فوياجر 1 التابع لناسا في الفضاء بين النجوم بعد 40 عامًا من إطلاقه كما تم تصويره في الوثائقي الجديد (The Farthest)
منذ 40 سنة أطلقت ناسا روبوتين مستكشفين في مهمة للسفر أبعد مما وصلت إليه أي مركبة فضائية من قبل، واليوم يكملان طريقهما ليكونا أبعد مبعوثينا إلى الفضاء.

ركز الوثائقي الذي سمّي على نحو ملائم (The Farthest) أو (الأبعد) على قصة هذين المسبارين ومن عمل عليهما.

وصل مسباري فوياجر أو الرحالة (Voyager) المشار إليهما من قبل المصممين بالأرقام “1” و “2” إلى الكواكب الخارجية لنظامنا الشمسي وتابعا السفر وراء هذه الكواكب، زار فوياجر “2” الذي أطلق أولًا في 20 آب 1977 المشتري وزحل وأورانوس ونبتون في حين رحل فوياجر “1” عن الأرض في 5 سبتمبر/أيلول 1977، تجاوز نظيره ووصل قبله إلى المشتري وزحل، وبعد ثلاثة عقود ونصف العقد، تحديدًا في 25 أغسطس/آب 2012 أصبح فوياجر “1” أول مسبار يعبر إلى الفضاء بين النجوم، وهذا أبعد ما وصلت إليه إبداعات البشرية، حوالي 13 بليون ميل (21 بليون كيلومتر) عن الشمس وما زال يرسل البيانات والمعلومات.

(https://www.space.com/37915-voyager-the-farthest-documentary-pbs.html?utm_source=notification)
يقول جون كاساني (John Casani) الذي كان مدير مشروع فوياجر في مختبر ناسا للدفع النفاث في باسادينا في كاليفورنيا عام 1977: «هنالك جزأين لفوياجر، جزء تصميم المسبار واختباره وجمعه ليعمل بشكل صحيح، وضعه على منصة الإطلاق وإرساله إلى الفضاء، والجزء المثير حقًا يحدث بعد ذلك».

ويقول أيضًا في مقابلة سبقت الكشف المبكر عن (The Farthest) في مركز الفضاء هيوستن في تكساس في الأول من أغسطس/آب: «هذا هو المكان الذي بدأ فيه العد التنازلي نحو 40 عامًا، فوياجر مهمة مذهلة حقًا، ليس فقط لأنها استمرت لفترة طويلة؛ ولكن لأنها في الحقيقة ولأول مرة أعطت صورة عن ماهية النظام الشمسي خلف المريخ، حيث لم تكن لدينا أي فكرة».

ويظهر كاساني في (The Farthest) جنبًا إلى جنب مع أكثر من 20 مهندسًا وعالمًا ومواطنًا آخرين ساهموا في مهمة فوياجر قبل 40 عامًا.

«الأفلام الفضائية صعبة جدًا لأنها غير شخصية إلى حدّ بعيد»، كما يشرح جاريد ليبورث (Jared Lipworth) مستشار الإنتاج في استديوهات (HHMI Tangled Bank) والتي تعاونت مع شركة الإنتاج الإيرلندية (Crossing The Line) لعرض الفيلم.

مسبار فوياجر بالقرب من زحل كما صوّر في الفيلم الوثائقي الجديد (The Farthest)
ويضيف ليبورث: «العديد من المشاركين لديهم قصص ليحكوها ولذلك أصبحت فوياجر شيئًا عن الناس كما هي عن المهمة».

ويشمل هذا كاساني وفرانك لوكاتيل (Frank Locatell) وهو المهندس الذي قاد تصميم وتطوير وحدة الدفع في فوياجر، وكان مسؤولًا عن ما يتعلق بالاستعداد للطيران في كامل ميكانيك المسبارين، ويقول لوكاتيل لموقع (collectSPACE): «أعتقد أن فوياجر تمثل خطوة تطورية في التنمية البشرية، وهذا ليس كلامًا مبالغًا به، فوياجر هي قصة عن العلم، وعن تطبيق العلم وما يمكن أن يعنيه هذا التطبيق على تطورنا كبشر».

وقال دون غورنيت (Don Gurnett) العالم الرئيس لأداة موجات البلازما التي قدمت الدليل على أن فوياجر “1” غادر النظام الشمسي عام 2012: «عندما تم إطلاق فوياجر لم يكن لدينا فكرة عن ماهية بعض العوالم الغريبة التي رصدناها مسبقًا، أتذكر أنه وأثناء مروره بجانب المشتري وزحل، تمت دعوتنا لبعض مؤتمرات الخيال العلمي للحديث عن العالمين، وليس فقط الكواكب، لكن للحديث أيضًا عن مجموعة كاملة من الأقمار، لا أذكر العدد بالضبط، أعتقد أنه 30 قمرًا أو نحو ذلك».

بالإضافة للكشف عن تفاصيل الأقمار المعروفة للمشتري وزحل، وجد فوياجر “1” و “2” ثلاثة أقمار جديدة للمشتري وأربعة لزحل، كما اكتشف فوياجر “2” أحد عشر قمرًا غير معروف حول أورانوس ونبتون، واكتشف فوياجر “1” براكينًا نشطة على إيو (Io) ومحيطًا على يوروبا (Europa) قمر المشتري، وغلاف جوي غني بالنيتروجين على تايتان (Titan) قمر زحل.

كما يروي الوثائقي قصة القرص الذهبي الذي يحمله كل من المسبارين، والذي يحتوي على موسيقى وصور وتحيات من الأرض، وهل سيكتشف الذكاء الفضائي يومًا أحد هذين المسبارين أو كلاهما؟


  • ترجمة: أسامة ونوس
  • تدقيق: دانه أبو فرحة
  • تحرير :  رغدة عاصي
  • المصدر