل المثال، یمكن لدلالات الجملة مثل معقوليتها من عدمها أن تلعب دورًا للمساعدة في تحدید بنیة الجملة وفھمھا أثناء قراءتھا.

وبالتالي، في الجملة أعلاه، سیكون القارئ قادرًا على استخدام المعقولیة من أجل افتراض أن “الأدلة” تُفحص من قبل المحامي بدلاً من أن تقوم ھي نفسھا بإجراء الفحص. ھناك بیانات لدعم كلا الاتجاهين ولكن ما ھي وجھة النظر الأصح؟ ما زال هذا محل جدل ونقاش.

إنتاج اللغة

یتعلق إنتاج اللغة بكیفیة إنتاج الناس للغة، سواء بشكل مكتوب أو منطوق، بطریقة تُنقل فيها معانٍ مفھومة للآخرین.
إحدى أكثر الطرق فعالیة لشرح الطریقة التي یمثل بھا الأشخاص المعاني باستخدام اللغات التي تحكمھا القواعد ھي مراقبة وتحلیل حالات أخطاء الكلام.

تشمل اختلالات الكلام البدایات الخاطئة والتكرار وإعادة الصیاغة والتوقف المؤقت بین الكلمات أو الجمل أو زلات اللسان مثل المزج والاستبدال وأخطاء النطق المختلفة.

لأخطاء الكلام ھذه تأثیر كبیر على إنتاج اللغة، إذ إنھا تعكس ما یلي:

  1.  التخطیط المسبق للكلام: تظھر أخطاء الكلام مثل إحلال لفظ مكان آخر أو تبديله عندما لا یخطط الشخص للجملة بالكامل قبل أن یتحدثھا. ومن الممكن أن يعود سبب ھذا إلى حدود ذاكرة الإنسان. تشیر الأخطاء التي تنطوي على عملیات التبادل إلى أن المرء یخطط للأمام في الجملة الخاصة به لكن فقط حول الأفكار المھمة مثل الألفاظ المتضمنة للمعنى الأساسي وفقط إلى حد معین من الجملة ولا یفكر ببقیة الكلام في الجملة لھذا تظھر أخطاء.
  2.  تُنظم المصطلحات الخاصة بالمتكلم بشكل دلالي ولفظي: تظھر أخطاء الاستبدال والنطق أن مصطلحات المتكلم منظمة لیس بمعناھا فحسب، بل ومن خلال شكلھا.
  3.  تجمیع الكلمات المعقدة شكلیًا: تعكس الأخطاء التي تنطوي على المزج داخل كلمة ما أن ھناك قاعدة تحكم بناء الكلمات. بمعنى آخر، یولّد المتحدثون الكلمات المعقدة من الناحیة الشكلیة من خلال دمج الأشكال الشكلیة للكلمة بدلاً من تقسيمها على شكل أجزاء.

من المفید التمییز بین ثلاث مراحل منفصلة للإنتاج: التصور ( تحدید ما یجب قوله) والصیاغة (ترجمة نية قول شيء ما إلى شكل لغوي) وأخيرًا التنفیذ.

تهتم معظم الأبحاث اللغویة النفسیة إلى حد كبیر بدراسة الصیاغة لأن مرحلة التصور لا تزال إلى حد بعید فترة صعبة المنال وغامضة من التطور.

المناهج

المنهج السلوكي

تُعد العدید من التجارب التي أجریت في علم اللغة النفسي سلوكیةً بطبیعتھا. في ھذه الأنواع من الدراسات، يُقدم للأشخاص موادّ دراسية مع المحفزات اللغویة ویطلب منھم القیام بعمل ما. على سبیل المثال، قد یُطلب منھم إصدار حكم بشأن كلمة. أو إعادة إنتاج التحفیز، أو لفظ كلمة ممثلة بصریًا بصوت عالٍ. تُقاس مدة رد الفعل للاستجابة للمنبھات عادة بالميللي ثانیة.

كمثال على كیفیة استخدام الأسالیب السلوكیة في أبحاث علم اللغة النفسي، حقق فیشلر 1977 في تشفیر الكلمات. طلب من المشاركین أن یقرروا ما إذا كانت سلسلتان من الرسائل مكتوبة بكلمات إنجلیزیة أو لا.

حينما تكون الكلمة إنكليزية فالاستجابة تكون “نعم” وإذا كانت من لغة أخرى تكون فالاستجابة “لا”. ربط فيشلر الكلمات على شكل أزواج، تارة كانت الأزواج ذات صلة مثل (قطة – كلب) وأخرى كانت الكلمات غير ذات صلة (صمون – جذع نخلة).

وجد فيشلر أن أزواج الكلمات ذات الصلة استُجيب إليها بشكل أسرع مقارنةً بأزواج الكلمات غیر ذات الصلة. یشیر ھذا التفسير إلى أن الارتباط الدلالي یمكن أن یسھل ترمیز الكلمات.

حركة العين

في الآونة الأخیرة، استُخدمت طریقة تتبع العین لدراسة معالجة اللغة. بدایةً من راینر 1978، أُثبتت أھمیة حركات العین أثناء القراءة. على افتراض أن حركات العین مرتبطة ارتباطًا وثیقًا بتركیز القارئ واھتمامه اللحظي بما یقرأه، یمكن دراسة معالجة اللغة من خلال مراقبة حركات العین بینما تُقدَّم مدخلات لغویة سمعیًا للقارئ.

أخطاء إنتاج اللغة

تمنح ملاحظة الأخطاء اللغوية نظرة ثاقبة لكیفية معالجة العقل لإنتاج اللغة حينما یكون المتحدث في خضم الكلام.

