هل لاحظت يومًا ظهور كدمات داكنة حول عينيك تشبه قناع حيوان الراكون؟ تعرف هذه الحالة طبيًا باسم الكدمات المحيطة بالحجاج (Periorbital ecchymosis)، أو ببساطة «عيون الراكون». قد تبدو مجرد كدمات عابرة، لكنها أحيانًا تكون إشارة تحذيرية لإصابة خطيرة، مثل كسر في الجمجمة.
عادةً لا تظهر الكدمات فورًا بعد الإصابة، بل يستغرق ظهورها ما بين يوم إلى ثلاثة أيام، وتستغرق في الغالب أسبوعًا إلى أسبوعين حتى تزول تمامًا.
ما عيون الراكون؟
عيون الراكون هي كدمات زرقاء أو بنفسجية تحيط بالجفون العليا والسفلى، ما يجعل الوجه يبدو كأن الشخص تلقى ضربتين مباشرتين حول عينيه. هذه الكدمات ناتجة من تسرب الدم من الشعيرات الدموية الدقيقة بعد الإصابة، وغالبًا ما تحدث بعد إصابة في الرأس أو الوجه.
سُميت بهذا الاسم لأنها تشبه الفراء الداكن حول عيون حيوان الراكون.
هل عيون الراكون خطيرة؟
قد تكون أحيانًا بسيطة، خاصة بعد عمليات تجميلية أو إصابات سطحية، لكنها قد تكون أيضًا علامة على مشكلة خطيرة. لذلك، عند ملاحظة هذه الكدمات، خصوصًا بعد إصابة في الرأس، تجب استشارة الطبيب فورًا وعدم الاكتفاء بالانتظار.
ملحوظة: لا يجب الخلط بين عيون الراكون والهالات السوداء الناتجة من قلة النوم أو التعب، التي تسبب تغميقًا طفيفًا للجلد تحت عينيك، الهالات السوداء ليست مدعاة للقلق، وربما تحدث بسبب العمر أو الوراثة أو الإرهاق، أما عيون الراكون فهي نزيف تحت الجلد أعلى وأسفل العينين.
الأسباب المحتملة لعيون الراكون:
الأسباب الأكثر شيوعًا:
إصابات مباشرة: مثل حوادث السيارات أو السقوط أو الضربات القوية. هذه الإصابات تسبب كسر الأوعية الدموية الرقيقة، ما يؤدي إلى تجمع الدم تحت الجلد حول عينيك. وقد تكون الإصابة بسيطة مثل التهيج بعد نتف الحواجب، أو خطيرة مثل كسر الجمجمة.
الإصابات الشائعة:
- إصابات السحق (إصابة صدرية).
- كسور العظام المحيطة بالعين (كسر الحجاج) أو قاعدة الجمجمة.
- الضغط الناتج من السعال الشديد أو القيء أو العطاس الذي قد يسبب تمزق الأوعية الدقيقة.
- العمليات الجراحية التجميلية مثل تجميل الأنف.
قد تظهر عيون الراكون نتيجة أمراض أو حالات طبية مثل:
- جلطة دموية في الجيوب الوريدية.
- ارتجاج الدماغ.
- الداء النشواني.
- اضطرابات تخثر الدم مثل الهيموفيليا.
- أمراض مناعية ذاتية مثل الذئبة الحمامية.
- سرطانات معينة مثل ساركوما كابوزي، أو الورم الأرومي العصبي، أو الورم النقوي المتعدد.
- أمراض الكبد أو التهابات فيروسية.
متى تصبح علامة طارئة؟
ظهور عيون الراكون قد يدل على إصابة دماغية خطيرة مثل ارتفاع الضغط داخل الجمجمة أو تسرب السائل الدماغي. اطلب المساعدة الطبية إذا رافقها:
- التعرض لإصابة بالرأس.
- تسرب سائل مائي من الأنف أو الأذن.
- طعم مالح أو معدني في الحلق.
- فقدان مفاجئ للرؤية أو التشوش الذهني.
قد تشير هذه الأعراض إلى خطر يهدد الحياة مثل التهاب السحايا أو نزيف دماغي.
كيف تعالج عيون الراكون؟
العلاج يعتمد على السبب الأساسي لا الكدمة نفسها. قد يطلب الطبيب تصويرًا شعاعيًا أو فحوصات دم لتقييم الوضع:
- إذا كان هناك كسر، قد يتطلب تدخلًا جراحيًا.
- إذا كانت عدوى، قد تستخدم مضادات حيوية أو مضادات فيروسية.
- إذا كانت إصابة طفيفة، يكفي الراحة وتطبيق الثلج لتقليل التورم.
عادةً ما تختفي الكدمات خلال أسبوع إلى أسبوعين، ويتغير لونها تدريجيًا من الأزرق الداكن والبنفسجي إلى الأحمر والأخضر ثم الأصفر قبل أن تزول تمامًا.
ما المضاعفات إذا لم تعالج؟
تجاهل السبب الأساسي قد يؤدي إلى عواقب خطيرة مثل:
- العمى.
- نزيف دماغي أو عدوى في الدماغ.
- تشوه دائم في الوجه أو الرأس.
- فقدان السمع أو شلل الوجه.
- التهاب السحايا أو الغيبوبة.
لذلك، الفحص الطبي ضروري دائمًا.
هل تمكن الوقاية منها؟
ليس دائمًا، خاصة في الحالات المرضية أو الحوادث غير المتوقعة، لكن يمكن تقليل خطر الإصابات من طريق:
- ارتداء خوذة عند ممارسة الرياضات الخطرة.
- وضع حزام الأمان في السيارة.
- الحفاظ على لياقتك وممارسة الرياضة بانتظام لتفادي السقوط.
- إزالة العوائق المنزلية التي قد تسبب التعثر.
- التحدث إلى الطبيب إذا كنت تتناول أدوية تجعلك تشعر بالدوار أو التعب.
هل عيون الراكون علامة على صدمة الطفولة؟
قد تكون عيون الراكون علامة على صدمة الطفولة، مثل إصابة أو إساءة. إذا كنت تشتبه في أن طفلًا في خطر:
- تحدث إلى الطفل، اسأله كيف يشعر.
- اتصل برقم الطوارئ، إذا كان الطفل يعاني ألمًا شديدًا بعد إصابة أو في خطر فوري.
- تحقق من أن الطفل آمن. راقب الطفل حتى وصول خدمات الطوارئ أو السلطات.
الخلاصة:
عيون الراكون قد تكون مجرد كدمة عابرة أو إنذارًا لإصابة تهدد الحياة. إذا لم تكن ناتجة من تعب أو مكياج، خاصةً بعد إصابة في الرأس، فاستشر الطبيب فورًا. التشخيص المبكر ينقذ من مضاعفات خطيرة.
اقرأ أيضًا:
الهالات السوداء تحت العينين: الأسباب والعلاج
هل يزيل زيت اللوز الهالات السوداء؟
ترجمة: أريج حسن إسماعيل
تدقيق: أكرم محيي الدين
