إقترح ثلاثي فيزيائي أوربي في ورقة علمية نُشرت في الخامس من هذا الشهر على موقع أركايف

(arxiv.org) فكرةً يظنّونها قادرة على تمكين الإنسان من معاينة ظاهرة التشابك الكمي المدهشة.

التشابك الكمي كما هو معروف، هو حالة ارتباط جسيمين كموميين بطريقة جوهرية لدرجة مشاركتهما نفس الكيان، بغضِّ النظر عن المسافة الفاصلة بينهما. أُقترحت هذه الفكرة قبل قرن من الزمن تقريبا و لم تُبرهن مذئذٍ فحسب، بل يقوم العلماء بإحداثها بشكل روتيني، إلّا أنّه حتى الآن، لم يقم إنسانٌ قطُّ بمشاهدتها، فهم يعلمون بحدوثها فقط بعد إجراء سلاسل من التجارب. ولا يُعلم إن كان لأحدهم سبقُ محاولة مشاهدتها, لكن في هذه التجربة الجديدة يعتقد الثلاثي أنّه قد توصّل إلى طريقة تجعل الإنسان أخيرا يرى ظاهرة التشابك بشرط قيام أحدهم بالتّجربة على متطوّع مستعد ما.

تتطلّب هذه الفكرة استعمال مقسَّمٍ للأشعة و حزمتين ضوئيتين، حيث تُرسل الحزمة الرئيسية المكونة من فوتونات متّسقة فيزيائيا نحو مقسّمِ الأشعة بينما تتداخل الحزمة الثانوية من الفوتونات المتّسقة بالحزمة الأولى مشكِّلة تغيّرا في الطور، مجبرة الضوء على الإنعكاس بدلا من النفوذ. في مثل هذا السيناريو، لا تحتاج الحزمة الثانوية ان تكون بمثل شدة الحزمة الرئيسية، بل بإمكانها أن تكون فوتوناً متّسقاً وحيداً، وإن كان متشابكاً كمياً فقد يُستعمل للسماح للمشاهد برؤية الحزمة الأشد بينما لا يزال يشاهد تشابك الفوتون الأصلي.

a

 

كما أشار العلماء أنّ التكنولوجيا القادرة على تحقيق هذه التجربة موجودة اليوم، إلّا أنّهم يقرّون أيضاً أنّ الأمر يستوجب شخصا مميّزا للقيام بدور المتطوّع لمثل هذا التكليف، هذا لأنّ البرهان على مشاهدة التشابك الكمي يتطلّب إرسال عدد كبير من الفوتونات بالتسلسل نحو عين المستقبِل, الذي سيعلن إن كان قد رأى الضوء من مرتبة آلاف المرات.


 

المصدر