يستخدم الطبيب مُصطلح قصور المشيمة لوصف عدم كفاءة عملها. تُسبب الأمراض المزمنة أو الالتهابات هذه الحالة. ويعتمد تحديد نوع العلاج على أي ثلث من مدة الحمل تمر به الحامل.

قصور المشيمة:

يُشير مصطلح قصور المشيمة إلى خلل في وظيفة المشيمة في أثناء الحمل. تتمثل وظيفة المشيمة في توصيل الأكسجين والمواد المغذية للجنين في الحمل.

لا تستطيع المشيمة إمداد الجنين بالدم، أو الأكسجين، أو المغذيات بكفاءةٍ في حالة قصور المشيمة. تظهر هذه الآفة عند عدم تشكل المشيمة بطريقة صحيحة أو نتيجة تضررها. يُؤدي ذلك إلى صغر حجم الجنين مقارنةً بعمره وذلك لعدم وجود متطلبات نموه. يُؤدي صغر حجم الجنين إلى الولادة المبكرة وغيرها من تعقيدات الحمل.
لا يوجد علاجٌ لقصور المشيمة. يُراقب الطبيب الجنين من قرب لبقية مدة الحمل، إذ تُعد الولادة المبكرة في بعض الحالات أفضل الحلول.

ما مدى شيوع قصور المشيمة؟

يُؤثر قصور المشيمة على 1 من كل 10 حالات حمل.

أعراض قصور المشيمة:

تدل عادةً علاماتٌ واضحة على الإصابة بقصور المشيمة. تُشير بعض الأعراض مثل النزف المهبلي في بداية الحمل وقلة الشعور بحركة الجنين إلى وجود مشكلةٍ في المشيمة. تُلاحظ الحامل أيضًا اكتسابها للوزن على نحو أقل من حملها السابق.

أسباب قصور المشيمة:

يحدث قصور المشيمة عند عدم قدرتها على إيصال الدم المحمل بالأكسجين والمواد المغذية بين الأم وجنينها. يعني ذلك عدم تلقي الجنين للمواد اللازمة لنموه. يُؤدي وجود عيوب باتصال المشيمة ببطانة الرحم إلى حدوث قصور المشيمة.

تتضمن الأسباب الأخرى للمرض ما يلي:

  •  انفصال المشيمة عن بطانة الرحم.
  •  أذية أو تضرر المشيمة.
  •  عيوب في شكل المشيمة.
  •  عدم نمو المشيمة إلى الحجم الكافي أو صغر حجمها.

قد تُسبب بعض الحالات الطبية أو العوامل الحياتية الأخرى خللًا في وظيفة المشيمة. وقد يحدث قصور المشيمة دون وجود أي سبب واضح.

عوامل الخطر للإصابة بقصور المشيمة:

يعلم الأطباء كيف يُمكن أن تؤثر بعض الأمراض الأخرى على آلية نمو المشيمة وتطورها في أثناء الحمل. يزيد امتلاك الآفات التالية من خطر الإصابة باضطرابات المشيمة:

  •  السكري.
  •  ارتفاع ضغط الدم.
  • أمراض القلب.
  •  اضطرابات تخثر الدم.
  •  اجتياز مدة الحمل 40 أسبوعًا.
  • مقدمة الارتجاع.
  •  التهابات الرحم غير المعالجة.
  •  النزوف الشديدة أو غيرها من المشكلات في بداية الرحم.
  •  تجاوز عمر الحامل 35 عامًا.
  •  تناول بعض الأدوية.

يؤدي أيضًا كل من التدخين وشرب الكحول وإساءة استخدام بعض العقاقير إلى خلل في وظيفة المشيمة.

مضاعفات قصور المشيمة:

يُسبب قصور المشيمة مضاعفاتٍ تُؤثر على الأم والجنين. لكنها تُشكل خطرًا أكبر على حياة الجنين.

تتضمن تعقيدات قصور المشيمة المؤثرة على الجنين كلًا مما يلي:

  •  الولادة المبكرة. تُسبب هذه الحالة انخفاض درجة حرارة الجنين ووزنه عند الولادة.
  •  تحدُّد النمو داخل الرحم.
  •  نقص الأكسجة الجنيني. يُؤدي قلة وصول الأكسجين إلى دماغ الجنين إلى تعقيدات أخرى.
  •  فقر الدم.
  •  انخفاض سكر الدم.
  •  انخفاض كالسيوم الدم.
  •  ارتفاع بيليبروبين الدم.
  •  الإملاص (ولادة جنين ميت).

تتضمن التعقيدات المؤثرة على الأم الحامل كلًا مما يلي:

  •  انفصال المشيمة.
  •  المخاض المبكر.
  •  الولادة المبكرة.

تشخيص حالة قصور المشيمة:

يُشخص الطبيب قصور المشيمة في أثناء إجرائه لفحصٍ ما قبل ولادي أو تصويرٍ بالأمواج فوق الصوتية. يكشف التصوير بالأمواج فوق الصوتية عن جريان الدم بين المشيمة والجنين، بالإضافة إلى حجم وتوضُّع كل منهما.

قد يشتبه الطبيب بوجود مشكلة في المشيمة إذا كان حجم الجنين عند التصوير بالأمواج فوق الصوتية أصغر من الطبيعي، أو إذا كان الارتفاع القاعي أقل من المتوقع.

تُنصح الحامل بإخبار الطبيب عما يُقلقها من حركات الجنين وغيرها، وتُساعد هذه الأمور على مُتابعة تطور الحمل.

