قانون جديد يكشف إذا ما كانت منتجات المعالجة بالمثل (homeopathy) مدعمة بأدلة علمية أم لا!


أصدرت لجنة التجارة الفدرالية تقريرًا ينصّ على أن منتجات المعالجة بالمثل يجب أن تخضع لنفس معايير المنتجات الأخرى التي تملك نفس الصفات. وبعبارة أخرى؛ يجب على الشركات الأمريكية أن تعتمد على دليل علمي موثوق لإثبات الإدعاءات المتعلقة بالصحة، أي تلك التي تقر بأن منتجاتها من الممكن ان تشفي حالات وأمراض معينة.

يجب على صناع العقاقير الدوائية في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة أن يظهروا ما إذا كانت منتجاتهم فعالة، من خلال القيام بدراسات علمية مع لجان مراقبة.

هذا يبيّن إذا ما كانت هذه العقاقير تتفوَّقُ على العلاج الوهمي في علاج حالات معينة أو لا.

وينص بيان السياسة الجديدة المدعو بسياسة التنفيذ في التسويق للادعاءات التي تقول أن قضية الفعالية في عقاقير المعالجة بالمثل هي معتمدة فقط على نظريات المثليين التقليدية ولا يوجد هناك أي أدلة ولا دراسات فعالة تستخدم الطرق العلمية لإثبات فعالية هذه المنتجات. لذلك إذا لم يكن هنالك وجود لهكذا أدلة فإنه يتوجّب على الشّركات أن تعلن هذه الحقيقة بشكل واضح على العلامات الورقية لمنتجاتها، ويجب أن تقر أيضًا أن ادعاءاتها معتمدة فقط على النظريات القديمة للقرن الثامن عشر، والتي رُفِضت من قبل أغلب المجتمعات العلمية. والفشل في هذا الأمر سيُعدّ انتهاكًا لقانون لجنة التجارة الفدرالية.

وقالت مديرة السّياسة العامّة للمركز «ميشيل دي دورا» (Michael De Dora) في بيان صدر ردًّا على القانون الجديد: «هذا يعد انتصارًا حقيقًيا للمنطق، العلم، ولصحّة الشعب الأمريكيّ».

لقد قامت لجنة التّجارة الفدرالية باتخاذ القرار الصحيح لجعل المصنّعين يتحمّلون مسؤولية التأكيدات التي لا أساس لها على الإطلاق، بخصوص هذه المنتجات.

ويرجع تاريخ المُعالجة بالمثل الى أعوام 1700، وتقوم هذه النظرية على إعطاء مادة تولّد أعراض لدى الشخص السويّ مماثلة لتلك التي يقصد معالجتها، فمثلا إذا كان لديك طفح جلدي، وتريد معالجته بواسطة بديل طبيعي والذي بالمثل، يسبب طفح جلديّ مثل اللبلاب السّام .

العَديدُ من منتجات المعالجة بالمثل أصبحت مخفّفة بحيث لا تحتوي على مستويات ملحوظة من المادة الأولية، وعلى الرغم من ذلك يُنكر المعالجون الإدّعاء الذي يسمى بذاكرة الماء (water memory).

أظهرت الدراسات مرارًا وتكرارًا أن العلاجات بالمثل لا تعمل بشكل أكثر فعالية من العلاج بالوهم، وما يُنْشَرُ على أن منتجات المعالجة بالمثل متفوّقة، يُنشر في كثيرٍ من الأحيان في مجلات «العلاج بالمثل»، ولا توجد أي مجموعة مراقبة عليها. والمرضى يعرفون إذا ما كانوا يتلقون علاجًا حقيقيًّا أو علاجًا بالوَهم.

وعلى الرغم من ذلك إذا قمت بتعاطي دواءٍ ما وشعرت بتحسّن فإنك تميل الى الإعتقاد أن هذا الدواء هو ما جعلك تتحسن، وهذا هو السبب في أن مستخدمي العلاج بالمثل يفضلون العودة إليه. ولكن لسوء الحظ أنه يكون في أغلب الأحيان مجرد تأثير وهمي، أو أن الجسم يقوم بشفاء نفسه مع مرور الزمن.

ومع الأنظمة الجديدة، فالزبائن سيُعلمون بوضوح فيما إذا ما كانت المنتجات التي يختارونها من الصيدليات لها أساس علمي أو لا. وهذا الأمر مهمٌّ، ليس بسبب أن العلاجات بالمثلية غير مجدية وحسب، ولكن لأنها قد تكون خطرة أيضًا.

وقد حققت إدارة الأغذية والعَقاقير حاليًا في موتِ 10 أطفال رُضَّع ممن أعطوا أقراص تسنين تحتوي على نبات قاتل يُدعى نايت شايد، وهو نبات يشبه البطاطس ويحتوى على مادة حمراء أو سوداء اللون، والعديد من أنواع هذا النبات استُخدمت لإنتاج الدواء المستخلص من الأعشاب.

وقالت دي دورا: «إن المستهلك يشعر بالحيرة عند وضْع زيتِ الثّعبان على نفس رُفوف الصّيدليات مع دواء آخر مُثبت علميًّا باعتباره نوعًا من الطب القائم على العِلم الحقيقيّ وليس الزائف فيُنفقون ملايين الدولارات تذهبُ سدًا كل سنة على أدوية العلاج بالمثل الكاذبة. والمخاطر المترتبة عن هذه المنتجات عظيمة جدًا، فعندما يختار الناس هذه المنتجات الخادعة وعديمة الفائدة على المنتجات المثبتة علميا وذات الفعالية، فإنهم يقومون بالمخاطرة بصحتهم وصحة عائلاتهم».


ترجمة: إلهام حج علي
تدقيق: إسماعيل الحسناوي
المصدر