1. الاستبدال سواء أكانت صوتیة كاستبدال صوت بآخر أو لغوية أو كلمة مع نقیضھا، كقولنا: “استقل دراجته غدًا” بدلاً من “… بالأمس“.

2. الخلط بين اثنتین من الكلمات معًا:

كقولنا my stummy hurts بدلًا من “tummy” أو “stomach”

أو “You hissed my mystery lectures”

بدلًا من “You missed my history lectures”

أو “They’re Turking talkish”

بدلًا من “They’re talking Turkish”

3. نقل الدوال مثل “-ly” أو “-ed” إلى كلمة مختلفة كقول: enoughly easy بدلًا من easily enough.

4. بدء كلمة بصوت عالق سابقًا في الكلمات الأولى من الجملة كقولنا:

John gave the goy a ball بدلًا من John gave the boy a ball

5. التوقع: استبدال صوت بصوت آخر سیظھر لاحقًا في الجملة كقولنا

She drank a cot cup of tea

بدلًا من

She drank a hot cup of tea

التصوير العصبي

حتى ظھور التقنیات الطبیة غیر الضارة مؤخرًا، كانت جراحة الدماغ ھي الطریقة المفضلة للباحثین باللغة لاكتشاف كیفیة عمل اللغة في الدماغ. على سبیل المثال، یعد قطع الـ corpus callosum وهي حزمة الأعصاب التي تربط نصفي الكرة المخیة علاجًا لبعض أشكال الصرع. یمكن للباحثین استغلال ھذه العملیة الجراحیة لدراسة اللغة وإنتاجھا.

تشمل التقنیات الحدیثة غیر الضارة الآن تصویر المخ بواسطة التصویر المقطعي بالإصدار البوزیتروني PET والتصویر بالرنین المغناطیسي الوظیفي FMRI وتخطیط كھربیة الدماغ EEG وتصویر الدماغ المغناطیسي MEG والتحفیز المغناطیسي عبر الجمجمة TMS. تختلف تقنیات تصویر الدماغ في الدقة المكانیة والزمانیة.

النمذجة الحاسوبية

تعد النمذجة الحسابیة، مثل نموذج DRC للقراءة والتعرّف على الكلمات التي اقترحها ماكس كولتهارت وزملاؤه، منھجیة أخرى مفیدة خلاصتھا إعداد النماذج المعرفیة في شكل برامج كمبیوتر قابلة للتنفیذ.

تُعدّ مثل ھذه البرامج مفیدة لأنھا تتطلب من المنظرین أن یكونوا صریحین في فرضیاتھم ولأنھا یمكن أن تُستخدم لإنشاء تنبؤات دقیقة للنماذج النظریة شدیدة التعقید. من الأمثلة الأخرى للنمذجة الحاسوبیة نموذج ماكلیلاند وإیلمان ترايس لتصور الكلام ونموذج فرانكلین تشانج ثنائي المسار لإنتاج الجمل.

أهداف ومجالات للبحث

یھتم علم اللغة النفسي بطبیعة العملیات التي یخضع لھا الدماغ لفھم اللغة وإنتاجھا. على سبیل المثال، یسعى نموذج كوهرت إلى وصف كیفیة استدعاء الكلمات من المعجم العقلي حينما يرى الفرد أو يسمع مدخلات لغویة.

تصب الأبحاث الحدیثة جل اھتمامھا في استخدام تقنیات التصویر غیر الضارة لتسلیط الضوء على المكان الذي تحدث فيه عملیات لغویة معینة في الدماغ.

ھناك عدد من الأسئلة التي لم يُجَب عنها في علم اللغة النفسي، مثل ما إذا كانت القدرة البشریة على استخدام بناء الجملة تستند إلى بنى عقلیة فطریة أو تنشأ من التفاعل مع البشر الآخرین، وما إذا كان یمكن تعلیم بعض الحیوانات بناء جمل اللغة البشریة.

یبحث حقلان رئیسان آخران في علم اللغة النفسي في اكتساب اللغة الأولى، وھي العملیة التي یكتسب بھا الأطفال اللغة، واكتساب اللغة الثانیة. بالإضافة إلى ذلك، یواجه البالغون صعوبةً في الحصول على لغات ثانیة أكثر من صعوبة تعلم الأطفال لغتھم الأولى.

وبالتالي، قد توجد فترات حساسة یمكن خلالھا تعلم اللغة بسھولة. یركز قدر كبیر من الأبحاث في علم اللغة النفسي على كیفیة تطور ھذه القدرة وتناقصھا بمرور الوقت. یبدو كذلك أنه كلما زاد عدد اللغات التي یعرفھا المرء، سَھُل علیه تعلم المزید.

یتعامل علم الحُبسات aphasiology مع العجز اللغوي الذي ینشأ بسبب تلف في الدماغ. یمكن أن تحرز الدراسات في ھذا المجال تقدمًا من شأنه أن یساعد أولئك الذین فقدوا القدرة على الكلام، وكذلك يقدم لنا أجوبة عن كیفیة معالجة الدماغ للغة.

أظهرت دراسة تجريبية لعام 2016 أن مفاهيم الذات والعالم ترتبط داخليًا. تصف هذه الدراسات كذلك مفاهيم كالإدراك وفهم الذات والعالم في عقول الناس، وتناقش آثارها على علم اللغة النفسي.

اقرأ أيضًا:

يبدو أن اللغة التي تتكلمها توّجه انتباهك، حرفيًا!

علم النفس البيولوجي أو علم النفس الحيوي

ترجمة: جعفر قیس

تدقیق: رزوق النجار

مراجعة: تسنيم المنجد

المصدر