من المعروف أن مرحلة البلوغ هي فترة غريبة لأي فرد، ولكن تذكر دائمًا أطفال قرية جوفيدوس Guevedoce من جمهورية الدومينيك، الذين تتغير أجناسهم (حرفيًا) أثناء مرحلة بلوغهم.

هذا هو ماغطّاه مايكل موزلي Michael Mosely في وثائقي قناة BBC (العد التنازلي للحياة: طريقة تكوينك الفريدة)، Countdown to Life: The Extraordinary Making of You.

فهذه الحالة الفريدة من نوعها تصيب 1% من الصبيان المولودين في ساليناس Salinas، قرية نائية في جنوب غرب جمهورية الدومينيك.

الجوفيدوسيين (من اسم القرية) هي كلمة تعني حرفيًا (قضيب في سن الثانية عشر).

كما يُعرفون باسم machihembras والتي تُترجم إلى “إمرأة في البداية، ثم رجل”.

حيث أن هؤلاء الصبيان يبدؤون حياتهم كإناث كاملين.

حيث لايكون لديهم خصيتان، ويبدو كما لو أن لهم تركيبًا يشبه المهبل.

ويتم تربيتهم كبنات.

بعد البلوغ فقط يبدأ القضيب بالنمو وتبدأ الخصية بالنزول خارج الجسد.

بعد تطورات مرحلة البلوغ الفريدة، ينمو هؤلاء الأولاد ليصبحوا ذكورًا كاملين في مجتمعهم، رغم تمتعهم ببعض العلامات الفريدة التي تُفصح عن ميراثهم البيولوجي الفريد.

حيث أن أحجام أعضائهم تكون صغيرة نوعًا ما، كما أن لحية كل فرد فيهم تكون غير مكتملة النمو، والبروستاتا تكون صغيرة.

ولكن كل شيء يعمل كما ينبغي له أن يعمل.

لايقوم كل جوفيدوسي بتغيير اسمه حين يعبر مرحلة البلوغ.

حيث يوجد ذكور يتمتعون بأسماء إناثٍ طوال عمرهم.

وهذه الحالة لاتقتصر فقط على جمهورية الدومينيك.

بل تمت ملاحظتها في تركيا وفي غينيا الجديدة.

في فيلمه الوثائقي، قام موسلي بمقابلة جوني، فتى جوفيدوسي تم تربيته كفتاة صغيرة اسمها فيليسيتا.

حين أصبحت في السابعة من عُمرها، جلب لها بلوغها أشياء أكثر مما توقعته.

يقول جوني «لم أشعر أنني بخير.

لم أصبح مهتمًا بارتداء التنانير.

وتوقفت عن اللعب مع البنات.

كل ما أردته هو اللعب بالمسدسات البلاستيكية مع الصبيان».

ومع هذه التغيرات النفسية، أتت تغيرات فسيولوجية.

حيث نما لجوني قضيب وخصيتان.

بالرغم من إغاظة زملائه له في المدرسة، إلا أن تحول جوني كان حميدًا.

حيث يقول: «لم أحب يومًا أن أرتدي ملابس الفتيات.

حين تغيرت أصبحت سعيدًا بحياتي».

اكتشاف تغيرات الجوفيدوسيين البلوغية تمت على يد جوليان إمبيراتو Julianne Imperato، عالمة غدد صماء في جماعة كورنيل بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث زارت الدومينيك في السبعينات.

لاحظت إمبيراتو وزملاؤها نقصًا في إنزيم 5-α-reductase عند الصبيان المصابين بهذه الحالة.

حيث أنه بدون هذا الإنزيم، لايقوم الجسم بصنع الهرمون الجنسي الذكوري (dihydrotestosterone DHT).

في حالة نقص هذا الإنزيم، لايتم صنع الأعضاء الجنسية الذكورية، إلا بعد مرحلة البلوغ.

حيث أن زيادة هرمون التستوستيرون في هذه المرحلة العُمرية تقوم بتحويل هذا الشخص إلى رجل.

ولكن قبل البلوغ، تبدو الأعضاء التناسلية الخارجية كما لو أنها أعضاء تناسلية أنثوية.

اكتشاف إمبيراتو أصبح أساس دواء Finasteride الذي يستخدمه الآلاف إن لم يكن الملايين من الرجال حول العالم لعلاج تضخم غدة البروستاتا، وعلاج الصلع الذكوري.

وبالنسبة لجوني، الفتى الذي كان فتاةً، فإنه يأمل أن يجد حبه الحقيقي يومًا ما.

حيث أنه لم يحظ بالعديد من الصديقات منذ فترة تحوله.

ويأمل أن يتزوج ويقود حياةً طبيعية كرجل ورب عائلة.


المصدر