كيف يجري التعامل مع قصور المشيمة؟

لا يوجد علاجٌ مباشر أو شفاءٌ من قصور المشيمة. ينصح الطبيب عادةً ببعض الأساليب التي تخفف من تأثير هذه الآفة على الحمل. تختلف العناية التي تحتاجها كل امرأةٍ حاملٍ بحد ذاتها بناءً على عدة عوامل:

  •  مرورها بأي ثلث من مدة الحمل.
  •  نتائج الاختبارات.
  •  الأعراض والمضاعفات الأخرى التي تُعانيها الحامل.

تُعد مراقبة تطور الحمل جزءًا مهمًا من العلاج. يُفضل مقدم رعاية الحمل في معظم الحالات التواصل الدائم مع الحامل، بالإضافة إلى إجراء اختبارات التصوير بالأمواج فوق الصوتية واختباراتٍ لمراقبة قلب الجنين دوريًا للتأكد من صحته ونموه. يتكامل ذلك مع معالجة الآفات الطبية التي تُعانيها الحامل مثل ارتفاع الضغط والسكري.

ينصح الطبيب أحيانًا بولادة الحامل طفلها عند تمام مدة الحمل بوصولها 37 أسبوعًا، إذا كانت الولادة تحمي الجنين من أي مخاطر مستقبلية.

يُراقب الطبيب -عند عدم إتمام المرأة لمدة الحمل اللازمة- تطور الحمل عن قرب ويبحث عن علاماتٍ تدل على عدم تحمل الجنين لصعوبات الحمل جيدًا. حينها ينصح الطبيب المرأة بإجراء ولادةٍ مبكرة لكونها الخيار الآمن للجنين. يصف الطبيب في حالة الولادة المبكرة الستيرويدات لتساعد في تطور رئتي الجنين.

هل تتحسن حالة قصور المشيمة؟

لن تستطيع المشيمة إتمام وظيفتها كاملة عند إصابتها بالقصور. على ذلك، يهتم الطبيب بالحالة ويُراقب الجنين عن قرب للكشف عن وجود أي إشاراتٍ تدل على وجود مشكلات.

يُساعد كل من التشخيص المبكر، والتحكم بكل الآفات المرضية، والالتزام بجميع مواعيد الكشف ما قبل الولادية في منع اضطراب وظيفة المشيمة على نحو أكبر.

هل يُمكن الوقاية من قصور المشيمة؟

لا يُمكن الوقاية من قصور المشيمة في معظم الأحيان. تُعد الرعاية والاختبارات ما قبل الولادية أفضل الطرق التي تسمح للطبيب بالكشف عن الإصابة مبكرًا. يُقلل كل من التشخيص المبكر، ومراقبة الحالة، والتحكم بها من احتمالية حدوث تعقيدات خلال فترة الحمل.

يُساعد أيضًا كل من معالجة الأمراض الموجودة أصلًا منها أو الحديثة في منع حدوث أي مضاعفاتٍ مستقبلية.

ما معدل نجاة الأجنة في حالات قصور المشيمة؟

تُتم معظم النساء الحوامل المصابات بقصور المشيمة حملهن حتى الولادة. يعتمد ذلك على نحو كبير على أنواع الحالات المرضية التي تُعانيها الحامل، وشدة الخلل الوظيفي للمشيمة، ومدة الحمل عند التشخيص بالإصابة.

كيف تهتم الحامل بنفسها عند تشخيص إصابتها بقصور المشيمة؟

تُنصح الحامل باتباع تعليمات الطبيب بشأن كيفية الاهتمام بنفسها. تختلف آليات التعامل مع الحالة تبعًا لمدة حمل المرأة ومدى شدة الحالة.

يحتاج الأطفال الخدج أو المولودون بآفة صحية إلى رعاية خاصة منذ الولادة في وحدة العناية المركزة بعد الولادة (NICU)، يترتب على ذلك أن تُحضِّر الحامل نفسها لذلك.

يجب أن لا تمتنع الحامل عن إخبار الطبيب عما يشغلها، وطرح ما لديها من أسئلة بشأن كيفية زيادة فرصة ولادتها طفلها بسلامة.

متى يجب التواصل مع الطبيب؟

لا يتسبب قصور المشيمة دائمًا بأعراض واضحة، يُستحسن على ذلك الالتزام بمواعيد الرعاية ما قبل الولادية جميعها، وإطلاع الطبيب على جميع الأعراض.

يُساعدهم ذلك في الكشف عن مُضاعفات الحمل الممكنة بطريقةٍ أفضل. يُفضل تواصل الحامل مع مقدم العناية إذا عانت من نزف مهبلي أو آلام وتقلصات حوضية.

مُلاحظة أخيرة:

توجد طرق للتحكم بقصور الرحم وزيادة فرص مرور الحامل بحمل وولادة سليمَين، وذلك بالرغم من عدم وجود علاج لهذه الآفة. تُنصح الحامل بالالتزام بنصائحٍ حول كيفية اهتمامها بنفسها، والتحكم بالحالات المرضية التي تُعانيها إن وجدت، والالتزام بجميع مواعيد الرعاية ما قبل الولادة. يجب عليها تجنب شرب الكحول، وتناول المخدرات، والتدخين في أثناء الحمل. يُراقب مُقدم الرعاية الصحية عادةً تطور الحمل عن قرب للبحث عن أي علاماتٍ تُشير إلى مضاعفاتٍ ما، وقد ينصح بإجراء الحامل ولادة مبكرة.

اقرأ أيضًا:

فحص الزغابات المشيمية: تفاصيل الإجراء والمخاطر والمضاعفات

متلازمة الجنين الكحولي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: رهف وقّاف

تدقيق: تسنيم المنجد

المصدر